From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
بشائرنظام الانقاذ الثالثة الجلد والقطع من خلاف والصلب/بقلم :عثمان البشرى/ الامين السياسي لحركة تحرير السودان ـ قيادة الوحدة
By
Dec 24, 2010, 20:54

بشائرنظام الانقاذ الثالثة

الجلد والقطع من خلاف والصلب

هكذا بشرنا البشير بملامح المرحلة المقبلة من حُكمه عندما قال بعد الانفصال سوف نطبّق(حدود الله بالجلد والقطع والصلب)هذا هو برنامج النظام المقبل وكأنه أراد أن يقول إنّ ما مضى من دهر الانقاذ الطويل هو مجرد تمارين وإن ساعة الجد قادمة,ولا يظُنَنّ احدٌ بأن ثوابت الانقاذ الاولى قد تجاوزها الزمن فهي باقية ما بقيت شخوصهم وهم ينتظرون الانفصال فقط ليبدأُوا تطبيق إسلام الإنقاذ بكامل تفاصيله المقيتة وهي العودة للاصل الذي يأخذ الناس بالشبهات ويقتل بلا شفقة من حذى حذوهم في تقليد المنهج الإنقلابي فكان ما كان من قتل شنيع في شهر رمضان لاصحاب المحاولة الفاشلة بدون شرع الله طبعاً

صحيح إن(إنفصال الجنوب لن يكون نهاية الدنيا)هكذا قال البشير في خطابه  التبشيري بالمرحلة القادمة التي لا تسودها الحكمة والرحمة والمجدلة بالتي هي احسن بل بالتهديد والوعيد وهو يعبر صراحة عن ما بدواخله تجاه هذا الشعب المسكين فهو لا يريد(الكلام المدغمس).الرجل منزعح من من همس المواطنين في الشارع بخصوص الرقم الفلكي الذي كشفه موقع ويكيلكس عن ثروة الريس التي إتّضحت لأن بعض العارفين ببواطن الأمور يهمسون(دغمسة)بأن ما خُفيَ أعظم فالناس بعد الانفصال سيحاسبون على سرائرهم ونوايهم ناهيك عن (الكلام المدغمس)

يأيُها الشعب السوداني لا تدغمسوا الكلام ولا تنووا السؤآل عن المليارات التسع خاصة الريس ولا تبحثو عن أموال أُخرى ذهبت الى جيوب الزبانية فالمرحلة القادمة غير مسموح بها ما كان مسموح به من فوضى في الانقاذ الاولى والثانية فالكلام المدغمس عن تعدد الثقافات والمعتقدات والاعراق ممنوع برسم النظام إنها دولة الحزب الواحد والمذهب الواحد الذي حُددت آلياته بشكل واضح(ضربٌ وجلدٌ وقطعٌ وصلب) لا مجال للحديث عن تعدد الاعراق والثقافات عقب الانفصال باعتبار إن ما تبقى من السودان جميعهم( بيض المفارق لا سود المفارق) عربٌ خُلّص حسباً ونسباً ومَن هو غير ذلك عليه أن يقبل بالتابعية العرقية والدينية طوعاً أو كرهاً فهم في المرحلة المقبلة مستعدون لها كما قال د.نافغ( إذا قامت القيامة بعد الانفصال فإننا نملك رصيداً )وهو ذات الرصيد الذي أعلن عنه البشير في خطابه الوعيدي الذي حدد فيه ملامح المرحلة المقبلة التي ترفض حتى الكلام المدغمس خلف الجدران ناهيك عن صريح القول

إنّ الحديث عن الحرية والديمقراطية والشفافية وسيادة حكم القانون والمحاسبة وتحسين ظروف حياة الشعب والبحث عن رفاهيته,أو التساؤل عن أموال طريق الغرب وعائدات البترول التي إحتار العالم في السودان في ظل تدفقها فكلُّما زادت موارد البترول تزداد معه حياة الشعب ضنكاً وتتسع قاعدة الفقر فيه. فالشعوب التي أنعم الله عليها بالبترول إنعكس ذلك على مأكلهم وملبسهم وتعليمهم وعلاجهم إلا السودان فان مناطق انتاج البترول إزداد فقرها أضعافاً مضاعفة هذا وضع غير طبيعي المعادلة فيه مختلة الحدود إلى أن جاء ويكيلكس بالخبر اليقين(جزاه الله خيراً) (فرد واحد إستحوز على تسعة مليارات من الدولارات) والعصبة المتنفذة لها حظها ايضا ناهيك عن ذوي القربى والمؤلفة قلوبهم والجار الجُنب والعاملين غليها فلا عجب إذن من أن تسير البلاد في ذات الاتجاه البائس والوصول الى دائرة الفقر المدقع,فالموارد موظفة في إتجاه آخر إذ انه من المستحيل ان يكون هناك فائض لعلاج أو تنمية وما يتسرب من ايدي الكبار لا يفي بحاجة جمعيات المحظوظات من الزوجات وهُن كُثُر شرعيات وعُرفيات .وإذا إفترضنا ان الرقم تسعة ظل ثابتاً فأن إمكانية توفر بعض الاموال لسد احتياجات البلاد من الخدمات تكاد تكون معدومة في عهد الانقاذ الثالث خاصة وان موارد البترول ستتوقف عندما تقوم القيامة كما قال د.نافغ والانفصال آت لا ريب في ذلك

ولكي لايلتبس الامر على الشعب الذي قدّر الله له ان يكون تحت رحمة الانقاذ طيلة تلك السنين

حدد الريس معالم الطريق (الجلد والقطع من خلاف والصلب )ولا عذر لمًن أُنذر فالهمس عن إختلاسات الكبار ممنوع والدغمسة ممنوعة والتحدث بغير اللغة العربية الفصحى ممنوع ومن يبتغى غير إسلام الانقاذ دينا لن يقبل منه والصراحة راحة ليتهم فعلوا ذلك (من قولة تيت)

إنّ المرحلة القادمة قد تبيّن عنوانها هذه المرة الحكم بتفويض كامل لتطبيق المشروع الحضاري الذي ظننا أنه وُئد إنها عودة مباشرة الى العصور الوسطى,ليس هناك دعوة بالحسنى ولا جدال بالتي هيً أحسن و لا ديمقراطية يحاول الناس الوصول اليها عبر صيغة توافقية و لا معارضة حتى وإن كانت أليفة متوالية  يسمح لها بالخوض في القضايا العامة,فبعد إنفصال الجنوب هذا غير ممكن حتى وإن كان همساً أو( دغمسة )فالانقاذ الثالثة لاتحتمل شيئاً كهذا وهي قد حددت وُجهتها وحسمت خياراتها وأعدّت أدواتها وهيَ الصوت والكرباج  والصلب والرجم وتبقى محصلة الوضع الكلية كما يلي:-

أولاً:-إن الجنوب منفصل بكلياته حتي ابيي و أبيها لا شك في ذلك

ثانياً:-يبقى الشمال العريض بتبايناته العرقية والثقافية فذهاب الجنوب لايجعل القبائل ذات الأصول الافريقية عرباً خُلّصا وهي كثيرة لا يمكن محوها من الخريطة بجرة قلم

ثالثا:- تظل هناك قبائل لها لهجاتها وموروثاتها وثقافاتها وهذا بكل تأكيد ليس خصماً على اللغة العربية و لا على الانتماء لرقعة جقرافية اسمها السودان الجديد

رابعاً:- لم يرد الايمان الا مقروناً بالعمل الصالح فهل ينطبق هذا على سلوك أهل الانقاذ حتى يطبقوا الحدود الدنيا  على مواطن مسلم أو مشرك أو كتابي

خامساً:- ألا يعلم أهل الانقاذ ان سنوات حكمهم قد جعلت الكثيرين  ينفضُّون عن الدين زرافات ووحدانا وفي مجتمات كانت محافظة جداً يشار اليها بالبنان منهم من تنصّر ومنهم مَن تهود ومنهم مَن اخرج نفسه من دين يتشدق به أهل الانقاذ حتى لايكون بينه وبينهم رابط يجمعهم حتى وان كان على الخير وإذا سُمح لموسسة قياس رأي حقيقية لاجراء إستطلاع عن مدى التدهور الايماني في شريحة الشباب خلال حكم الانقاذ,حينها يري الناس الفاجعة الكبرى ويتضح للجميع إن ما قام به نظام الانقاذ خلال سنوات حكمهم يعجز عنه إبليس ومملكته لعقود قادمات وهذا المشروع الحضاري يا سادة

 بقلم :عثمان البشرى/ الامين السياسي لحركة تحرير السودان ـ قيادة الوحدة

0020118718574

 



© Copyright by sudaneseonline.com