From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
استقلال واستقلال/ا لسيدة إبراهيم عبد العزيزعبد الحميد
By
Dec 28, 2010, 18:57

استقلال واستقلال

يحتفل السودان هذه الايام بعيد الاستقلال المجيد ونتمنى أن يكون هذا العيد وقفة للتأمل في مسيرة البلاد في خلال نصف قرن الماضية وهل نحن فعلاً حققنا الاستقلال الفعلي في كل شئ ؟ أم هو كلام واحتفال وذكرى وغرام لأيام الاحتلال بدليل نحن نحتفل بهذا اليوم كل سنة وهذا لا يتنافى مع تقييمنا لأنفسنا كشعوب وكحكومات ماذا أنجزنا في هذه الفترة التي مرت على بلادنا بعد إن خرج المحتل . كلنا نعلم جيداً جل هذه الفترة قضيناها في تغيير مستمر في الحكومات والانقلابات والتمرد ولا أكثر وتعطلت لغة الحوار والتنمية في كل مناحي الحياة وخاصة في الولايات سواء الجنوبية أو الشمالية أو الغربية أو الشرقية لم تكن هناك تنمية حقيقة لا لبشر ولا لمدر بل كل الحكومات التي توالت على السودان في هذه الحقبة كانت حكومات فاشلة في رائي جاءت لتبني نفسها فقط ولا شئ غير ذلك وضربت بالسودان والإنسان السوداني وتنميته وتطويره عرض الحائط إلى أن جاءت حكومة الإنقاذ والحق يقال هناك ومضات منيرة في بعض جوانب الحياة في السودان شهدناها في عهد هذه الحكومة تنمية  وتطور في أكثر من موقع والحدث الأكثر أهمية في رائي كان هو وضع الإنسان السوداني على  نقطة البداية والطريق الصحيح من حيث استقلاله واعتماده على نفسه وتركه التسول على الغير سواء كانت دول عظمى أو غيرها .تابعت كل صغيرة وكبيرة وكل شاردة وواردة في الشأن السوداني وأنا على البعد وكم كنت في تلك الأيام والليالي أذوب عشقا في شهداء بلادي اللذين بدمائهم الطاهرة النقية وقلوبهم الصادقة الشفافة أناروا لنا الدرب ووضعوا شباب أمتي على الطريق الصحيح الله يجزل لهم العطاء في الجنة ولا زلت حتى الآن أتابع بشغف وحب أخبار بلادي إلا أنني أرى هناك بعض الملاحظات التي أرى أن لم تتداركها الحكومة والشعب سوف تهدد استقرارنا واستقلالنا وتقدمنا وهي(العدل والمساواة والتوزيع العادل للثروة بين أهل السودان كافة) أن أي إنسان على وجه الأرض له احتياجات وأولويات منها ثلاث في غاية الأهمية وهي المسكن المناسب والعمل الذي يضمن له حياة كريمة وقبل كل هذا وذاك الأمان ثم الأمان أن يشعر بأمان واطمئنان إذا توفرت له هذه الثلاثة انشغل بتنمية ذاته وقدراته مما يجعله يبدع في كثير من جوانب حياته مما سينعكس إيجاباً على تقدم الوطن الذي يحيا فيه وليس يعيش فيه لأن الحياة التي يتمناها المرء تختلف عن أن يعيش فقط ولأن الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله ذكر كلمة حياة ووردت في كثير من معاني القران الكريم  ولكي تتحقق لنا تلك الحياة الطيبة الكريمة التي أراد الله لنا أن نحياها لابد من تضافر الجهود وتوافر إلامكانيات وأولها وجود المحسنين بيننا اللذين يعبدون الله وكأنهم يرونه ويدركون جيدا بأنه الرقيب عليهم لكي يحسوا بالمسؤولية التي تقع على عاتقهم ويعملون من أجل تنفيذها  دون غلو لذا نرجو من ولاة أمرنا أن يعالجوا مواطن الخلل في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها بلادنا  قبل أن يقع السودان في الوحل ساعتها سيكون المصاب جلل وحيث لا تنفع مع الله الحيل ونتمنى كل التقدم والاستقرار لوطننا الحبيب.

كتبت هذه الكلمات تحديداً في عام1/1/2008م لكنها لم ترى النور وهكذا اعيدها وارغب بنشرها والسودان الان يواجه اكبر تحدي في تاريخه وهو انفصال جنوبه الحبيب او بالاحرى  سيكون هناك احتفال باستقلال السودان الجنوبي اعتباراً من 9/1/2012م وهو الشهر ذاته الذي سيحتفل فيه السودان الشمالي بعيد استقلاله وشتان مابين الاستقلالين استقلال من المحتل واستقلال هو مختل.

ارى الآن جف القلم ورفعت الصحف ولا أمل أمامنا إلا بالقبول بالواقع الذي سيتمخض عنه استفتاء يوم 9/1/2011م وأن نعيش مع جنوبنا المنفصل في تعايش وسلام وان نمد لإخوانا كل مدد يحتاجونه لبناء دولتهم وان نعيش معهم اخوان وجيران ونعمل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم " مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه"

 

ا لسيدة إبراهيم عبد العزيزعبد الحميد

[email protected]

 

 



© Copyright by sudaneseonline.com