From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
التمادي في التعالى الديني والعرقي بقلم \مبارك عبدالرحمن احمد ادم صالح خالد
By
Dec 26, 2010, 19:01

التمادي في التعالى الديني والعرقي 

 

 

بقلم \مبارك عبدالرحمن احمد ادم صالح خالد

[email protected]

 

في البداية لابد لي ان اذكركم السادة القراء بان الاسم الذي قيل هو اسمي اعلاه هو حقيقة جاء نسبة لعملية التعريب المستمرة التي واجهها شعب اقليمنا والاقاليم الاخري في هذه الدولة التي امتلكت اليات قهر احادية لصالح الثقافة الاسلاموعروبية تجاه القوميات الاخري ، والتي لم يستطع هذه الشعوب المقهورة ان يمتلكوا ويطوروا وسائل لمقاومة هذا التيار الجامح للدفاع عن هويتهم وثقافتهم بل كان عرضة للاضمحلال وكان القاهر دائما متمددا عليهم اما عبر المدراس التعليمية او الاوراق الثبوتية او توريد القطن لمحالج اقطان جبال النوبة او حتي بالسخرية من عدم نطق الاسم،  فاضطر ابائنا للرضوخ لهذا القهر الجائر لتتماشئ امورهم ولبساطتهم وعدم المامهم بخطورة هذا العملية . ولا بد لي ان اذكر اسمي الحقيقي الكامل وهو (اردول انوة دري دكلندو انقولو اوميان) هذا الاسم حرَف وذاب في كتابته بعض الحروف النوبية وذلك لفقر اللغة العربية من استيعاب عدد من الحروف النوبية ولا يساورني ادني شلك من ان امثالي كثر.  يذكرني يوما ما سالت ابي عن من اين جاء بهذا الاسماء فضحك وقال حتي جدك احمد لا يدري ان اسمه احمد هذه مسالة تمت عند دخولنا الي مدينة الدلنج في الستينيات فقلت له ايمكنني ان اغير هذا الاسماء الي حقيقتها فقال لي قل ارجعها الي اصلها لانني الذي قمت بالتغير فانت اذا ارجعتها فهذا شائنكم .

 اما مسالة الديانة فان الاسلام الذي دخل فيه اهلنا كان لاسباب منها الهروب من دفع الضريبة والثانية عملية الاسلمة التي تمت بصور كانت لا تحترم تلك الشعوب من بقط عبدالله بن ابي السرح وغيره من الممارسات التي ماذالت مستمرة الي يومنا هذا والثالثة هي متطلبات الدراسة في المدارس الحكومية كمادة وهذه من نصيبنا نحن واسباب اخري.

لم اكن مستغربا لما قاله الرئيس في خطابه في نهار  19 ديسمبر 2010 في القضارف بانهم سوف  "  يعدلون دستور الدولة الجديدة في شمال السودان اذا انفصل الجنوب وسوف يجعلون الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي للتشريع وسوف تكون اللغة العربية اللغة الرسمية للدولة " انتهي ، لم ياتي البشير بجديد ازاء هذه التوجيه لان العقلية التي سيطرت علي الدولة السودانية منذ فترة دخول  اب السرح الي بلاد النوبة باتفاقية البقط حتي فترة بناء الودلة المستقلة بعد خروج المستعمر والتي لم تعترف مطلقا بالتنوع الديني والاثني للدولة مما جعلها في حالة عدم استقرار دائمة فاللغة العربية ليست هي اللغة المحببة والمتفق عليها ولغة جميع السودانيين صحيح انها التي يتواصل بها غالبية السودانيين ولكن مسالة تبنيها كلغة رسمية للدولة هي عملية صب النار علي الزيت لا داعي لهذا التبني الغير شرعي طالما كاتب هذا المقال وكغيره من الافارقة الان غصب ان يتعلمها في مدارسكم ويتواصل بها مع غيره لا يوجد مبرر للدولة ان تاخذ جزء شحيح جدا من مكونات المجتمع السوداني وهذا يعني بالضرورة عدم تبني لغات الاخرين ومن ثم عدم الاعتراف بها ومن ثم الغاءها ومن ثم محاربتها ومن ثم تجدد عملية الدفاع المقدس عن الثقافات والاعراف الاخري وممكن جدا تشكيل تحالف الغير معترفيين او الغير معترف بلغاتهم وثقافاتهم لان اللغة هي المكون الرئيسي والاساسي لاي ثقافة ومعتقد .

 

المتجلى في عقليتهم ان الجنوب  وحده كان الذي يمنعهم من تطبيق شريعتهم واما اذا ذهبوا فسوف يخلوا ليهم الجو ليمرحوا فانهم سوف يطبقونها تجاهلا لما يزخر به الشماليون الغير عروبيون من لغات وعادات وتقاليد وثقافات تحمل في محتواها قيم اجمل بكثير ما تحمله العربية، والمتوهم  لهم ايضا ان عملية المطالبة بالحقوق والدفاع عن كرامة و ذاتية الانسان السوداني سوف تذهب جنوبا بعد يوم التاسع من يناير 2011 ، والمتوقع لهم ايضا ان هامش القوة التي يمتلكونها قادرين ان يخرسوا بها كل من يعترضهم بعد ذهاب الجنوب وانهم القوة المطلقة Super Power ويعتقدون ان السودانيين المتبقيين في الشمال سوف يكونوا هينيين كهوان البعوض عند هبوب الرياح العاتية ولكن هيهات.

 

اذا كان هذا الوطن ملك للجميع فلا يوجد حق لاحد ان يتعالى علي الاخرين بفرض شرعه عليهم ويبرر ان في شرعه مجال لغير المعتنقين به يحفظ حقوقهم ، فالدولة السودانية ليست كالسعودية ولا كغيرها من الدول العربية التي يوجد بها سكان اصليين (عرب مسلمين) والبقية وافدين (مماليك) والمستغرب هو ان هؤلا الوافدين بعد ان قبل بهم السكان الاصليين مواطنيين في بلدهم بعد مرور قرون من الزمان يريدون ان يفرضوا دينهم ولغتهم عليهم (قبلوا بالهم ولكن الهم لم يقبل بهم)، في عملية تمحي اي اثر لوجود انسان في هذه الرقعة السودانية قبلهم ، اذا استمر الحال هكذا غدا سوف نتوقع قرارا باذالة اي كيان او محتوي ثقافي غير عربي واسلامي كالاهرامات وغيرها من الاثار الحضارة النوبية العظيمة.

 

اذا كانت الشريعة الاسلامية هي  من اركان العبادة للمسلمين واللغة العربية هي مكان اعتزاز للعرب فان الاخرين السودانيين لا تمثل لهم هذا شئ في حياتهم بل انها ليست ذات قيمة لهم  وهذا من حقهم طال ما لا يستحقرونها ، فالذي يري حال الانقاذ برئيسها الحالي يشبهها كصاحب حديقة بها كل انواع شجر الثمار فجاءة يجن جنونه وياخذ الفاس ويقطع كل الاشجار عداء شجر الليمون ويريد ان ينافس في موسم المحاصيل البستانية .

وتنهار العريشة علي اصحابها وخاصة اهل الهامش من جبال النوبة والازرق ودارفور وشمال السودان الغير عرب وغيرمسلمين الذين يدافعون بشراسة علي مشروع الموتمر الوطني في الحزب والقوات النظامية الجيش الشرطة والامن  فهل هم الان علي استعداد للوقوف مع ثقافاتهم وارث اجدادهم وخليقة ربهم واديانهم ام انهم سوف يدافعون ضد الظام الذي لا يعترف به كبشر لديهم عادات وثقافات واديان متنوعة عنهم ويحاربهم ، وكيف تكون مواقفهم تجاه الذين سوف يدافعون عن بقاءهم اي الرافضين عن توجهات الموتمر الوطني الحالية وباختصار هل سوف تحاربون لزوالكم.

يعتبر السلوك هو الاسواء من نوعه منذ توقيع اتفاقية السلام الشامل واذان ببداية عهد جديد من الصراع القائم علي فرض الثقافة العربية والشريعة الاسلامية علي السودانيين والتي سوف تصنف الشعب السودان الي درجات في المواطنة والحقوق اولها العرب المسلمين درجة اولي ، المسلمين غير العرب درجة ثانية ودرجة ثالثة لغير المسلمين وغير العرب في وطنهم  واخيرا لغة الجهاد لن تخيف احد وان الموت مرة واحدة في العمر وكل انسان لديه روح واحدة واننا قادرين علي دفع ثمن ثقافتنا وحريتنا وكرامتنا.

 

 

 

 



© Copyright by sudaneseonline.com