From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
ماذا نحن فاعلون؟؟/طه نمر حاج سعيد
By
Dec 24, 2010, 10:22

زفرات حرى

الطيب مصطفى

ماذا نحن فاعلون؟؟

الأخ الفاضل الباشمهندس الطيب مصطفى

سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته

حسن الظن يسبقك عندما يلقاك المرء، فمن الناس من حباه الله بنعمة القبول فحبَّب الناس فيهم من أول لحظة، فسخر الأولين للآخرين طوعاً لا كرهاً، رغبة لا تفضلاً ويلاقون في ذلك أيما سعادة رغم ما يلاقونه من صعاب ومشقة متأسين في ذلك بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالطريق طويل، ومشقة الرحلة تحتاج لرجال عندهم صبر لا يعرف اليأس، وعزم لا يعرف المستحيل، والصراع بين الباطل والحق قائم، فماذا نحن فاعلون؟ «1»

(1)

في حياة الشعوب والأمم تأتي أوقات يقف عندها التاريخ لحظات ينتظر أن تسجل الشعوب والأمم على صفحاته بأحرف واضحة، حركة جديدة تمثل نقلة نوعية تخرج بها من ظروف غاية في الدقة، بالغة التعقيد إلى أفق جديد تبدأ منه مسيرة جديدة تاركة خلفها كل آلام الماضي ومآسيه دون التفات إلى الوراء مطلقاً إلا لتذكر الأخطاء وتجنب الوقوع في العثرات أو أخذ العبر والدروس.

(2)

إن وقتاً طويلاً قد أُهدر وجهداً كبيراً قد ضاع وأموالاً بُدِّدت وأجيالاً مضت وتلاحقت منذ فجر الاستقلال حتى الآن كان بالإمكان أن تجعل بلادنا في مصاف دول يشار إليها بالبنان.

(3)

يقف عالم اليوم على أعتاب مرحلة واضحة المعالم رغم تعتيمٍ قد يبدو لبعضنا، الأمر الذي يلزم كل عاقل أن لا يتدبر مواقع أقدامه فحسب ولكن أن ينظر بعيداً على مدى البصر والبصيرة حتى يتمكن من استشراف المستقبل وقراءته بعمق.

فماذا نحن قارئون؟ وماذا نحن فاعلون؟؟ «2»

لقد انضممت إلى منبر السلام العادل بقوة رغم اشتعال الرأس شيباً بسبب التزام المنبر بمجموع القيم الإسلامية في العقيدة والعبادة والمعاملات والعادات ونظم الحكم والشأن الخاص والعام والالتزام بحاكمية الله المطلقة في الدولة والمجتمع والمحافظة على هُوية السودان الحضارية المتمثلة في الإسلام والعروبة.

الأخ الباشمهندس الطيب

قبل سنين كنا في معسكر ضخم للعمل بدولة الإمارات العربية وبها كل الجنسيات العربية من مصريين وسوريين وأردنيين وفلسطينيين وكنت أنت مديراً لتلفزيون السودان زمن التلفزيون تلفزيون وموجهاً توجيهاً إسلامياً صحيحاً مدوياً بالله أكبر ولا إله إلا الله وساحات الفداء والفضائيات كثيرة وجميع الجنسيات محلقة حول القناة السودانية وكل أحد يكتم في داخله ذلك الصراخ «وا إسلاماه.. وا معتصماه.. وا.............».

أمريكا ـ حكام العرب ـ تدنيس المصاحف ـ الهوان ـ منع الحجاب ـ الحرب في افغانستان ـ في الشيشان ـ في العراق ـ في الصومال ـ ترى بأم عينك الحق باطلاً والباطل حقاً فماذا نحن فاعلون؟؟ «3»

نقول الله أكبر ونسأل عن أهداف منبر السلام العادل:

س1: هل انفصال الجنوب عن الشمال هو الغاية؟

س2: هل يشك عاقل في أن هذا الانفصال آتٍ لا محالة لتلاقي مصالح الجميع في الانفصال لحكمة ربانية (جميعهم: الجنوبيون والشماليون والمؤتمر الوطني وأمريكا ودول الجوار) ودعك يا أخي من هذا الإعلام الكاذب فشق الصدور لترى ما ترى.

س3: ماذا عن منبر السلام العادل بعد الانفصال، هل ينتهي بانتهاء مهمته؟

س4: لماذ يتحدث الباشمهندس في كل خطبة عن الانفصال فقط؟

أخي العزيز الطيب انتهى الوقت للحديث عن الانفصال والجنوب والحركة وباقانها وعرمانها وآن الأوان لأن تقود هذا الحزب للأهداف العليا والمتمثلة في رأيي في الآتي:

1) اليوم الإسلام في حاجة الى رجال يسخرهم الله سبحانه وتعالى لقيادة هذه الأمة المحمدية بعد أن تخلى معظم رجالات الإنقاذ عن الشعارات والنداءات التي كانت تملأ الفضاء وحصراً لا إله إلا الله، الله أكبر، وهي لله هي لله هي لله.

ويجب أن تُرفع هذه الراية المنكَّسة من جديد.

2) العمل على استقطاب كل جمهور الأحزاب للانضمام لهذا الحزب لأن كل الأحزاب تآكلت وليس لها برامج بعد أن فشل قادتها لعقود من الزمان في تقديم شيء، أي شيء.

مثالاً الأمة: منذ عقود طويلة يحكم الصادق المهدي ولا يأتي بجديد.

الاتحادي الديمقراطي: تفتت كلٌ سلك طريقًا قصيرًا لا يعرف إلى أين ينتهي به.

الحزب الشيوعي: وُلد ميتاً وسيظل.

المؤتمر الوطني: هذا الحزب الذي وُلد عملاقاً بشعاراته القوية المدوية وبوقوفه ضد قوى الاستكبار التي فجّرت طاقات الشباب في ميادين القتال للشهادة ورفعت اسم السودان عالياً ثم تخاذلت وانتكست وتثاقلت إلى الأرض وذلك لتكالب الأعداء شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً وأمريكا والجيران والأفارقة والعرب والعلمانيين ورؤوس الباطل. وكان هنالك يأس من رجالات الإنقاذ وتفرقوا فيما بينهم وكلٌّ يرى من زاويته الخاصة إلا عمر البشير وبضعة أشخاص.

فماذا نحن فاعلون؟«4»

هذا الحزب الجديد يجب أن يعمل على ابتلاع هذه الأحزاب داخل جوفه دون مضغ وذلك برفع شعارات الإنقاذ الأولى وبنفس الأهداف ونفس الرؤى لرفع الراية عالية بعد أن وُضعت على الأرض:

كأنهم أربكان زمان ونحن أردوغان الآن

كما انتصروا على العلمانية والشيوعية وأمريكا ننتصر بإذن الله تعالى. كما انتصر محمد صلى الله عليه وسلم على الكفر والإلحاد والظلم والفساد، فهو قدوتنا.

كما انتصر أبوبكر الصديق في حروب الردة.

كما انتصر ابن الخطاب وفتح البلاد شرقاً وغرباً.

كما انتصر صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين.

كما انتصر بن لادن على أمريكا في عقر دارها وأفغانستان.

كما انتصر الصوماليون على أمريكا بجر جنودهم على الأرض أمام الفضائيات. كما انتصر الحق على الباطل فيدمغه.

يا قادة منبر السلام العادل ماذا أنتم فاعلون وماذا أنتم قائلون وأنتم أهل لها والله ناصركم.

عما قريب يستقطب منبر السلام كل أفراد الشعب السوداني المسلم المحب للخير وجميع أحزابه المائة ليكون حزباً واحداً ونمسك بقوة براية المشروع الإسلامي الحضاري ونتقدم وننصر الإسلام في كل بقاع العالم.

أخيراً دعني أختلف معك قليلاً في اسم الحزب منبر السلام العادل.. منبر يذكرني بالخطابة خاصة عند الصادق المهدي وهلم جرا يتكلم كثيراً ولا يعمل شيئاً كما في الحكومات الثلاث التي كان فيها رئيساً للوزراء.

السلام: اسم الله الواحد الأحد.

لكنه صار في عرف الناس ككلمة الإرهاب التي تحمل المعاني كلها مثالاً:

سلام الشجعان لياسر عرفات!

أم سلام الشجعان (2) لمحمود عباس وعريقات! أم سلام الاستقواء بالأجنبي لياسرعرمان وباقان! أم سلام سلفا كير ولعبة الشيطان! أم سلام الأمريكان في كل مكان! ويا سلام على السلام الله وحده يعلم.

أخيراً أستاذي وأخي الفاضل أستميحك عذراً لوتطاولت دون قصد. والله من وراء القصد.

وقال تعالى: «المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر».

في الختام السلام لمنبر السلام العادل ولرئيسه ومكتبه السياسي اللهم احفظهم جميعاً وبارك لنا ولديننا فيهم فإننا نحبك فيهم.

طه نمر حاج سعيد

شرق النيل



© Copyright by sudaneseonline.com