From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
عندما صنعت الجزيرة صنما بيدها وعبدته في القرن العشرين ليقربها زلفى للمشاهد العربي./عثمان الطاهر المجمر طه
By
Dec 25, 2010, 22:02

يسم  الله الرحمن  الرحيم

الحمد لله  رب  العالمين

عندما صنعت الجزيرة صنما بيدها وعبدته في القرن العشرين ليقربها زلفى للمشاهد العربي.

بقلم  الكاتب  الصحفي  عثمان  الطاهر  المجمر

ابدأ  ببيت  الشعر  العربي  الذي  يقول  :

عين الرضا عن كل عيب كليلة        وعين السخط تبدى المساويا

قناة  الجزيرة  القطرية  يعلم  القائمون  علي  أمرها  من  القطريين  قيمة  السودان  ،  ومكانة  السودان  ،  وفضل  السودان  علي  قطر  معروف  ن  ومعلوم  .  والكوادر السودانيةة  الناشئة  في  بواكير  إزدهارها  إستعانت  بالخبرات

والكوادر  السودانية  في   كل  المجالات  ،  وخاصة  مجال  الإعلام  ،  وقامت  بتعيين  الراحل  المقيم  الأديب  الأريب

القامة الهامة عبقريا السودان المثقف العالمي بل الروائي العالمي الطيب صالح رحمة الله عليه وكيلا لوزارة

  الإعلام  ولكنها  اليوم  أدارت  ظهرها  للكفاءات  السودانية  وصار شغلها  الشاغل  الشوام  .

وكما  قال  الشاعر  العربي  :

أعلمه  الرماية  في كل  يوم          فلما  أشتد  ساعده  وقوى  رماني

وعلمته نظم  القوافي                فلما  قال  أول  قافية  هجاني

قناة  الجزيرة  لم  تجد  في  الحسناوات  السمراوات  السودانيات  ضالتها  المنشودة  ولت وجهها

شطر  لبنان  ،  وتونس  ،  والجزائر  تبحث  عن  بيض  الحرائر  اللاتي  صفعن  الجزيرة صفعة  قاسية  بتقديم  إستقالات  شهيرة  كانت  حديث  الصحافة  العربية  .  الجزيرة  القناة  التي  تفخر  وتفاخر  بأنها  عنوان  الرأى  والرأى  الآخر  ،  وتمسكها  الحرفي  بأخلاقيات  ،  وقيم  المهنة  ،  وميثاق  شرف  المهنة  ها  هي  تفاضل  بين  الإعلاميين   السود  ،  والبيض  ،  وشاهدي  في ذلك  إن  المذيع  السوداني  اللامع  الزبير  نايل  كانت  توكل  إليه  إذاعة  النشرات  المتأخرة  في  الليل  ،  وأخيرا  سحبته  ،  وتركته  من  وراء  الشاشة  يقرا  التقارير  لماذا  ؟  نحن مسلمونس  {سياحي  }  هي  تريد  الوسيم  القسيم  ،  وكذبت  الجزيرة  إن  قالت  أن كبريات  الفضائيات  العالمية  ليس  بهن  مذيعين  سود  ، ولأن  لكل  قال  مقام  نستشهد  هنا  بالقران  الكريم  يقول  عز  من  قائل  :

{يا  أيها  الناس  إنا  خلقناكم  من  ذكر  وأنثي  وجعلناكم  شعوبا  وقبائل  لتعارفوا  إن  أكرمكم  عند  الله  اتقاكم  }  .

نحن مسلمون ينبغي أن يكون التكريم بالتقوى،  وليس باللون كما جاء   في حديث الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم: {لا فضل لعربي علي أعجمي،  ولا أبيض علي أسود،  ولا أصفر علي أحمر إلا بالتقوى }.فأين  التقوى  في  قناة  الجزيرة  ؟  الجزيرة  تعلم  أن  في  السودان  مناطق  جميلة  وأنيقة  وخلابة  ، وذات  طبيعة  ساحرة  جدا  ولكنه  تتعمد  دائما  أن  تبث  الصور  القبيحة  في  السودان  ،  وعلي  سبيل  المثال  لا  الحصر  كثيرا  ما  تتحدث  الجزيرة  عن  دارفور  لأنها  بؤرة  إعلام  ساخنة  في  دارفور  يوجد  جبل  مرة  الذي  تغني  له  المطربين  السودانيين  ،  وجمال  جبل  مرة  لا  تخطئه  العين   إلا  عين  الجزيرة!

قد  تنكر  العين  ضوء  الشمس  من  رمد                   وينكر  الفم  طعم  الماء  من  سقم

وأكبر  دليل  علي  إستهداف  الجزيرة  للسودان  حديث  الكاتب  الصحفي  محمد  حسنين  هيكل  صدق  أستاذنا

وصدق المرحومالمقيم  الراحل  الدكتور  حسن  عباس  صبحي  المذيع  السابق  في  البي  بي  سي  رحمة  الله  عليه  وهو  أيضا  شاعر  ،وأديب  كان  يقول  لنا  :  {  إقرأوا  يا  أولادي  للدكتور  محمد  حسين  هيكل  واحذروا  النون  إيكم  ,  وإياكم  أن  تقرأوا  لحسنين  هيكل  }  هنالك  فرق  كبير  بين  محمد  حسين  ومحمد  حسنين  كالفرق  بين  الثرى  والثريا  .  وصدق  المرحوم  هاهو  هيكل  يخرج  علينا  برواية  يقول  فيها  :  إن  المرحوم  الشهيد

الإمام  الهادي  المهدي  مات  نتيجة لأكله  منقة  مسمومة  ،  والجميع  يعرف  أن  الشهيد  سقط  شهيدا  برصاصات  جنود  مايو  جنود  نميرى  عندما  أوقفوا  سيارته  ،  ورفض  السائق  أن  يقف  فأمطروه  بوابل  من  الرصاص  حسب  الرواية  الرسمية  فسقط  الإمام  شهيدا  في  الكرمك  وكان  في  طريقه  إلي  إثيوبيا  {  الحبشة  }  وكذلك  ما  قاله  عن  ضرب  الجزيرة  أبا  كله  كذب  في  كذب  المعروف  أن  الجزيرة  أبا  ضربها  الطيار  حسني  مبارك  التأريخ  موجود  ،  ومحفوظ  ،  أقول  لهيكل  :  لا  تلعب  بعقولنا  فالشعب  السوداني شعب  قاري  ودعني  أذكرك

بمقولة  :  القاهرة  تكتب  ،  ولبنان  تطبع  ،  و الخرطوم  تقرأ  .  نزار  قباني  رحمة  الله  عليه  عندما  زار

الخرطوم  بكي  من  ما  شاهده  من  إستقبال  ،  وقال  فيما  قال  :  كانت  الأشجار  تتدلي  منها  عناقيد  العنب

في  الخرطوم  عندما  كنت  أقرأ  شعري  .  اى  تسلق  المحبون  الأشجار  عندما  لم  يجدوا  مكانا  يسعهم  .

ولهذا  أقول  لك  إرجع  إي  صحيفة  مايو  في  أواخر   السبعينات  ،  وليس  السبعينيات  كما  يكتبها  بعض

كبار  أساتذتنا  أمد  الله  في  عمرهم  خطأ  ،  وكان  رئيس  تحريرها  يومذاك  الأستاذ  إبراهيم  سعده  ،  وهو  حي  يرزق  ،  وقد  كان  رئيسا  لمجلس  إدارة  إخبار  اليوم  ،  والأخبار  كما  أن  أيضا  رئيسا  لتحريرها  ،  وأنت بن

إبن  أخبار اليوم  والأخبار  قبل  أن  تنتقل  لرئاسة  الأهرام  ففي  الصفحة  الأخيرة  لصحيفة  مايو  كان  الرئيس

الراحل  المرحوم  محمد  أنور  السادات  الذي  تكرهه  حطي  الموت كان  يتحدث  لإبراهيم  سعده  الذي  سأله

متي  عرفت  العميد  حسني  مبارك  لأول  مرة  فأجاب  قائلا  :  عندما  إستدعاني  الرئيس  عبد  الناصر  ،  وقال

لي  :  يا  سادات  أنا  لا  أسمح  لنظام  نميرى  أن  يتعرض  للخطر  ،  وأحداث  الجزيرة  أبا  تنذر  بالخطر

ولهذا  أنا  إخترت  لك  أفضل  طيار  عندنا  ,  وهو  العميد  حسني  مبارك  وهو  المسؤول  العسكري  ،  وأنت

مسؤول  سياسيا  تنزل  الخرطوم  وما  تجنيش  إلا  والأمن  مستتب  تماما  ،  وقد  كان  نزلنا  الخرطوم  ،  وقد

كانت  أحداث  الجزيرة  أبا  مشتعلة  ،  وطلع  الطيار  حسنى  مبارك  أول  طلعة  ناجحة  جدا  وضرب  الجزيرة  أبا

هذا كلامأن  يقضي  بها  علي  جيوب  التمرد  إنتهي  كلام  السادات  .

ويومها  أنا  قلت  لنفسي  كلام السادات  هذا  سوف  يجعل  الأنصار  يعرفوا  أن  الجزيرة  أبا  ضربها  حسني  مبارك

وليس  الجيش  السوداني  .  هذا  كلام  موجود  ،  وموثق  ،  ومكتوب  في  صحيفة  مايو  المصرية  التي  توقفت

عن  الصدور  وبناءا  عليه  أنا  في  تقديري  أن  قناة  الجزيرة  جعلت  هيكل  بقرة  مقدسة  لايمكن  التعقيب  عليها

يشهد اللهها  إلا  ناصرى  هو  المذيع  محمد  كريشان  الذي  يقدم  له  هالة  من  هالات  الأنبياء  والقدسين

يشهد  الله  كفرنا  بالناصرية  والقومية  العربية  لقد  أضحي  الإعلام  العربي  رهينة  وحكرا  للناصريين  وإرهابهم

كما كفرنا بتقديس الأفراد وعبادتهم ومهمة الإعلام أن يخرج العباد من عبادة العباد لعبادة رب العباد

وكفايه  ضحك  علي  الذقون  وكفايه  عبادة في  محراب  الأقزام  هيكل  بشر  مثله  مثل  أى  إنسان  عادى  فإذا

كانت  له  بركات  ليفعلها  مع  إسرائيل  وإذا  كنتم  في  الجزيرة  مقتنعون  بأن  هيكل  إعلامي  وليس  نبي  لماذا

لا  تفرد  الجزيرة  شهريا  منتدى  صحفيا  مفتوحا  لكل  المشاهدين  في  العالم  بلا  إستثناء  وإذا  كان  هو  صحفي

إستثنائي  لماذا  يخاف  من  الجمهور  ؟  ولماذا  لا  يواجه  الصحفيين  الشباب  في  ندوات  مفتوحة  أيضا  ليستفيدوا

لا يواجهنصف قرن من خلال مداخلاتهم المباشرة بلا تزويغ أو تدخل وكما كان يقول هو بصراحة لماذا

لا  يواجه  الكل  بصراحة  والصراحة  راحة  ,  لماذا  كل  هذه  الحماية  ؟  ولماذا  التحريم  وكل  هذه  الأسوار  من  حوله وإحاطته  بسواتر  إحاطة  السوار  بالمعصم  .

أحضروه لنا في ندوة مفتوحة لكل المشاهدين في العالم ليناقشوه بحرية في ما جاء من أقواله بلا تحيز وبلا

تمييز  هذا  إذا  كانت  الجزيرة  فعلا  قناة  محترمة  تحترم  تقاليد  المهنة  وعقول  المشاهدين  وتعمل  بمبدأ  الرأى

والرآى  الآخر  أين  الرأى  الآخر  في  كل  ما  يقوله  هيكل  أم  أن  حديثه  قرآن  منزل  لا  يأتيه  الباطل  من  بين

يديه  ولا من خلفه  ؟  فإذا كان ذلك كذلك فمن حقي أن أقول هيكل أرفع يدك عن السودان وأترك السودان

لأهله  فهم  أدرى  به  وأقول  للجزيرة   يا  حسرتاه  الجزيرة  صنعت  بيدها  صنما  مقدسا  كاللات  والعرى  وصارت

وآخر دعواهمرن العشرين ليقربها زلفى للمشاهد العربي بصفة عامة والناصري بصفة خاصة ومن حقي يا مدير القناة الأستاذ وضاح غضنفر أن أقول لك كما قال الله عز وجل في محكم تنزيله:

{  ومن  الناس  من  يتخذ  من  دون  الله  أندادا  يحبونهم  كحب  الله  والذين  أمنوا  أشد  حبا  لله  }  .

اللهم  اجعلنا  من  الذين  امنوا  آمين  .

وآخر  دعواهم  إن  الحمد  لله  رب  العالمين

الكاتب  الصحفي  عثمان  الطاهر المجمر  طه



© Copyright by sudaneseonline.com