From sudaneseonline.com

زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
بين الصادق المهدي والجنسية المزدوجة واللعب بالنار!!/الطيب مصطفى
By
Dec 27, 2010, 18:05

زفرات حرى

الطيب مصطفى

بين الصادق المهدي والجنسية المزدوجة واللعب بالنار!!

لست أدري والله هل يستشير السيد الصادق المهدي مكتبه السياسي، ولا أقول مجلس شوراه الذي لم نَرَه يعقد اجتماعاً منذ سنوات، أم يكتفي باستشارة ابنته مريم الصادق المهدي القريبة من الحركة الشعبية خاصة أولاد قرنق ولست في حاجة إلى أن أذكِّر بدورها في حراك «قوى الإجماع الوطني» الذي يقوده الشيوعي فاروق أبو عيسى لمصلحة الحركة الشعبية والحزب الشيوعي والذي أحسنت الحركة استخدامه ثم لفظته لفظ النواة كما فعلت بسلفه البائد «التجمُّع الوطني الديمقراطي»!!

أقول هذا بين يدي تصريحات المهدي الأخيرة حول دعوته إلى منح الجنسية المزدوجة لأبناء الجنوب عقب اختيارهم الانفصال وكذلك تصريحاته التي لا تنقطع حول القضايا العالقة ذات العلاقة باستفتاء تقرير المصير أو غير ذلك من المشكلات بما في ذلك مشكلة دارفور.

لست أدري كذلك والله الحيثيات التي ساقها المهدي لدعوته إلى منح أبناء الجنوب الجنسية المزدوجة كأول سابقة في التاريخ أن يُمنح شعبان انفصلا بعضهما عن بعض جنسية الدولتين المنفصلتين وهو السياسي القديم الذي يعلم علم اليقين المشروع الإفريقاني العلماني الذي تدعو إليه الحركة وتنطوي عليه، فلكم تحدّث المهدي عن ذلك المشروع وسلقه بألسنةٍ حداد وقال فيه ما لم يقل مالك في الخمر كونه يتناقض تماماً مع هُوية الشمال التي يقول المهدي إن مشروع الحركة الاستئصالي يستهدفها ويدعو إلى طمْسها!!

كيف بربكم يجوز للمهدي أن يدعو إلى منح الجنسية المزدوجة وهو الذي يعلم أن باقان قال في عدة مناسبات بأن مشروع السودان الجديد الذي تدعو الحركة إلى إنفاذه في السودان سيظل باقياً وأن الحركة ستعمل على إقامته سواء في إطار الدولة الواحدة أو الدولتين بعد الانفصال؟!

الصادق المهدي يعلم كذلك أن الحركة لها وجود في ولاية النيل الأزرق التي يحكمها اليوم نائب رئيس الحركة مالك عقار والذي سيظل والياً عليها حتى بعد الانفصال كونه حصل على منصبه بالانتخاب المباشر من جماهير الولاية ولا يجدي الحديث الآن عن التزوير الذي صاحب عملية الاقتراع وفرز الأصوات... المهم أن الحركة لا تزال موجودة في المناطق الحدودية وليس أدل على أطماع الحركة من اجتماع والي النيل الأزرق مالك عقار ونائب والي جنوب كردفان عبدالعزيز الحلو القيادي في الحركة الشعبية في دار الحركة الشعبية في معية الرويبضة عرمان الذي تحدث متحدياً بأن قطاع الشمال سيبقى في الشمال بعد الانفصال وأنه لن يستشير أحداً في بقائه بل إنه سيقيم حركة جماهيرية واسعة وأنه باقٍ في الشمال للدفاع عن حقوق الجنوبيين والشماليين!! بل هل أدل على ذلك من الحديث الخطير الذي أدلى به وفد الحركة الشعبية الذي زار الولاية الشمالية مؤخراً حسبما ورد في بعض الصحف حيث هدد بأن قطاع الشمال سيقاوم بالسلاح إذا حاول الوطني المساس به؟!

قد أفهم حديث المهدي في إطار تهديده الأخير الذي خيَّر فيه المؤتمر الوطني بين خيار الحكومة القومية أو العمل مع قوى المعارضة من أجل إسقاط الحكومة، هذا إذا لم يعتزل العمل السياسي جملة وتفصيلاً!! لكن من يصدِّق أن المهدي لم يعتبر بكل تاريخه المليء بعدم التوفيق ولا أقول الإخفاقات كما لم يستفد من «جليطة» تقديم المتحرِّك على الثابت والتكتيكي على الإستراتيجي والشخصي على الوطني مما اعتبره لعباً بالنار فقد ارتكب المهدي خطأً فادحاً حين قدَّم قرنق للعقيد القذافي الذي أحدث دعمُه لقرنق تحولاً هائلاً في مسيرة الحركة الشعبية والجيش الشعبي كان له أبلغ الأثر في ما نعاني منه حتى اليوم.. الصادق المهدي قدَّم قرنق للقذافي نكايةً في نميري، وها هو التاريخ يعيد نفسه إذ يتحالف المهدي مع الحركة في طورها الجديد وهي تسعى لاكتساب شرعية في الشمال بعد الانفصال من أجل تمكين قطاع الشمال من تحقيق حلمها لحكم الشمال وطمْس هُويته وإحالته إلى أندلس أو زنجبار أخرى!!

ثمة نقطة أخرى يتناساها المهدي هي أن الجنسية المزدوجة بل والحريات سواء كانت أربعًا أو ثلاثًا أو دون ذلك لن تمر في ظل الرفض الهائل الذي عبَّر عنه شعب السودان الشمالي فلماذا أيها الرجل ترتكب خطأً كهذا تسوِّد به تاريخك السياسي وأنت تتقدم نحو الثمانين؟! هل نسيت أخي الإمام ذكرى الحرب الضروس وتداعياتها منذ ما قبل الاستقلال بل هل نسيت الإثنين الأسود وما أعقبه وسبقه من تاريخ مليء بالدماء والدموع، فلماذا تريد أن تزرع الحركة من جديد في أحشائنا بعد أن أزاحها الله عنا؟!

لنفترض أن المؤتمر الوطني استجاب لطلب المهدي واختار الحكومة القومية بعد الانفصال هل يا تُرى سيسحب المهدي قراره حول الجنسية المزدوجة أم سيظل متمترساً خلف قراره؟!

إني والله لأدعو كما ظللت من قديم إلى توحيد أهل القبلة وضم المهدي إلى الحكومة وقد آن أوان ذلك بعد أن أذهب الله عنا الأذى وعافانا وسأكتب عن ذلك مجدداً إن شاء الله.

إني لأرجو أن يعيد الإمام الصادق المهدي النظر في قراره هذا المستعجل قبل فوات الأوان؛ فالرجوع إلى الحق فضيلة.

مسيرة الرابطة الشرعية للعلماء

 

 كم سعدتُ لقيام الرابطة الشرعية للعلماء بتسيير تظاهرة عقب صلاة الجمعة عبَّرت بصدق عن مشاعر أهل السودان الشمالي الرافض لمحاولات الحركة الشعبية وعرمانها البقاء في الشمال بعد أن أراحنا الله منهم ومن مشروعهم المناهض لهُوية هذه البلاد وإرثها وتقاليدها وثقافتها، فهل نسي الناسُ أول حماقة ارتكبها عرمان الذي أفنى عمره في الحرب على الإسلام حين اعترض على إيراد البسملة في صدر الدستور الانتقالي عقب عودته إلى الخرطوم بعد حربه المتطاولة في صفوف الجيش الشعبي ضد أهله وبني جلدته وهل نسوا هجومه الضاري على القانون الجنائي الإسلامي من داخل البرلمان؟!

لقد أحسنت الرابطة الشرعية إذ تصدّت لهذا الأمر الجلل وأرجو أن يتعاون أهل القبلة جميعاً خاصة الجماعات الإسلامية وروابط وهيئات العلماء بمختلف تصنيفاتهم بما في ذلك الطرق الصوفية في سبيل التصدي للخطر القادم المتمثل في الوجود الأجنبي المعادي في ديارنا، وفي الحركة الشعبية التي تتخذ من وجودها في بعض ولايات السودان وكذلك تحالفاتها مع بني علمان والشيوعيين مبرراً وأرضية لبقائها في السودان الشمالي بعد الانفصال كحزب عميل لدولة أجنبية تحمل مشروعاً معادياً لهُوية الشمال.



© Copyright by sudaneseonline.com