From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
المشير"النذير" البشير في خطبة الوداع...!!/د.عوض محمد أحمد
By
Dec 27, 2010, 08:32

المشير"النذير" البشير في خطبة الوداع...!!

اليوم أكملت لكم نقاءكم "العربي الإسلامي" ورضيت لكم شمال السودان وطناً..!

حديث الأفك السوداني يخرج البشير عن طوره!، ويعود به إلى ما نسخت الإنقاذ من قوانين وأفاعيل، يوم أن جبتها بوريقات نيفاشا التي ذهب الدهر بمدادها!!.

جلد فتاة سودانية على مرأى من العالم فعل العجب العجاب، وكأنا بها سوءة الإنقاذ الوحيدة منذ أن إعتلت ظهر شعبنا المغلوب على أمره. غيبت فتاة الفيديو عن ذهننا مسماراً يدق في رأس طبيب لا لشئ سوى! أن وضيعاً مثله تجرأ على سادته!! فهم من وهب له أن يكون طبيباً وإلا كان أكثر ما يحلم به عضواً في فرقة جاز الديوم!!! وآخر يحسبونه من بقايا الترك لم تسوى حياته سوى طلقة ثمنها جنيهات معدودة عند "عمر عطيه" بائع السلاح!!، وذاك الذي أهين في شرفه وهو يتبوأ أعلى الرتب العسكرية!!، وصديقنا الذي فقد أحد مسنديه في هذه الأرض!!!، كثرٌ.. كثرٌ من يحملون وسيحملون وصمة العار التي ستظلل جبهة الإنقاذ إلى يوم "يبعثون"، لكنها بنت وحيدة هي ما أقامت نار الإنقاذ ودفعت رأس الحية أن ينطق بما لا يعي!!.

قال البشير! ما قال!! وأمامه ثلاثة معضلات، محكمة تستدعيه ولا حامي له منها سوى تستر بمنصبٍ لم يعد ملاذاً أمناً، ولن يعد بعد نهاية فترة التأرجح هذه، بلادٌ لم تعد هي تلك التي أغتصبها بليلٍ وأهلها نيام فهاهو ثلثها يوصد أبوابه في وجهه ومن تبقى لا يبالي بحياةٍ أضحت رمزاً للجحيم، ورفاقُ حالٍ صار سعيهم شتى! كل يحاول أن ينجو بفعلته وهذا الكرار أول غيثه!!.

إناخت بعير البشير على مشارف لاهاي لم تعد فعلاً عدلياً فقط، بل تداخل وتطورٌ لهذا العالم الذي يسوسنا اليوم! فلن يكن المطلوب تركيع رأس دولة لا يسوى هو شيئاً ولا تعد دولة رقماً في عالم اليوم!!، لكنها خطوة في طريق طويل يراد به قيادة هذا العالم الذي أفاق على جرائم ترتكب بحقه كل صبح ومساء، هيمنة رأسمالية ليس لها إلا أن تمسك بتلابيبنا لإعادة صياغة هذا العالم المضطرب بعد سقوط الدب الروسي و تهيئاً لأستيقاظ التنين الصيني!!، رغماً عن مشروعية جرجرة مشيرنا الهمام نحو الجنائية الدولية حتى نمسح دمعة من خد الأمة السودانية، إلا أن مصير البشير والجالسون في قمة العدل الدولية لم يعد شأناً خاصاً بنا وإن كنا سنهلل يوم أن يرتدي فروة حمار الوحش تلك!! في البلاد المنخفضة.

فهل أنتاب مشيرنا كابوساً جنائياً دولياً حتى يلقي علينا خطبة الوداع تلك..!!؟.

التأريخ السوداني رغماً عن مثالب كتابته سيسطر لأجيال قادمة إن هناك رئيس أسمه عمر حسن أحمد البشير أغتصب السلطة في ليل بهيم ولم يسلمها سوى شراذم تنهش في بعضها..!، وإن كان سعادة المشير! يودعنا اليوم فقد نسى أن من يودعهم لم يعودوا أهل ذاك السودان الذي سطا عليه برفقة شيخه الذي لم يعرف الوقار!! فقد ذهب ثلث العباد بتأشيرات خروج نهائية من هذا الذي أبقيته لنا وتود منا أن نذكرك به..!. سودان تقول أصبحت لا تدنسه الشوائب!، عرق عربي صاف صفاء ماء زمزم!! ونهج روحي يسمو فوق الكفرة الملحدين.

لكن لنا بعضٌ من شكٍ فيما تقول!.

أي عروبة تلك التي تعني!! ألسنا نحن أولاد الخال!!! عند العرب العاربة "أولاد الخال هم الذين ينسبون لخالهم لعدم معرفة آبائهم (أولاد الجواري،الرقيق والمتعة الزائلة)"، وأي نهج روحي تود منا أن نلهج به! أوليس الإغتصاب زناً!!، وإن كان كذلك فما هو حكم من أغتصب بلد بحاله في ليلة الثلاثين من يونيو!! هل في شريعتك التي بها تبشرنا ما يشفي غليلنا!!، أم تود أن تثبت أن أهل السودان جميعاً سقط متاع متعةٍ لتلك العروبة البائسة!.

بالأمس تبسم في وجهنا أحد رفاقك وهو ينفي ما حَمَلهُ له التأريخ من مآسي ويرمي بسوءتها على ظهرك، وهذا أول غيث التعارك بين السارقين لشعب بأكمله، وما لعبة الفيديو التي بدأت تطل برأسها كل صبح إلا بشائر خير لأهل السودان ونذير شر مستطير لأهل الإنقاذ. فهل فتَ عضدك لتلقي علينا بمرثية وداعك، وإلى أين سيكون ترحالك!، هل أذن موعد السفر للاهاي!! أم أن زاد سِنينكَ وبَنيكَ بالتبني! قد اكتمل ووجدت مهجعاً بين عروبتك العاربة وروحانيتك المتأسلمة..!، لمن ستترك هذا الخراب الذي أحدثت! أهو لرفاقٍ لك ينهشون ما تبقى من أعراض أهل السودان أم هروب حتى من رفاق الأمس حين تعز النفس ويتناسى المودلجة قلوبهم إن هناك شئ أسمه المشروع الحضاري....!

في ختام مشوارك الممهور بدماء أبناء الوطن،

لن نودعك فما زال بنا آملٌ في تطبيق تلك الحدود، التي حملتها طوال عقدين من الزمان!، عليك وعلى زمرتك، وقائمة إتهاماتنا تطول!! نود أن نوثق لك في حدائق القصر وأنت تُحَدَ بحَدِ إغتصاب دولة السودان ولسنا معنيون إن كان ذلك حَدَ حرابةٍ للدولة أو مئة جلدةٍ لإرتكابك الفاحشة! ما يهمنا أن يعلم العالم أجمع إن رئيسنا الذي كان! قد ذاق من نفس الكأس التي أجهض بها أنفاس كثيرٌ من أبناء السودان قبل أن يقطع أوصاله!!. نود قصاصاً لدكتور على فضل، مجدي محجوب، جرجس، ود الريح، ثمانية وعشرون نجماً ظللوا سماء الخرطوم، راسخ، مائتي ألف ذهبوا طعاماً للكواسر في فيافي وهضاب الفور، طلاب العيلفون، محمد موسى، و... ويعجز القلم عن البكاء على مآسي شعب السودان في حضرة دولة المشروع الحضاري..!، فإلى أين ستتركنا أإلى نعيم ترجوه في فنادق الجنائية في لاهاي أم بجوار حرم ٍ أصبح مرتعاً لكل ناهبٍ ومغتصبٍ لشعبه.....................!!!!!!!!!!!!!!!!!

د.عوض محمد أحمد

لندن في 25/12/2010م



© Copyright by sudaneseonline.com