From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
الحركة – المؤتمر: العرض مستمر/محمد الأمين نافع
By
Dec 24, 2010, 02:43

الحركة – المؤتمر: العرض مستمر

 

محمد الأمين نافع

 

والعد التنازلي لموعد الاستفتاء تتسارع أيامه وساعاته وتتصاعد وتلهث أنفاسه، تتوالى الأحداث والتصريحات في سباق مراثوني، ومبارك الذي أقعده الكبر والمرض عن التطواف في العالم يتحامل علي عكازه ويأتي الي السودان هرولةً، والقذافي الذي رفض استقبال البشير في بلاده يصل الخرطوم وهو يسعى، وقبل ذلك تتسع أصداء حديث الشيخين/ البشير ونافع عن فتوحاتهما المكية في حال انفصال الجنوب، خاصةً وقد قوبل عرض البشير الأخير ( النفط مقابل الوحدة ) بالرفض والسخرية منه، وقبل أن يجف مداد رفض عطاء البشير يتقدم الرافضون لعرضه بإطلاق أمبوبة اختبار بعرض جديد يتقصى ويجس مدى استعداد المؤتمر الوطني لأن يفدي الوحدة ولا يغلها المهر، وفي ذات اليوم وبفرق ساعات أو ربما دقائق تأتي تصريحات وأنابيب اختبار جديدة من نفس الجهة طابعها القنوط من الوحدة والحرص علي توارث وتقاسم ما يتبقى من السودان بعد ذهاب الجنوب الي مصيره المحتوم علي حد اعتقادهم، خيب الله فألهم وردَّهم بغيظهم.

 

قبل الاسترسال في تداعيات ودلالات المناورات الاستعراضية أعلاه في هذه الأيام الحساسة بالذات نستأنس بطرفة ساقها الدنقلاوي الأستاذ الطاهر ساتي عن شره الشايقية للشاي مستدلاً بها علي عشق الجنوبيين للوحدة مع الشمال وعدم إطاقة فراق الشمال عشق الشوايقة للشاي وضعفهم أمام سلطان كيفه، وسبحــن من دنقل الشوايقة وشوقنا الي طرائفهم والعبر والدروس المستفادة من قصصهم بلسانٍ دنقلاويٍّ مبين. وفي سياقٍ ذي صلة كما يقول الصحفيون كثيراً ما ردَّدت في عدة مقالات أن ما يظهر علي المسرح من أقوال وأفعال حتى يوم الاستفتاء الموعود، هو بالفعل مسرحيات تمثل علي المسرح المفتوح، أما الواقع فهو الوجه الآخر تماماً من تلك التداعيات، وإذا كانت المسرحيات والروايات الأدبية تتمثل الواقع بشخوص من اختراعها، فإن المسرحيات والأفلام السياسية تتمثل وتمثل الخيال بشخوص حقيقية وأسماء معروفة الأصل والفصل، وشتان بين المسرحين.

 

أنا شخصياً مطمئن علي مستقبل السودان وحدةً وسلاماً، أي برداً وسلاماً، وذلك لاطمئناني واقتناعي التام بأن لا سوداني جنوبي الهوى شمالي الانتماء كعرمان، أو شمالي الهوى جنوبي الانتماء كأتيم قرنق الذي ضرب به ود ساتي المثل في طرفة شاي الشوايقة السالفة الذكر، لا سوداني مستعد للتفريط علي ما ينعم به الآن من أمنٍ ورخاء والانتحار سياسياً وجغرافياً بالذهاب والانتهاء الي مصائر مجهولة تتساءل كمقالنا ( مين عارف المصاير؟ ) أو أشبه بالبطيخة المقفولة المشار اليها في مقالنا ( القرعة المباركة ........الخ )، حمانا الله وإياكم من أن تصير أمورنا قرعاً وبطيخاً وكوسة. هناك بالطبع من يزعجه ويخرب بيته هذا الوضع السوداني المستقر والمتآلف رغم عواصف وزوابع المحيط الأقرب والأبعد ورغم كثافة العروض والبروفات التمثيلية في الداخل. وهؤلاء المنزعجون والمخروب بيتهم أصدقاء أعداء من نكد الدنيا علي المرء في سودان اليوم أن يداريهم ويباريهوم لغايت يوصلوم بيتوم علي غرار مثلنا السوداني (ال..... وصلو بيتو، وفي رواية خشم بابو)، وبالتالي فالسعيد منا من عرف عيوب نفسه وعيوب غيره معاً ليتقي شر العيبين حتة واحدة ويتجنب شر أن يكون ستــيـــن حتــة!!!!!!×10. وإن شا الله نبقى عشرة علي المبادئ. 

 

كل ما أود قوله هو أن العروض المحلية، الولائية، الاقليمية والدولية سوف تتواصل، بل سوف تقف صفوفاً في كواليس المسرح تنتظر بصبرٍ فارغ دورها في العرض، ولكن الشعب السوداني المفضال وليس الفضـَّـــل كما يتطاول عليه المتطاولون ويتساخر منه المتساخرون، سوف ينجح في كشف وتحدِّي كل هذه الهزليات والمهازل المسرحية وينشد ويمثل علي مسرح الحياة وعودة الروح والشباب السوداني نشيده الوطني ومسرحية موسمه، (مسرحيتنا بعنوان/ رسالة قرنق وجواب مسجـَّــل من سلفا) ويتلو خطاب المسرح العالمي في يوم المسرح العالمي السنوي في السابع والعشرين من مارس القادم يحدث العالم عن مآثر وبطولات وحدته وهو بإذنه تعالى قد تجاوز بسلام وأمان وطمان ونجاح الاختبار الشاق والحاسم لوحدته وأمنه واستقراره، ولا من يشرد ولا من يحزنون.                    

 

 

 



© Copyright by sudaneseonline.com