From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
لله ثم التأريخ ثم الوطن هنالك فرق كبير بين المثقف المستقل والمستغل/الكاتب الصحفي عثمان الطاهر المجمر طه
By
Dec 28, 2010, 18:15

 

 لله  ثم  التأريخ ثم الوطن      

هنالك  فرق  كبير  بين  المثقف المستقل  والمستغل

اذكر  في  أواخر الثمانيات بعد أن قدمت إستقالتى للزميل أحمد البلال الطيب ورفضت العمل معه في أخبار اليوم والدار .قدمني الزميلل فيصل خالد للأستاذ الدكتور محمد حامد الهاشمي التونسي الجنسيه وصاحب دار صحيفة المستقلة التي تحولت اليوم إلي {قناة المستقلة وكانت هذه أول مرة إتعرف فيها علي الهاشمي من قرب والفضل بعد الله يعود للزميل الصديق الصحفي النابه فيصل خالد الذى يعمل الآن في إحدى كبريات الصحف الخليجية يقطر رد الله غربته. والهاشمي لمن لا يعرفه من الجيل النابت اليوم هو تونسي كان معارضا لنظام الحبيب بورقيبة رئيس تونس الراحل وكان إسلاميا نشطا في الجامعة من أفراد حزب النهضة التابع للمعارض التونسي الإسلامي راشد الغنوشي الللاجئ السياسي الآن في لندن حكم علي الهاشمي بالسجن غيابيا لنشاطه السياسي وفر هاربا إلي السودان وطلب اللجوء السياسي في السودان والعهدة للراوى قيادى كبير في منظمة الدعوة الإسلامية ذكر لي أنه اول من إستضاف الهاشمي في منزله ثم قدمه فيما بعد للشيخ حسن الترابي ومن يومها صار الهاشمي مقربا من شيخ حسن الذى ساعده فى إستخراج باسبورت سافر به إلي لندن وهنالك تزوج بالسيدة زبيدة جزائرية تحمل الجنسية البريطانية وفي لندن أصدر الهاشمي صحيفة المستقلة كما أصدر مجلة الدبلوماسي وواصل دراسته الأكاديمية وتحصل علي الدكتوراة ويمتاز بذكاء حاد برغم أنه من سيدى أبو زيد في تونس إلا أنه يعرف السودان أكثر من أهله لأنه مقرب من الترابي وهو الآن مقرب من البشير ونظامه. المهم بدأت العمل معه في حرية تامه لم يتدخل الهاشمي أبدا في عملي الصحفي علي الإطلاق وأشكر له موافقته علي سفرى إلي ألمانيا ممثلا لصحيفة المستقلة عندما إختارني السفير الألماني الدكتور فيرنر دوم  للسفر إلي ألمانيا فقد جمعتني به صداقة فكرية وثقافية خاصة بعد كتابة مقالتي عن معهد جوته والسفير يتحدث العربية بطلاقة والإنجليزية كذلك ولا أشك أبدا في أنه مسلم مخبئ إسلامه فقد عمل نائبا  للسفيرالألماني في اليمن لمدة {11} إحدى عشر سنه ثم أصدر كتابا عن السيدة بلقيس ملكة اليمن المذكورة في القرآن مع قصة سليمان عليه السلام . المهم رفض أحمد البلال سفرى إلي ألمانيا لمآرب شخصية ولشئ في نفس يعقوب وهذه قصة أخرى سوف أسردها للتأريخ في وقتها المناسب علي العموم قدمت إستقالتي لأحمد البلال الذى قال إنه يرفض أن يسافر صحفي فقير بإسم صحيفته إلي ألمانيا وقلت له : إن الفقر ليس عيبا وذكرته بتأريخ حياته الذى حكاه لي وقلت له : أنت كنت في يوم ما فقير والرسول {ص} كان فقيرا والفقر ليس عيبا والمهم قدمت إستقالتي له وإحتفظت بعلاقة وصداقة طيبة مع شقيقه الشاب الصوفي المؤدب المهذب الأستاذ عاصم البلال وذهبت هكذا مضيت لحالي وأنا سعيد بأنني خرجت من أخبار اليوم التي قدمت لها أفضل الحوارات وأفضل الندوات وأشهرها التي حظيت بإعجاب الجميع والتي كانت بعنوان { لماذا يخاف الغرب من الإسلام } وجمعت لها أصحاب الشأن وعلي رأسهم السفير البريطاني والسفير الألماني ومستشار الرئيس لشؤون التأصيل الدكتور أحمد علي الإمام وقدمت أيضا المرحوم والد أحمد البلال الشيخ البلال الطيب في حلقات تأريخية توثيقية في الدار يشهد عليها الصديق الزميل صاحب القلم الرائع الذى إفتقدت كتاباته الزميل الأستاذ عابدين سمساعه الذى كان نجما من نجوم صحيفة الأيام أيام جعفر نميرى

علي كل خرجت من أخبار اليوم والدار بلا حقوق فقيرا كما قال صاحبها وأنا ما زلت حتي يومي هذا فقيرا أكل من قلمي وليس من السلطان أو من السفارات التي إذا بعت لها قلمي لما كنت خرجت من وطني ولكني أتأدب بأدب الصوفية الفقراء المساكين لا أملك مالا ولا عقارا حتي أراضي الصحفيين خدمت ربع قرن في الصحافة عملت وتعاونت مع مجموعة هذه الصحف صحيفة الصحافة الأسبوع المتفرج الرياضي النصر الظبيانية الرياضية التي اجريت لها أروع الحوارات الرياضية مع شيخنا أستاذ الأجيال البروف علي شمو يوم كان وزيرا  للشباب والرياضة ومع أستاذنا وصديقنا الدكتور كمال حامد شداد كان رئيسا للاتحاد العام للكرة ورئيسا لقسم الفلسفة بجامعة الخرطوم ومع درة الملاعب السودانية الكابتن مصطفي النقر ومع صحيفة السوداني ثم صحيفة السوداني الدولية والرأى الآخر والشارع السياسي وأخبار اليوم والدار وصحيفة القبس التي كان يرأس تحريرها العلم السوداني الشيخ الزاهد الأستاذ صادق عبد الله عبد الماجد أمد الله في عمره كما عملت سكرتيرا لتحرير مجلة الشورى الصوفية التي كان يمتلكها أستاذنا الراحل البروف الطاهرمحمد علي البشير وكان يومها نائب مدير جامعة أمدرمان الإسلامية كما أسس مؤخرا جامعة أهلية في امدرمان ولي عظيم الشرف في إصدار أول كتاب عن رئيس وزراء السودان الأمام الصادق الصديق عبد الرحمن المهدى زعيم الجهاد المدنى وكان الكتاب تحت عنوان : { مشاوير في عقول المشاهير في أول مشوار أخطر حوار مع زعيم الأنصار } وأعرف أن أحدى القنوات الفضائية السودانية وقعت في المحظور وسرقت سرقة أدبية لبرنامج يقدم بعنوان مشاوير وأنا أحتفظ بحقي الأدبي حتى وإن كنت خارج السودان كـل هذا والحكومة السودانية مستكثرة علي قطعة أرض من أراضي الصحفيين لا لشئ إلا لأننى لا أجيد دق الطبول وحرق البخور زملائي اليوم رؤوساء تحرير أكن لهم كل حب ووفاء وأدعو لهم بخالص التوفيق وسيظل شعارى ما من كاتب إلا سيمضي       ويبقي الدهر ما كتبت يداه

فأنظر إلي ما يسرك            يوم القيامة أن تراه

وأسأله تعالي أن يقبضني مسكينا وأن أحشر في زمرة المساكين . كما قال الحبيب المصطفي صلعم : { اللهم أعشنى مسكينا وأمتني مسكينا وأحشرني قي زمرة المساكين } .علي كل أقمت في المستقله ندوات ساخنة جدا وجمعت واحدة منها الشيوعيون والأخوان المسلمون والبعثيون وحزب الأمة والإتحاد الديمقراطي وجاء عثمان عبد القادر ممثلا للحكومة وكانت ندوة وطنية رائعة .

فالهاشمي لم يتدخل أبدا في عملي علي الإطلاق .

ولكنه في ذات يوم من الأيام أراد أن يوجه بوصلة إهتماماتي بذكاء حاد حاورني وقال لي : مجمر أنا متابع حواراتك كلها مع ناس المعارضة لماذا لا تحاور وزراء الحكومة هؤلاء الناس طيبين وفي الحقيقة كانت جل حواراتي مع ألوان طيف المعارضة علي سبيل المثال لا الحصر الأستاذ عبد الرسول النور الأستاذ بكرى عديل اللواء فضل الله برمه ناصر الدكتور الحبر يوسف نور الدائم الدكتور عصام احمد البشير المحامي غازي سليمان هؤلاء قبل أن يصالحوا النظام وكذلك الدكتور أدم موسي مادبو والأستاذه بخيته الهادى المهدى ، والمهندس صديق الصادق المهدى وغيرهم كثير فقلت  للأستاذ الهاشمي أرى من الأفضل لك أن تجعل المستقله مستقله ، وليست مستغله فالشعب السوداني يحب المعارضة وليس الحكومة والمستقلة إذا ناصرت المعارضة سوف تنفد من الأسواق فورا . وأذكر تماما في إحدى حواراتي مع السفير البريطاني مستر ألن قولتي قلت له : لماذا أنتم في بريطانيا عندما يكون السيد الصادق المهدى تدعموه وتناصروه ، وعندما يكون رئيسا للوزراء علي رأس حكومة ديمقراطية مستقلة تقفوا منه موقف المتفرج ، ولا تساعدوه أبدا أليس من حقه أن تكون له مواقف وطنية ؟ أليس من حق وطنه أن ينعم بالحرية، والإستقلال ، والديمقراطية ؟ كما تنعمون أنتم بها أم لابد له أن يقدم مصلحة بريطانيا أولا إمتثالا لفروض الطاعة والولاء وهكذا تجلت لي أهمية المثقف المستقل وتأكد لي لماذا تعمر الحكومات العسكرية طويلا ؟ بينما عمر الحكومات اليمقراطية قصير جدا لأنها تدفع فاتورة الوطنية بثمن باهظ هو حياتها وبقاءها في السلطة .

أقول للأخ باقان أموم ستفرح بالدولة الوليدة بضعة أشهر وبعدها ستنكشف لك الحقائق المرة أن حفاوة البيت الأبيض الأمريكي واللوبي الصهيوني وعلي رأسها الإيباك لم تكن حبا في سواد عيونك إنما حبا في ثروات بلدك كنت أتمني أن لا تخون مبادئ الدكتور جون قرنق ذلكم الوحدوى الذى تمني أن يعيش حياته هانئا في منزله بالحاج يوسف خاصة بعد أن حظي بإستقبال تأريخي لم يسبق أن حظي به زعيم إفريقي إلا نيلسون مانديلا الأمر الذى أثار حفيظة صديقه الغيور الرئيس اليوغندى يوري ماسيفينى رجل أمريكا  الأول في أفريقيا فكانت النهاية التراجيدية للراحل المقيم جون قرنق الذى خسره السودان كله شماله قبل جنوبه إلا أنه بقي حيا في أذهان العالم كزعيم خالد في ذاكرة التأريخ وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر لم أكن أتصور أن تكون ذلكم المثقف المستغل الذي يلهث وراء الأضواء والنجومية السياسية كل ما يعنيه الكسب السياسي الرخيص الزائل وفنادق الخمس نجوم وكاميرات الإعلام هذا كل ما يهمه أما أن يتمزق السودان أو يتقسم أو يتشقق إلي شق شمالي ، وشق جنوبي ، وشق غربي ، وشق شرقي بيده هو صا

ر ألعوبة وأداة طيعة وفاعلة لإنجاح وتنفيذ المخطط الأجنبي هذا كله لايهم أيضا المهم هو أين موقعه في الدولة الوليدة وهل نجح في ترضية السادة الأمريكان أم لا؟ . وهل سيظل قادر علي مخاطبة مجلس الأمن متى شاء ومتى أراد أم يا ترى دوره إنتهى؟ وأذا كان دوره إنتهى هل يا ترى ما زالت السكك سالكة مع اللوبى اليهودى في أمريكا أم خلاص كش ملكTHE GAME OVER

اللوبي يبحث عن عميل جديد ومخطط جديد لضرب بلد ووطن غني بالثروات والخيرات ولكنه فقير يشكو من غياب الزعامات وتطاول النعامات وطن يقدل فيه < الورل > يتبختر ويتمخطر ويزمجر بالإنفصال مزهوا بالدعم الأمريكي وسند العم سام المتأمر الأول علي السلام ومسك الختام يهون بيع الأوطان بأبخس الأثمان تبا لمن يخون لآ لن يكون لن يفلح المستعمرون حتي وإن كانوا مستنسخون كما اني لا أعفي نظام الإنقاذ الذي إرتكب جريمة تأريخية لا تغتفر لأنه النظام الوحيد الذى فرط في وحدة السودان وأضاع جزء عزيزا من الوطن وفاءا  للأمريكان الذى وعدوه بشطب إسمه من قائمة الإرهاب وأن الدول  المانحة سوف تغدق عليه مليارات الدولارات فلم يشطب إسمه من قائمة الإرهاب ولم تدفع الدول المانحة فلسا واحدا أحشفا وسوء كيلة إنها أقذر بيعة في التأريخ والتأريخ لا يرحم . هكذا يا عزيزى القارئ الفرق جد كبير بين المثقف المستقل والمستغل كالفرق بين الثرى والثريا وتموت الحرة ولا تأكل من ثديها .

وللأوطان فى دم كل حر      يد سلفت ودين مستحق

الكاتب الصحفي عثمان الطاهر المجمر طه



© Copyright by sudaneseonline.com