From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
مبادرة شرقية خجولة، لكن مسئولة/محمد الأمين نافع
By
Dec 28, 2010, 18:55

مبادرة شرقية خجولة، لكن مسئولة

محمد الأمين نافع

 

وأنا مهنمك في البحث عن الأسانيد الواقعية والمثالية للكتابة عن مبادرة ( آدم ) للأستاذ/ كمال الجزولي ومشايعيه وقعت عيني بمحض الصدفة علي برقية عاجلة باللغة الانجليزية في موقع سودانيز أون لاين، بدون تاريخ نشر، بعث فيها الأستاذ المؤرخ ابن الأستاذ المؤرخ/ الأستاذ/ سليمان صالح ضرار برسالة حميمة وناصحة وصريحة الي النخب في جنوب السودان، يقدم فيها نصيحة المؤرخ صاحب الخبرة والتجربة الثرة المستقاة من عبر التاريخ والحاضر والصالحة لأن تكون زاداً للمستقبل. الرسالة التي حملت عنوان ( عاجل: رسالة الي نخب جنوب السودان )، URGENT /A Message to Southern Sudan Elites) (، ينبه فيها النخب الجنوبية الي الاجتماعات الاقليمية والدولية التي تعقد لتنفض وتنفض لتعقد والزيارات المكوكية الطالعة والنازلة نحو قبلة الأنظار الاقليمية والدولية الجديدة، جنوب السودان، تلك الاجتماعات والزيارات التي يسيل لعابها وتنتفخ رئتها تنهداً ولهاثاً وهي تهم بالانقضاض علي الفريسة الجديدة، جنوب السودان، لكي تتناول كل دولة افريقية جارة للجنوب في أدب تناولٍ جم ما يليها من طبق الفضلات الامريكية، كما لم يلجم الثقل التاريخي والنضالي والجيوبوليتيكي لجنوب افريقيا ولجنة حكمائها لسان ضرار عن أن يكشف ما يكمن وراء أكمة حكمتها هذه ويصمها صراحة بأنها العقل المدبر لهذه المؤامرة، مؤامرة التقاسم الامريكي الافريقي لجنوب السودان، أرضاً وما عليها من ثروات، أما موقف العرب تجاه السودان عامة وتجاه جنوبه خاصة فقد جرده من كل مكرمة أو دور، فهو لا علي قد المقام حتى يتآمر مع من يتآمرون، ولا علي قدر المسئولية في التصدي لما يحدث من نهشٍ شره لأضلاعه وأعضائه، ضلعاً بعد ضلع وشلواً بعد شلو، ولذلك يفسح الموقف العربي الباب واسعاً أمام كبار وعتاة المتصارعين علي الكيكة الجنوبية مؤثراً السلامة علي مصارعة العمالقة، وهي بالفعل الحقيقة المرة والأليمة. 

بعد ذلك ينتهي ضرار الي توجيه الخطاب الي المعسكرين السودانيين المتصارعين، معسكر الحكومة ومعسكر الحركة، مطالباً إياهما بالتحلي بالصبر والحكمة ثم الحذر من الأصدقاء المزعومين، حيث لا جامعة عربية تجدي هذه الأيام ولا اتحاد افريقي ينجد ولا امريكا تنقذ من المستقبل الكالح الذي ينتظر الطرفين في حال الانفصال، وأن يغلبا التعاون في خدمة مصالحهما المشتركة علي التنافر والتضحية بهذه المصالح. والحقيقة التي لا مناص منها ومهما حاول الطرفان إنكارها والتنكر لها، هي أن ما يربط الطرفين من مصالح وتداخل وتشابك وسراء وضراء أكثر بما لا يوصف مما يربط أياً منهما بأي طرف آخر في الكرة الأرضية. انتهي تعليقنا علي المقتبس من الرسالة أو البرقية. 

في الحقيقة كنت كما أسلفت أبحث عن أسانيد لزعمي بتحيز وعدم موضوعية ولا منطقية المبادرات التي قدمت لتدارك أزمة خليج الخنازير السودانية هذه، أي أزمة مخافة وقوع الانفصال أو الحرب قبل أو بعد الاستفتاء، وعندما أعياني البحث عن ذلك في المصادر العربية لجأت الي المصادر الانجليزية، لعل من إخوتنا في الجنوب من يقدم مبادرة قد تخالف وتختلف عما هو مألوف في الساحة الجنوبية من تأييد مطلق وصريح للانفصال وعدم الدخول البتة في أية محاولة لنقده قصد التعرف علي مضاره ومنافعه، وفي ذلك البحث عن ضالتي، ضالة الحكمة المفقودة في خطاب المبادرات الفطيرة التي قدمت بما فيها مؤخراً التهديد باللجوء الي حمل السلاح، لم أعثر علي ما قصدت العثور عليه تحديداً، ولكن وأنا في تجوالي في ذلك البحث والتصفح إذا بي أعثر علي هذا الصوت الشمالي الشرقي وسط الكومة الانجليزية للمقالات وإذا بي أطلع عليه من باب الفضول، فأجده ينطق حكمة وعلماً ويقطر منطقيةً وموضوعية، بل حرص الأستاذ / ضرار وهو الضليع في العربية وله المؤلفات والمقالات العديدة باللغتين العربية والانجليزية، فضلاً عن كونه من بيت علمٍ وأدب وريادة، حرص علي توجيه خطابه الي من يهمهم الأمر بصفة خاصة، لذلك استخدم الانجليزية لغةً ووضوح وإيجاز الخطاب وسيلة الي قلوب إخوته في الجنوب، ثم وقع علي الرسالة باسمه عارياً من كل الألقاب ولكن من باب الضرورة ووضوح الانتماء السياسي بالذات أردف علي توقيعه توضيح انتمائه السسياسي بأنه من مؤتمر البجا، دون أن يدعي أنه الرئيس لذلك الحزب، وهي ظاهرة ألفناها في هذا الحزب بالذات، حيث هناك أكثر من شخص يدعي رئاسته لحزب بهذا الاسم، فضلاً عن تفرعات وتشظيات وتجليات أسماء فرعية للحزب ذاته. ويبدو أن كل حزبٍ بما لديهم من مبادراتٍ فرحون. وكل عامٍ وأنتم فرحون.                          



© Copyright by sudaneseonline.com