From sudaneseonline.com

بقلم : عبدالغني بريش اللايمى
موهوم من يظن بنهاية اتفاقية نيفاشا مع انفصال الجنوب !!/عبدالغني بريش اللايمى//الولايات المتحدة الأمريكية
By
Dec 29, 2010, 03:41

بسم الله الرحمن الرحيم

موهوم من يظن بنهاية اتفاقية نيفاشا مع انفصال الجنوب !!

عبدالغني بريش اللايمى//الولايات المتحدة الأمريكية

باتت الحركة الشعبية لتحرير السودان ( قطاع الشمال ) الهدف الأساسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان ، منذ الخطاب الذي ألقاه عمر البشير في مدينة القضارف في شهر ديسمبر 2010 ، وقال فيه صراحةً ( إذا انفصل الجنوب - لن يكن هناك حاجة للحديث عن التنوع الثقافي واللغوي والديني في شمال السودان ، وستكون الشريعة الإسلامية مصدرا وحيداً للقوانين ، واللغة العربية بديلاً لكل اللغات السودانية ) 0 وقد أسرع هذا الخطاب التحريضي من وتيرة الإستهداف الأمني والإستخباراتي والعسكري لمنتسيبي الحركة الشعبية في ولاية جبال النوبة على النحو التالي :

 

1- اعتقال عدد من ابناء جبال النوبة بالجيش الشعبى بواسطة افراد الاستخبارات العسكرية وتقديمهم للمحاكمة بتهمة التجسس 0

   2 - احتجاز وفد من قيادات الحركة الشعبية بواسطة مليشيات تابعة للحكومة فى    منطقة الخرصانة فى يوم 12/12/2010

  3- اعتقال وفد من الحركة الشعبية بواسطة القوات المسلحة فى محلية تالودى مع تعذيبهم بوحشية والاساءة لهم وللحركة الشعبية 0

4- ظهور تصريحات عبثية لبعض قيادات المؤتمر الوطنى والتي تقلل من أهمية " المشورة الشعبية " في ولايتي جبال النوبة والنيل الأزرق 0

5 - 000 الخ 0

إن أبناء النوبة كانوا يأملون بضرورة حصول معالجات سريعة للثغرات التي شابت العملية السياسية ، بعد اتفاقية نيفاشا ، وتحديث مساراتها من جديد ، وتشجيع مواطني ولاية جبال النوبة والنيل الأزرق على التصويت في الإنتخابات القادمة الخاصة ( بالمشورة الشعبية ) لتعزيز مبدأ المشاركة الديمقراطية ، لمنع أيٍ كان من العبث بإستحقاقات اتفاقية نيفاشا ، وجعل الدستور الانتقالي دستوراً دائماً للبلاد ، لضبط  كل التفلتات ذات الطابع الإستفزازي أو الاستعراضي غير المسئول ، وإيقاعاتها غير المتوازنة ، تمهيداً لتأسيس وحدة وطنية أساسها العدل والمساواة والمواطنة ، وبناء دولة جديدة تتسع لكل مكونات المجتمع السوداني ، وصولا إلى إرساء النظام السياسي الديمقراطي التعددي القائم على أساس احترام الآخر ، وتطوير مؤسسات الدولة ، وترسيخ التداول السلمي للسلطة عبر استحقاقات انتخابية شرعية ، والسعي إلى المصالحة الوطنية 0 إلآ أن أبناء النوبة أصيبوا بخيبة أمل كبير جراء الإجراءات التعسفية والإقصائية التي يتعرضون لها قُبيل استفتاء جنوب السودان 0

وقد أظهرت الأيام القلائل الماضية تعفن العقلية الأمنية ، والعسكرية لنظام الخرطوم ، وكشفت أيضا حقيقة ، ووزن ، وحجم هذا النظام ، وتقلباته 0 وهو لم يكترث أبدا بنصوص والتزامات اتفاقية نيفاشا - خاصة الجزء الخاص ببرتوكول ( جبال النوبة والنيل الأزرق ) ، بقدر ما كان ينتظر بفارغ الصبر - انفصال الجنوب حتى يقوم بإلغاء كل ما يتعلق بها من إلتزامات قانونية ودولية 0

 وبالرغم من ان كل المؤشرات تقول بانفصال جنوب السودان عن شماله في استفتاء 9 يناير 2011 ، إلآ أننا نقول لحكومة السودان أنكِ لا تستطيعي التنكر لاستحقاقات نيفاشا في الشمال 00 فهذه الإتفاقية أنشأها المجتمع الدولي في عام 2005 برضا - حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان ، مما يعني أن أي محاولة من أي من الجانبين للعبث بها ، يعني خرقا لها ولمحتوياتها الملزمة ، وبمثابة اعلان حرب على المعنيين بملحقاتها 0 

        ان الاعتقالات العشوائية لأبناء النوبة في الآونة الأخيرة ، مع الأسف الشديد ، أوضحت بجلاء أن ليس من أولويات حكومة الخرطوم ، تنفيذ ما وردت من نصوص ومواد قانونية في اتفاقية نيفاشا - سيما البرتوكول الخاص بــ ( جبال النوبة والنيل الأزرق ) ، بل إن هذه الحكومة تهدف أساساً إلى قطع الطريق على شعبنا النوبي والأنقسني لإيجاد أي حل مشرف يحصلان بموجبه على حقوقهما كاملة ، وعلى رأسها حق تقرير مصيرهما 0

       إذن لا شك أن هناك علاقة تربط بين انقشاع غيوم العدوان الذي تتبناه حكومة السودان في الآونة الأخيرة ضد أبناء النوبة في الحركة الشعبية من ناحية ، وبين تصريحات البشير في مدينة القضارف حول مستقبل السودان من جهة ثانية 00 ففي ضوء عرض العضلات والجبروت البشيري ، كان من المتوقع أن تبدأ الحكومة السودانية باتخاذ خطوات ما باتجاه تعويض فشلها بعدم قدرتها على الحفاظ على وحدة السودان ، بالتركيز على ملفات المناطق الثلاث الوارد ذكرها في اتفاقية نيفاشا ، وكان من الواضح أن الملف المرشح للتصعيد والإنفجار - هو ملف جبال النوبة والنيل الأزرق ، في محاولة منها – على ما يبدو لاستباق استقلال جنوب السودان ، وتطويع شعوب هذه المناطق حتى لا تصنع قرارها بنفسها " كالمطالبة بتقرير المصير "0

إن أي مستقبل لعملية السلام والاستقرار والأمن في السودان  يمكن حصرها من خلال تنفيذ البنود والنصوص الواردة في اتفاقية نيفاشا - سيما البرتوكول الخاص بــــ ( جبال النوبة والنيل الأزرق ) , لا من خلال مشاريع تسعى إليها حكومة الخرطوم لطرح ما يسمى بضرورة إلغاء ملحقات اتفاقية نيفاشا ، بحجة أن انفصال جنوب السودان عن شماله يعني عملياً نهاية هذه الاتفاقية , وإدعائها بأن نيفاشا أصبحت في حكم المعدوم من الناحية السياسية 0‏

ما قامت به الحكومة السودانية من أعمال استفزازية تجاه أبناء النوبة من أعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان ( قطاع الشمال ) يمثل نقضاً صريحا لإتفاقية نيفاشا ، بل إلغاءاً لها 00 ويطرح العديد من التساؤلات ، ما يعني ان القوى السياسية في شمال السودان والتي تدعي معارضتها للحكومة أيضاً تقف وراء عمر البشير عبر تصعيد لهجته الإقصائية ضد ( التعدد الثقافي واللغوي والديني ) 00 وإلآ لماذا لم ترد هذه القوى الشمالية المعارضة على الخطاب العنصري البغيض للبشير في مدينة القضارف ؟ 0 ‏

إن نية البشير أولاً وأخيراً هي بناء دولة عربية اسلامية في شمال السودان بعد انفصال الجنوب , ويمكن استقراؤها من خطابه في مدينة القضارف , وبالتالي حين يتم تحليل خطابه الركيك المتشنج  - يمكن القول إنه يحاول ترسيم حدود لدولة خالية من النوبة - الفور - زغاوة - البيجا - النوبيين - الأنقسنا 00 الخ ، أي دولة بشكل يحفظ  لها طابع وهوية عربية اسلامية ولو بالكذب والإدعاء 0‏

غير ان هذه المحاولات التي تقوم بها الحكومة لإستفزاز النوبة قُبيل استفتاء جنوب السودان ، والكلام عن الغاء ملحقات " نيفاشا " ( المشورة الشعبية ) - كلها محاولات يائسة لم يكتب لها النجاح 00 لأن المشورة الشعبية الواردة في اتفاقيا نيفاشا ليست هِبة أو منحة من أحد ، إنما حق تضمنته اتفاقية شهد عليها - المجتمع الدولي كـــ ( الولايات المتحدة الامريكية - النرويج - ايطاليا - بريطانيا - الاتحاد الافريقي - دول الإيغاد - 00 الخ ) ولا يستطيع أي جهةٍ كان سودانية أو غير سودانية المساس أو العبث به 00 ولن تقبل النوبة أن تعيش في مرحلة استحقاقات مفتوحة ، تدفع ثمنها من حقوقها وحريتها وكرامتها وعزتها ، فالنوبة ليست بحاجة إلى وحدة وطنية - عنوانها القمع والاستبداد ، والغاء التعددية الثقافية واللغوية والدينية 00 الخ  0

[email protected]



© Copyright by sudaneseonline.com