From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
لماذا رفضت العدل والمساواة السودانية منبر الدوحة ؟/خضرعطا المنان
By
Dec 24, 2010, 00:39

 

 

لماذا  رفضت العدل والمساواة السودانية  منبر الدوحة ؟

 

خضرعطا المنان             [email protected]

 

 

تعد حركة العدل والمساواة واحدة من أكبر الحركات المسلحة في دارفور فضلا عن تمتعها بوجود عسكري فاعل على الأرض . هذه الحركة - ومنذ خروجها غاضبة من محادثات الدوحة في مايو الماضي - ظلت بعيدة عن أجواء تلك المحادثات معللة ذلك بأنها لا تريد أن تكون طرفا في اتفاق لا يرضي طموحات أهل الاقليم ويلبي حاجتهم الفعلية في الأمن والاستقرار والسلام والتعويضات والعودة الطوعية لقراهم الأصلية في ظروف أكثر تهيئا من حيث الخدمات الضرورية التي تمكنهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي . كما رفضت الحركة تعدد الجهات التي تتفاوض في الدوحة باسم أهل دارفور وهنا كانت تعني تحديدا حركة التحرير والعدالة التي يقودها حاكم اقليم دارفور السابق وموظف الأمم المتحدة الدكتور التيجاني سيسي  وهي حركة – كما تقول العدل والمساواة - صنيعة مشتركة بين الوسيط

( قطر والأمم المتحدة ) من جهة وحكومة الخرطوم التي سعت من جهة أخرى لجلب بعض الموالين لها من ابناء دارفور تحت لافتة ( المجتمع المدني ) للمشاركة في منبر الدوحة أملا في التوصل  الى سلام يمكنها بعده أن تقول ان هؤلاء هم أهل دارفور وهاهم قد  شاركوا في صناعة هذا السلام . وهو  أسلوب درجت حكومة الخرطوم على اتباعه كلما أرادت قتل قضية مثلما هو الحال في المصالحات القبلية المتعددة التي قادتها بين مختلف قبائل الاقليم وهي مصالحات كثيرا ما انهارت بنودها قبل أن يجف حبرها .. وهو ذات النهج التي تفننت فيه تلك الحكومة من خلال تعاملها مع مختلف التيارات السياسية والأحزاب التاريخية حيث طبقت واقعا جعل من كل تيار وحزب منقسما على نفسه استنادا الى مقولة (فرق تسد) والتي سهلت مهمتها في هيمنتها بالفعل على الساحة السودانية واحكام قبضتها الأمنية ضد خصومها السياسيين واستفرادها بحكم البلد  دون أن تواجه ما يعكر صفو ذلك النهج الاقصائي والذي جعلت منه ديدنا أقعد الكثير من تلك الأحزاب والمنظمات المشابهة عن القيام بدورها تجاه قضايا الوطن والمواطن فيه كما يسر لها تحكمها في أمور الحياة وفقا لرؤياها ومتطلبات كل مرحلة خدمة لمصالح المسؤولين فيها ومن والاهم مما فتح الباب واسعا أمام استشراء الفساد الاداري والاقتصادي والأخلاقي الذي أزكم الأنوف وفاحت روائحه بأرجاء السودان وخارج حدوده أيضا ( مليارات الرئيس في بنوك غربية وفتاة الفيديو / الفضيحة ) . 

وفي هذا الوقت الذي يسرع فيه الوسيطان القطري والأممي-  الأفريقي الخطا باتجاه سلام مستدام قبل نهاية العام الجاري لقطع الطريق أمام المزيد من المزايدات - كما تقول الخرطوم-  فان حركة العدل والمساواة تصر على عدم المشاركة في منبر الدوحة الا اذا تمت الاستجابة لمطالب محددة سبق وأن تقدمت بها خطيا للوسيط  وتتمثل  تلك المطالب – اختصارا - في اصلاحات تقود لتفعيل فعلي لهذا المنبر .. وهي اصلاحات – كما تقول الحركة – تتمثل في عدة نقاط أهمها ضرورة أن يكون للوسيط منهجا تفاوضيا لا يقبل التأويلات فضلا عن وجود خارطة طريق واضحة المعالم تعين – في نهاية المطاف - على التوصل لاتفاق سلام شامل وعادل مع رفض الحركة لأسلوب الوسيط في الانخراط في مفاوضات موازية ومتزامنة وفي ذات المنبر حيث ترى العدل والمساواة أن في ذلك مضيعة للوقت وتشتيتا للجهود وبعثرة لها مما يعرقل سرعة التوصل للسلام المنشود . كما ترى هذه الحركة ضرورة مخاطبة جذور المشكلة وسبر أغوارها والنظر اليها على أن المأساة تكمن في المركز وهيمنة المؤتمر الوطني على مقاليد الحياة وأسلوب ادارته الذي قاد لاتساع رقعة الحرب في وطن مترامي الأطراف لا يمكن لمعالجة الأمر في جزء منه دون الآخر أن يقود لحل مشكلة يعاني منها هذا الوطن بأكمله .

ومن صلب المطالب التي نادت بها العدل والمساواة عربونا لعودتها لمنبر الدوحة هو الفصل بين الدولة المضيفة ومهمة الوساطة وقالت ان ذلك يعني بقاء قطر - باعتباره البلد المضيف-  أن تكون محايدة وعلى مسافة متساوية بين أطراف النزاع بعيدا عن المواقف المسبقة أو كلام العواطف والمجاملات . كما أكدت الحركة أن القضايا محل الخلاف بين حكومة الخرطوم وحركات دارفور عامة تحتاج لأهل خبرة وتخصص للبت فيها بدقة ونزاهة وعدالة كما نوهت الى ضرورة وجود اقليمي ودولي فاعل في المنبر حتى يكتسب أهمية لدى المعالجة الشاملة لأزمة الاقليم . ولكن يظل أهم ما رود في سلسلة مطالب العدل والمساواة - لاصلاح منبر الدوحة - هو ضرورة أن تكون هناك آلية لضمان تنفيذ ما يتم التوصل اليه من اتفاقات لا سيما وأن الحركة تتوجس خيفة من عدم التزام الحكومة بما تعد به أو توقعه والشواهد كثيرة على ذلك حتى أن كثيرا من الحركات قد وقعت معها اتفاقات ولكنها بعثرت نسيج غزلها بيد الحكومة في اليوم التالي كما وجدت بعضها  هذه الحركات نفسها مضطرة للعودة للحرب من جديد مع المركز ( مناوي ابرز مثال ) .

وفي ختام مطالبها لاصلاح منبر الدوحة نادت العدل والمساواة بأهمية ايجاد ممر آمن لقياداتها العسكرية والسياسية وتسهيل تحركات كافة وفودها للتنقل بين قواعدها الشعبية بحرية ودون تدخل من الجانب الحكومي وبرعاية دولية .

  



© Copyright by sudaneseonline.com