From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
(ترزية) الدين..!/شمائل النور
By
Dec 24, 2010, 20:42

شمائل النور

صحيفة التيار

(ترزية) الدين..!

منذ وقت ليس بعيد بدأت تظهر في الساحة فتاوى غريبة ومضحكة ومدعاة للمهزلة فقد أفتى بعض الشيوخ،اظنه بالمملكة العربية السعودية، بحرمة دخول المرأة إلي غرف (الشات) إلا بمحرم،وشيخ آخر أفتى للنساء بتحريم لبس (الكعب العالي) بناءا على انه يظهر المرأة طويلة وهي ليست هكذا،تزوير يعني، وانه يعرضها إلي المخاطر،استنادا على الآية(وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)، وفتوى الشيخ جمال البنا الشهيرة،التي تبيح القُبلة بين طلاب الجامعات وفتوى أخرى أكثر إضحاكاً تنادي بقتل الشخصية الكارتونية(ميكي ماوس) ثم فتوى إرضاع الكبير الأكثر إستفزازا والتي أثارت جدل واسع،ومازالت.

لكن مهما حدث من إنفلات وفوضى في أمر الفتاوى،وتشكيل التشريع الاسلامي بما يرضي كل شيخ وطريقته ولونه،لم أتوقع أن تصل الفتاوى مرحلة التحايل على الدين  بحروف اللغة العربية واللهجات،فأغرب فتوى تثير ضجة في مصر هذه الأيام تلك التي أطلقها مفتي مصر علي جمعة،والتي تقول(طلاق المصريين لا يقع لانهم ينطقونها بالهمزة وتنطق طاليء،وليس طالق).

فلنفترض عبطاً،أن هذا المفتي حشد من المبررات والأدلة والمخارج مايجعله في مأمن في شان هذه الفتوى،هناك سؤال يجب طرحه،،ماحكم الشرع،من وجهة نظر هذا المفتي، في إمرأة رمى عليها زوجها المصري يمين الطلاق بالهمزة هذه ثم،تزوجت هذه المرأة برجل آخر بناء على الهمزة هذه،ثم رمى عليها هذا الزوج الثاني يمين الطلاق بالهمزة أيضاً،وتزوجت هذه المرأة للمرة الثالثة،هل تصبح هذه المرأة متزوجة برجلين وهي في عصمة الزوج الأول..؟؟وماهو مصير نسب الأطفال من هؤلاء الأزواج..؟

أم ياترى وضع ذلك الشيخ مخرجاً آخر لهذه الورطة.؟ وكذلك إذا أراد أي رجل (غير مصري) أن يفشي غله برمي يمين الطلاق ولا يريد وقوع الطلاق،بمزاجه،عليه أن ينطقها باللهجة المصرية،ولا ضير أن يُشدد حرف (اللام) وفي ذلك ألف مخرج ومخرج، ولا يشترط هنا على ماذا تبطن النية،فالاعمال بالنيات هنا لا مجال لها،واللغة هي الفيصل،والتحايل عليها هو المخرج.ثم ما حكم الشرع،من وجهة نظر المفتي،إذا كان هناك رجل مسلم ومتزوج من أجنبية غير ناطقة باللغة العربية وأراد أن يرمي عليها يمين الطلاق،فهل ينتظر الزوج إلي أن تتعلم زوجته الأجنبية اللغة العربية،ثم يرمي عليها يمين الطلاق،أم هناك مخرج آخر.؟

بربكم أليست هذه مهزلة،وضحك على العقول.؟؟ وعدم إحترام لمبدأ الإفتاء،كيف يحدث هذا تحت مسمع ومرأى جميع رجال الدين وعلماء الفقه وسلطات الدولة،أنا أكتب وفي بالي الفتوى الأخيرة التي أفتى فيها هيئة علماء السودان بجواز الرشوة لإستخراج المستندات الضرورية والتي نشرتها صحيفة (الحقيقة)،الرشوة التي سيّرت روسيا لأجلها حملة قومية إستنادا على حديث الرسول(ص)،بربكم كيف وصل بنا الحال إلي أن يحول هؤلاء الشيوخ الدين إلي قطعة قماش،يفصلونها كما يتماشى ورغباتهم ومصالحهم،حرروا الدين من قبضات السياسة،واحترموا عقولنا يرحمكم الله.

 

 

 



© Copyright by sudaneseonline.com