From sudaneseonline.com

زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
حديث الإفك ـ عندما يدخل الطاعون على الجسد المعافى!! «1 ــ 2»/الطيب مصطفى
By
Dec 28, 2010, 18:38

زفرات حرى

الطيب مصطفى

حديث الإفك ـ عندما يدخل الطاعون على الجسد المعافى!! «1 ــ 2»

 

ويتأبط الرويبضة عرمان كلاً من مالك عقار نائب رئيس الحركة ووالي النيل الأزرق وعبد العزيز الحلو نائب والي جنوب كردفان داخل دار الحركة الشعبية بالخرطوم وليس من قاعة محايدة إمعاناً منه في تأكيد أن الحركة الشعبية باقية في الشمال ويعقد ثالوث الحركة مؤتمراً صحفياً لاستفزاز شعب السودان الشمالي الذي ما صدَّق أن الحركة بجنوبها ستغادره إلى غير رجعة كما يغادر السرطان الجسد العليل فإذا بعرمان يطل علينا من جديد مستخدماً أخطاءنا القاتلة التي نتجرع اليوم علقمها المُر، فبدلاً من أن يعقد المؤتمر الوطني مؤتمراً صحفياً داخل مدينة جوبا بعد أن يضع شماله في جيبه متمترساً ببعض الولايات الجنوبية التي يُفترض أنه فاز بها وعين والياً أو ولاة عليها ها هو الجنوب يتمدد في الشمال ويتحدث عرمان من الخرطوم ويُملي شروطه ويعلن عن تمرده على هُويتنا بل ويجهر بأن نيفاشا لا تزال باقية حتى بعد أن انفصل الجنوب تكبِّل من حركتنا وتعوِّق تقدُّمنا وتعطل ديننا وتنتقص من هُويتنا!!

إن الحسرة تملأ قلبي والله أن يعقد عرمان مؤتمراً صحفياً بعد أن ركلته الحركة وداسته بقدميها.. يعقد مؤتمراً صحفياً مستقوياً ببعض الخوازيق ومسامير جحا التي زرعتها الحركة في أحشائنا قبل أن تغادر فبربكم هل من هوان أكبر من ذلك؟!

اسمعوا لعرمان وعقار والحلو يا من لا تزالون تمنُّون أنفسكم بالأماني أن عقار أقرب إلى المؤتمر الوطني وأرجو أن أذكِّركم بحديث شيخ يؤم أحد مساجدنا الكبرى حين دخل قرنق الخرطوم كما يدخل الطاعون على الجسد المعافى فيرديه قتيلاً، فقد قال ذلك الرجل إنه يتوقع أن يعتنق قرنق الإسلام تماماً كمن يقول إنه يتوقع أن يعتنق أبو لهب الإسلام بعد أن قال الله تعالى فيه: «تبت يدا أبي لهب وتب»!! أقول اسمعوا لعرمان وعقار والحلو إذ يقولون: «الحركة الشعبية باقية في الشمال ما بقي الشمال»!! اسمعوهم يتحدثون في حضور عدو الشمال باقان الذي أعلنها مُدوِّية قبل أيام بأن الحركة ستعمل في الشمال من أجل إقامة مشروع السودان الجديد حتى بعد الانفصال أي أن الجنوب يعمل من أجل حكم الشمال من خلال هؤلاء الذين يجلسون مع عرمان الذي يقاتل من أجل الجنسية المزدوجة للجنوبيين في الشمال حتى ينصبه الجنوبيون رئيساً على الشمال أو والياً ليعمل بالوكالة عن دولة الجنوب التي ظل عميلاً وفياً لها لا تهزه الإهانة ولا يؤثر فيه الاحتقار والركل والشتم وقطع الأذن عضاً وهل لجُرح بميتٍ إيلام؟!

تحدَّث عرمان وعقار والحلو من داخل الخرطوم في مؤتمرهم الصحفي محذرين من أن: «محاولات إسقاط مكتسبات اتفاقية السلام الشامل في حال انفصال الجنوب من شأنها تهديد استقرار الشمال وأكدوا بقاء الحركة بالشمال ما ظل الشمال باقيًا»!! هكذا قالوها إن الحركة ستظل تعمل كمسمار جحا داخل السودان لتقيم مشروع السودان الجديد التابع لجنوب السودان كما توعدنا باقان وعرمان وأن اتفاقية نيفاشا ستظل تفعل فعلها بقرار منهم رغم أنوفنا!!

يقول الخبر إن ثالوث الحركة بحضور كبيرهم باقان الذي لم يتحدث باعتبار أنه جنوبي لكن تلاميذه الشماليين عرمان وعقار والحلو هم الذين يتحدثون بلسانه ليؤكدوا على ما ذكره من أن الجنوب باقٍ في الشمال من خلال عملائه الذين مُكِّنوا في غفلة منا من امتطاء ظهورنا واحتلال أرضنا بعد أن انحازوا إلى حركة معادية ما جاءت إلا لاستئصال شأفتنا وطمْس هُويتنا!!

الحلو لم ينسَ أن يذكِّر بأن انتخابات جنوب كردفان ستنطلق في التاسع من أبريل القادم.. يا سبحان الله!! إذن فإن الحلو سيخوض الانتخابات باسم الحركة الشعبية وسيعمل على الفوز كما فاز عقار جراء تساهلنا وانبطاحنا وضعف إدارتنا ليغرس سرطاناً وجنوباً آخر في جسد الشمال رغم أنف اتفاقية نيفاشا التي حددت حدود عام 6591م للفصل بين الشمال والجنوب!! هل تذكرون كيف غيَّر المؤتمر الوطني مرشحه لمنصب الوالي قبل شهر واحد من الانتخابات؟!

عرمان عقد المؤتمر الصحفي خصيصاً وأحضر باقان وعقار والحلو ليستقوي بهم لكن لماذا عقد المؤتمر الصحفي الآن وليس قبل شهر أو بعد شهر مثلاً؟

السبب واضح فقد شنّ الثالوث هجوماً كاسحاً على خطاب الرئيس عمر البشير بالقضارف واعتبروه دعوة لإلغاء الديمقراطية والتعددية وكأن الجنوب الذي يفتك به الجوع والفقر والمرض والاقتتال القبلي والقهر والتسلط يرفل في نعيم الديمقراطية والتعددية!!

أتدرون لماذا انتقد ثالوث الولاء للجنوب ولحركته الشعبية حتى بعد أن غادرنا وأذهب الله عنا الأذى وعافانا.. لماذا انتقدوا خطاب البشير؟! أجيب بأن ثلاثتهم ورابعهم وكبيرهم عدو الشمال وأهله ودينه باقان انتقدوا حديثه عن سيادة الشريعة واللغة العربية بعد ذهاب الجنوب غير مأسوف عليه فقد قال الحلو: «إن التنوع الثقافي والعرقي واللغوي بالبلاد حقيقة موجودة ولا يستطيع أحد أن ينفيها أو يلغيها فجبال النوبة وحدها عشر إثنيات ودارفور خمسين قبيلة والنيل الأزرق 11 قبيلة»!!

أقول لهذا الأحمق وما المشكلة في ذلك يا رجل وهل كل هذا الحديث لأن البشير تحدث عن سيادة العربية لغة الأغلبية وهل في أمريكا تعامَل لغات ذوي الأصول الإسبانية من الأمريكيين بأعدادهم الكبيرة كما تُعامَل الإنجليزية بل هل تعامَل لغة الهنود الحمر أهل الأرض الأصليين معامَلة الإنجليزية أم أن لغتهم اندثرت وذابت في الثقافة الانجلوساكسونية؟! حدِّثني يا رجل عن فرنسا وهولندا وألمانيا وإنجلترا وغيرها هل عاملت تلك الدول لغات الاثنيات والمجموعات والأقليات العرقية معاملة لغتها الرئيسية بل ما هو اسمك يا عبد العزيز الحلو هل هو مشتق من لغة اثنيتك أم من اللغة العربية وكذلك الحال بالنسبة لمالك عقار ولا أقول باقان!!

إنه العداء للإسلام ولغته وثقافته وهُويته وهل قامت الحركة الشعبية إلا للحرب على الإسلام والعروبة واللغة العربية؟! ألم يقل قرنق إن «الهدف الرئيسي للحركة الشعبية هو إنشاء السودان الجديد» وهو يعني انتهاء النموذج العربي الإسلامي وإعادة بناء السودان وفق رؤية الحركة الشعبية للسودان الجديد عن طريق الإحلال والإبدال بين النموذجين؟!

أقول لهؤلاء الحمقى إن نيفاشا ما كان ينبغي أن تساوي بين العربية واللغات الأخرى حتى عندما كان الجنوب جاثماً على صدورنا ويكوِّن جزءاً من السودان فما بالك وقد أراحنا الله منه؟! وما كان ينبغي للجنوب إلا أن يحتكم للإسلام وشريعته كون الإسلام هو دين الأغلبية في السودان الذي ينبغي أن يسود في كل أركانه شمالاً وجنوباً عملاً بمبدأ الديمقراطية الذي يتشدقون به وما كان للغة العربية أن تُساوَى باللغات الأخرى حتى في جنوب السودان الذي لا يتفاهم أهله باثنياتهم المختلفة إلا بها.



© Copyright by sudaneseonline.com