From sudaneseonline.com

اخبار الجاليات
الامين العام لاتحاد قوي الامة السوداني لـ(سودانيز اون لاين ).... (3-3):نيفاشا أكبر ( خاذوق ) ومقلب شربه الشعب السوداني ومستعدون للتحالف حتي مع العلمانيين
By
Dec 23, 2010, 20:48

الامين العام لاتحاد قوي الامة السوداني لـ(سودانيز اون لاين ).... (3-3)

الشيخ محمود عبدالجبار : يحكي أدق اسرار وتفاصيل أحداث كمبو (10) وتفجيرات خلية السلمة ..

نيفاشا أكبر ( خاذوق ) ومقلب شربه الشعب السوداني ومستعدون للتحالف حتي مع العلمانيين

الحكومة غير جادة  لحل أزمة دارفور والدعوة للوحدة عبث سياسي

أنصار السنة تيار وعظي مشيخي وخطبه مكررة ولو حكمونا سيفعلوا فينا أشد من أي نظام مستبد

مجموعة محمد عبدالكريم حاولت إغتيال شخصيتي باطلاق الشائعات لاقصائي عن مواقع التأثير

حاول البعض اصدار بيان اعتذاري عن زيارة ( علي عثمان ) لجنيف وسعوا للمكاوشة علي العمل الطلابي عبر المؤامرات

سيطر نشاط السلفية الجهادية علي اهتمام كثير من المتابعين بشأن تطور العمل الاسلامي وتأثيراته علي مجريات الواقع السياسي الراهن وكان ظهور واكتساح تيار السلفية للشارع العربي والاسلامي بلونية ومدرسة إسلامية جديدة مبعثا للتساؤل والحيرة خاصة وان قادة هذا التيار ليسوا انصار سنة ولا هم من جماعة الاخوان المسلمين ولا علاقة لهم بالحركة الاسلامية بل تجاوزا كل تلك الكيانات وجاءوا بأفكار ومنهج وتعاليم جديدة فرضت نفسها في الساحة ... لكن سرعان ما برزت العديد من التشوهات التي صاحبت التجربة الوليدة والتي ركزت بصورة خاصة علي معالجة الواقع السياسي بمفاهيم جديدة فظهرت التفجيرات وتصنيع العبوات الناسفة والتركيز علي استهداف الوجود الاجنبي في البلدان العربية والاسلامية ... ولم يكن السودان استثاء من بروز هذه الظاهرة التي تزامن دخولها للبلاد مع تنامي وصعود حركة  الصحوة الاسلامية التي انتظمت العالمين العربي والاسلامي خاصة بعد قيام حرب الخليج الثانية فتشكلت السلفية الجهادية وحجزت لنفسها مكانا ومقعدا في الساحة السودانية ولا زال وجودها مؤثرا مما جعله موضوعا للجدل بين كثير من المتابعين لهذا الملف ... ويعد الشيخ محمود عبدالجبار واحدا من أبرز أعمدة وركائز هذه المدرسة وظل مرتبطا بها لقرابة الـ13 عاما وأكثر الكوادر المقربة من الشيخ محمد عبدالكريم وأسس معه في منتصف عقد التسعينات ما عرف وقتها بـ( الجماعة الاسلامية المجاهدة ) ... إلا ان الرجل انفصل عن السلفيين الجهاديين وكون لنفسه تنظيما أطلق عليه ( حزب اتحاد قوي الامة – أقم ) – سودانيز اونلاين-  جلست للرجل في حوار امتدت لقرابة الـ5 ساعات كشف فيه الكثير من الخفايا والتفاصيل المرتبطة بنشوء وقيام السلفية الجهادية منذ دخولها للبلاد وحتي يومنا هذا .. وجاءت الافادات علي النحو التالي ...

حوار : الهادي محمد الامين

الشيخ محمود بالضبط ما هي طبيعة خلافكم مع الشيخ محمد عبدالكريم ؟

الخلاف كان شكليا من ناحية وجوهريا من ناحية أخري فمن الجهة الموضوعية احب انبه الي ان اتحاد قوي المسلمين كقطاع طلابي قمت بتكوينه أنا وبنيته طوبة طوبة هؤلاء حاولوا الالتفاف والتحايل لاختطاف هذا الجهد وتجيير العمل الطلابي لصالح أجندتهم خصوصا بعد فشلهم في العمل الطلابي غير المنظم الذي كانوا ينشطون من خلاله هم طبعا ليست لهم علاقة مباشرة بالوسط الطلابي ولم يكونوا مرتبطين بأي قاعدة طلابية عبارة عن مشايخ يلقون الخطب والمواعظ  وبعض المحاضرات المكرورة التي يقيمونها من غير اي لافتة ينضوي تحتها من اراد ان يكون معهم  ولكنهم لا يملكون أي تصورات عن الواقع بمعني لايطرحون اي رؤية لحل مشكلات البلاد  المهم في الامر نحن قمنا بتكوين جبهة طلابية باسم ( التجمع الاسلامي ) في جامعة الخرطوم تكونت من طلابنا وطلاب الاخوان الاصلاح وكان معنا ناس ابو نارو وفي النهاية انسحبوا ورفضت قائمة الاصلاح طلاب ابوزيد وحصلنا على 360 صوتا في الانتخابات وكانت تجربة مهمة وعميقة الدروس .بعدها فكرنا في توسيع التحالف  وتكوين جبهة عريضة بجامعة الخرطوم لتكون ترياقا مضادا لتحالف الاحزاب العلمانية والتجمع الوطني الديمقراطي بالجامعة  وشعر الجميع بالحاجة لهذه الجبهة لان نتيجة الانتخابات كانت صدمة فوز التحالف على الاسلاميين بسبب انقسامهم الى ثلاثة قوائم قائمة الاصلاح طلاب انصار السنة مجموعة ابوزيد وطلاب الاخوان ابو نارو وقائمة التضامن الاسلامي  التي تضم الطلاب الاسلاميين الوطنيين والاخوان ناس شيخ صادق عبد الله عبد الماجد وطلاب حزب الامة الاصلاح والتجديد وقائمة التجمع الاسلامي التي تضم تنظيم اتحاد قوى المسلمين اقم وطلاب الاخوان الاصلاح  ومجموع الاصوات التي حصل عليها الاسلاميون بقوائمهم الثلاثة  تفوق الاصوات التي حصل عليها التحالف بتنظيماته الثلاثة عشر هذه النتيجة دفعت الجميع لتوسيع التحالف ،وللحقيقة فان الفكرة كانت أصلا نابعة من جماعة الاخوان المسلمين (ناس شيخ صادق )  ولاحقا انضم الينا الاخوان المسلمون جناح ياسر عثمان جاد الله ( الاصلاح ) وهذا أدي لخروج جماعة الشيخ سليمان عثمان أبونارو لانه اعتبر دخول جماعة ياسر جادالله استفزازا له لانهم كانوا ضمن جماعته وخرجوا عليه ثم جاءنا طلاب انصار السنة – المركز العام – بالسجانة وهذ أيضا أدي لنفور جماعة شيخ أبوزيد محمد حمزه لانهم اعتبروا ان دخول ناس المركز العام يعني خروجهم من التحالف الاسلامي ( التيار الاسلامي ) هذا كله بسبب خلافاتهم الداخلية التي انعكست علي الواقع الطلابي المهم خضنا معركة انتخابات جامعة الخرطوم عبر مظلة التيار الاسلامي وكانت النتيجة مذهلة بالنسبة لنا وأكدت أنه يمكننا اكتساح الانتخابات بقليل من الترتيبات ويمكننا انزال الهزيمة بتحالف العلمانيين واليساريين بكل سهولة لوتوحدت صفوفنا وأصبحنا قائمة واحدة  فهذا الجهد حاولت مجموعة الشيخ محمد عبدالكريم الاستيلاء عليه وسرقته ومحاولة اقصائي وإزاحتي عبر تدبيرات ومكائد ومؤامرات فطرحوا في احدي اجتماعاتهم أنهم يريدون انتخاب امين عام لاتحاد قوي المسلمين – أقم – واعادة تشكيل وهيكلة التنظيم من جديد وكذلك تغيير المسمي تحت لافتة (الرواد ) كمقترح جديد وبعد أن رتبوا فصول التآمر قالوا نقوم بالتصويت علي هذه المقترحات هم طبعا كانوا ينوون الاتيان بالاخ أسامة عبدالحميد ليكون مسئولا عن أتحاد قوي المسلمين وابعادي عبر هذه المسرحية التي لم أشارك فيها ورفضت التصويت فقد كانت رؤيتي أنه وقبل هذه التدابير لابد من وجود رؤية متكاملة لهذا المشروع ووضع منهجية لهذا العمل وتحديد الاليات والوسائل التي من خلالها ننفذ البرنامج الذي نريد ...

ماذا حدث بعد ذلك ؟

هم لم يستجيبوا لهذا النداء أو قل ( النصح ) ورأوا انه ليس أولوية لانهم يريدون ( المكاوشة ) علي التنظيم فقط هذا هو همهم فقاموا باجراء عملية تصويت سري وفاز أسامة عبدالحميد لكن اتضح ان كل الطلاب كانوا معي ولم يذهب لمجموعة الشيخ محمد عبدالكريم إلا  القليل وحتي هذا القليل لم ينقطع عني رغم محاولات تشويه صورتي وسمعتي من خلال الشائعات والاقاويل فقد بدأوا يطلقون كلاما من شاكلة ( أن محمود عبدالجبار له علاقات عاطفية بعدد من  الطالبات بالجامعة وقال لبعضهن أنه يحبهن ووووو ... ) وجمعوا ما اسموه ملفا كاملا عني وتجميع وثائق وبعض الاوراق ( كاتجاه لاغتيال الشخصية ) وتصفية حسابات وحاولوا الاتصال بالطالبات لاخذ أقوالهن عني ( تصدق ) ؟ عموما هم في النهاية قالوا لي : ياخي الموضوع بتاع اتحاد قوي المسلمين دا خليهو لينا نحن !! فواجهت الشيخ محمد عبدالكريم بصورة حادة وقلت له : (ياخي إنت بتعرف عني شنو ؟ هسه أنا بزورك في بيتك وبعرفك لي 13 سنة إنت عارف بيتنا وين ؟ فرد بان لا ) !! فالخلاف بدا أنه عميقا ومتجذرا وانتقل حتي وصل القمة في اللجنة الاسلامية المشتركة ...

مكونة من شنو ؟

مكونة من كافة القوي الاسلامية نحن والاخوان المسلمين بجناحيهم وانصار السنة والحركة الاسلامية تخيل هذا العمل كان كبيرا يعني عندما افتتحنا عمل التيار الاسلامي كان الحضور فيه علي مستويات عالية فجاء شيخ الهدية ويوسف الكودة والدكتور غازي صلاح الدين وشيخ صادق عبدالله عبدالماجد وكبارقادة الاسلاميين غير الطلاب المهم تطور خلافنا حتي كما قلت لك وصل للجنة المشتركة فهم أرسلوا بعض شبابهم لابلاغهم ان محمود عبدالجبار قد تم فصله وليست له أي شرعية أو صفة تجعله موجودا في اللجنة وان ممثلهم هو أسامة عبدالحميد فحينما قابلت اللجنة قلت لهم : ( انتو بتعرفوا شنو عن محمد عبدالكريم او أسامة عبدالحميد أنا الاسست هذا العمل ووقفت علي بنائه حتي استوي واكتمل كما ترون فاذا انتوا عايزين الناس ديل مبروك عليكم ) ... لكنني شددت وقلت لهم والله لو محمد عبدالكريم دا ( طلع في أعلي قمة الجبل وكسر رقبتوا أناما بخلي ليهو (أقم ) .. علي كل حال أستطعت انا ان أثبت نفسي في هذا الامر وحينما اقتربت الانتخابات هم أرسلوا الي اللجنة الاسلامية المشتركة  ( محمد الحاج ) و( أسامة عبدالحميد ) , ( وعمر الحاردلو ) ودعوني بعد الاجتماع فقال لي اسامة عبد الحميد  كونا ملف إدانة ليك وسجلنا كل كلامك مع الاخوات الطالبات لو تنازلت عن ( أقم ) ممكن نسحب الملف ( يعني عملية إبتزاز ) وكان هذا الكلام ونحن نتوجه لمسجد الجامعة لاداء صلاة العشاء وسلمني أسامة عبدالحميد نسخة من الملف وقمت بتمزيقه أمامه وقلت له أنت لا تعرفني فانا أعشق الصراع وأحب المعارك وانت الحاجات دي ما بتقدروا عليها ...

واصل ؟

هم حاولوا استقطاب الطلاب واحتوائهم وعقد لقاءات واجتماعات لهم لتنويرهم ثم إغرائهم بالمال لكن الشباب كانوا معي قلبا وقالبا وقالوا للشيخ محمد عبدالكريم : انت ليه ما بترسل لمحمود عبدالجبار قفال لهم هو لن ياتي لو أرسلت له فقالوا نحن ملتزمون بان نحضره لك وكان هذا النقاش عبرالهاتف والشباب معي بالمنزل فردوا له : سنقوم باحضاره لك وبالفعل جئت واجتمعنا بمنزله بالجريف غرب وبدأ محمد عبدالكريم اللقاء وقال محمود عبدالجبار: (عمل لينا مشاكل كتيرة  وقام بقراءة ما بداخل الملف وهو نفس الملف الذي سلمني اياه اسامة عبد الحميد وانهي حديثه بان الرجل ترك انطباعا سيئا لدي الاخوان ....!! وحينما التفت نحوي وجدني ابتسم فانفعل ورمي ( بكوز ) كان أمامه حتي تكسر الزجاج وقام وتحرك نحوي في تشنج ورعشة ووقف امامي وهو يقول سوّدت وجوهنا ووقف اسعد عبد الكريم (شقيقه ) بيني وبينه ورجع للخلف وانا مندهش ومشدوه  ولم اغير من جلستي ، فهذا الموقف أذهل الطلاب وفجعوا في الشيخ وهو غاضب بهذه الصورة مما زاد من  استيائهم وبدا ان الجو كان مشحونا لكني لم استجب للاستفزازات وقلت حتي لو حدث انني قلت لطالبة ( أنا بحبك ) ما المانع في ذلك ؟؟ وهل الحب حرام ؟؟ مع ان هذا كله اختلاق  فواصلت حديثي وقلت فعل ذلك من هو خير مني ففي العهد النبوي وجد رجل امرأة في الشارع وقبّلها لكنه حينما صلي مع الرسول قال له النبي صلي الله عليه وسلم : (هل صليت معنا  قال نعم فقال : الرسول قد غفر الله لك !! او كما جاء في الحديث )  إيش المشكلة ؟ وهذه كانت محطة المفارقة والمفاصلة النهائية مع هؤلاء الجماعة ووصلت لقناعة ان المجموعة لا علاقة لها لا بالمجتمع السوداني ولا بشريحة الطلاب بل ويجلسون في برج عاج فقط فهم عبارة عن طبقة وتيار مشيخي فقط يريد التقديس والتابعية ..سبحان الله يرون الحب بين رجل وامرأة جريمة بل من الكبائر ولا يرون في الظلم والاستبداد وسياسات التجويع والتركيع ومصادرة الامة حقوقها لا يرون في ذلك مشكلة .

وما هو وضع أحمد مالك في هذا الصراع ؟

احمد مالك كان ضمن اتحاد قوي المسلمين وهو ناشط في التيار الاسلامي لكن ليست له أي وضعية لكن اذكر انه وخلال زيارة نائب رئيس الجمهورية الاستاذ علي عثمان محمد طه لجنيف قبل عدة أعوام تدوالت الصحف ان شيخ علي عثمان تنازل عن الدين والشريعة .. هذا ما سري وقتها وتم تداوله علي نطاق واسع وسط الاسلاميين – المهم أحمد مالك لم يتريث وقام باصدار بيانا ناريا باسم اتحاد قوي المسلمين (اقم ) حول هذا الموضوع ووقع عليه وقام بختمه ووزعه علي الصحف وظهر البيان في اليوم التالي في ( الجرائد خصوصا جريدة الوفاق) طبعا هو لم يستشرنا ولم يتفاكر معنا حول بنود وتفاصيل البيان ولم يرجع إلينا فالبيان سبب ربكة وقاد لخلق بلبلة في أوساطهم لأنهم لايريدون تسجيل اي موقف مناهض للحكومة  خاصة مجموعة الشيخ محمد عبدالكريم وعمل مشكلة كبيرة فدعوا هؤلاء لاجتماع عاجل ودعوني ولم احضر لظروف عائلية واتفقوا علي اصدار بيان مضاد لكي يتبرأوا من بيان احمد مالك – يعني هم – حاولوا توظيف البيان لصالحهم  وفسروا عدم حضوري بأنني متضامن مع أحمد مالك بل واصدرت البيان معه وهذا لم يحدث وقاموا باعداد بيان نفي لبيان احمد مالك وقالوا انه لا يعبر عنهم وللحقيقة فقد فجعت في لغة ومضامين البيان فحينما تقرأه تحس بان من أصدره هم ( ناس الامن ) وليسوا ( ناس محمد عبدالكريم ) !! يبدو انهم خافوا من عاقبة البيان الاول وخافوا من المساءلة مما اضطرهم لاصدار هذا البيان بمثابة اعتذار ..لكن انا لم اسكت واصدرت بيانا آخرا اثبت في ان اقم تتمسك ببيانها الاول وتتبرأ من بيان محمد عبد الكريم ومجموعته ونشر على صحيفة الوفاق وحملت بيانهم المنبطح للسلطة ونورت به الشباب واستنكوه جميعا اي الشباب .

طيب كيف تعاملت مع هذه التناقضات والاشكالات ؟

هذا قادني كما قلت لمفارقة المجموعة والتفكير جديا في تسجيل ( اقم ) – كحزب سياسي وبالفعل استطعت جمع توقيع 800 فردا وقدمنا اوراقه  كحزب سياسي حر له مبادئ وأهداف ونظام أساسي باركه عدد من العلماء داخل وخارج السودان مثل الكويت وقطر والسعودية وسميناه ( إتحاد قوي الامة (اقم ) بمعنى اننا نحاول التعويل والمراهنة علي الامة في التغيير عبر الاليات السلمية والعمل الشعبي الرضوي والاتجاه للاهتمام بقضايا الامة مثل الحريات والمعاش والخدمات ومحاولة تقديم طرح اسلامي جديد يحتفظ بثوابت العقيدة ويطرح رؤية لترقية الحياة الانسانية وحل مشكلات البلاد خصوصا قضية دارفور وتداعياتها  ..

لكن الاطروحات الاسلامية موجود هناك انصار سنة واخوان مسلمسن وحركة اسلامية .. الجديد شنو ؟

انصار السنة فقط يعتمدون علي الوعظ والخطب مع التركيز على التوحيد ومحاربة البدع والخرافات ، وهذا جهد طيب لكن ليس وحده يكفي لنهضة امة و منذ ان عرفناهم هذا حالهم  الرسول صلي الله عليه وسلم لم يكن واعظا إلا لمرات قليلة تحسب علي اصابع اليد  الواحدة بل حتي موعظته تكن عبارة عن خطاب سياسي لاصلاح حال الامة والعمل علي نهضتها وتوجيهها التوجيه السليم فهذه الجماعات تعاني من أزمات تاريخية فالتيار المشيخي السلفي يبني فقهه علي مرجعيات العهود  المستبدة التي نشأ فيها الفقه السياسي المؤول الذي يعظم السلطان ويمله من رقاب الناس واموالهم , الفقه الذي نشأ بعد تحويل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة الى ملك عضوض يتوارث فيه الابناء السلطة عن الآباء كما تورث الاشياء والامتعة ، انها الفترة الممتدة من حكم الامييون والعباسيين وحكم المماليك والعثمانيين والحقب التي كان حكم الفرد فيها هو السائد نحن ضد هذا الفقه وضد الارث المشوه وننادي بالحريات والشوري والمحاسبة والرقابة علي اجهزة الدولة وبسط العدل والمساواة من أجل ايجاد مجمتع راشد وحكم راشد ودولة راشدة تراعي كل المعايير العادلة وتحافظ علي حقوق الانسان وحماية كرامته فـ( أقم )هي تنظيم سياسي يعمل لتكون هناك نهضة شاملة تستوعب كافة مناحي الحياة .. أنظر مثلا لو انصار السنة وغيرهم من الجماعات الاسلامية لو ( استلموا السلطة ) سيفعلوا فينا أشد من أي نظام مستبد !! هم في قضية السياسة مع ( سلطة المتقلب بسيفه ) وبالتالي يؤيدون الديكتاتوريات والنظم الملكية نحن ضد هذا بالكلية .

طيب ما هو الجديد حتي الان لم تجب علي التساؤل ؟

الجديد اننا ننادي بدولة مدنية وتنظيم حديث راشد أهم مواصفاته استيعاب كافة مكونات المجتمع القبلية   والجهوية والطبقية بحيث نصل لجميع أنحاء البلاد لتجد نفسها داخل ( اتحاد قوي الامة - اقم  ) وكذلك لكل القبائل والعشائر بشرائحها المختلفة وكل الجهات ( الشرق الغرب كردفان دارفور الشمال الجزيرة ) كل فئات المجتمع وطبقاته الاجتماعية من العمال الى الاطباء الى غيرهم  تنظيم قائم علي الشوري ( وكل وزل يقول رأيه مهما كان  مخالفا او حادا لامانع ) لا نريد ثقافة القمع والقهر نطالب بفتح كافة النوافذ وأبواب الشوري علي مصراعيها هذا الحزب الراشد يتطلع للحكم الراشد الذي تختاره الامة دون اكراه او اغراء والنابع من الدولة الراشدة التي تعمل  لنهضة الامة وتفجير طاقاتها والحفاظ علي ثوابتها ومبادئها ومقدراتها وتعالج كافة اشكالاتها وأزماتها وليس مشروع مواعظ وخطب منبرية متكررة هذه الجماعت السنية السلفية تتجه الان لفقه المراجعات ونحن نسميه فقه تراجعات ( هي تعاني من أزمات داخلية منهجية وفكرية حادة وعاجزة عن معالجة الواقع الراهن بتعقيداته المعروفة ) ...

أنتم مع الوحدة ام الانفصال ؟

والله الدعوة لوحدةالسودان حاليا نوع من العبث البعض يريد وحدة فوقية وسياسية فقط حسب اجندته نحن نري ان الوحدة وحدة مشاعر ومصير وتواصل اجتماعي وهذا غير متوفر بفعل السياسات للحكومات المتعاقبة علي حكم  البلاد أي وحدة سياسية قادمة لا تراعي هذه العوامل ستكون فاتورتها باهظة الثمن علي الشمال والجنوب وستعيد الحرب بأشرس مما كانت عليه في السابق ..

هذا يقودنا لنسألكم عن اتفاقية نيفاشا ؟

نيفاشا أكبر خاذوق ومقلب ( شربه الشعب السوداني ) ومنذ بدايتها أسست علي خطأ وافتراضات غير صحيحة فالمؤتمر الوطني فاوض نيابة عن الشمال والحركة الشعبية فاوضت نيابة عن الجنوب وتم عزل بقية القوي السياسية الاخري وبالتالي أصبح الجنوب الان خاضعا لسيطرة الحركة الشعبية بينما الشمال أصبح تحت تحكم المؤتمر الوطني وقد تكون هذه هي أجندة الحركة الاسلامية منذ الستينات فمشروع فصل الجنوب لكي تستأثرهي بوضع يدها بالكامل علي الشمال ولعل الغرب والدول الاوربية وامريكا ساعدوا في ذلك لكن اتضح ان خصوم الحركة الاسلامية كانوا أذكي منها فساندوهم في فصل الجنوب وحرموهم الان من حكم الشمال منفردين وهذا هو المقلب  فتحييد المؤتمر الوطني للقوي السياسية الاخري في شأن خطير يتعلق بالسودان كان خطأ استراتيجيا غير مقبول فلا يمكن ان يكون الحزب الاتحادي الديمقراطي وحزب الامة القومي ان يكونوا ( فرّاجة ) !! فقد حرموا عن قصد وقام المؤتمر الوطني بتدمير هذه الاحزاب وإخراجها من الساحة أو من الفعل السياسي الحقيقي ..

لغتك هنا تشبه ناس منبر السلام العادل في تقييمك لنيفاشا ؟

هذه ليست لهجة منبر السلام العادل انها لهجة كل سوداني يعايش الواقع ويتفحصه بعقلانية فكل ذي بصيرة يري ذلك حتي الرئيس البشير قال لم نعد نستغرب الدعوة للانفصال كذلك فحق تقرير المصير بدأ قبل نيفاشا بل ومنذ مؤتمر القضايا المصيرية في العام 1995م فكان واضحا ان الخيار كان مطروحا فلو كانت هناك ورطة فالجميع مشارك فيها وله دور ومسئولية  وإذا سميناها لعنة فهي لعنة علي الجميع ...

هل تتوقع قيام حرب بين الشمال والجنوب ؟

 بالتاكيد اتوقع قيام حرب وحرب شرسة لان هناك الكثير من القضايا لم تحسم ولا زالت معلقة من ترسيم الحدود والجنسية المزدوجة وقضية أبيي والنيل الازرق وجبال النوبة كلها تركت لما بعد الاستفتاء وعدم حلها يعني قيام الحرب والمؤشرات كثيرة لذلك ..

وأزمة دارفور كيف تري القضية من وجهة نظرك ؟

في الحقيقة ان الحكومة غير جادة في الحل وكذلك الحال بالنسبة للمتمردين المؤتمر الوطني حتي الان لم يخاطب جذور المشكلة والتي نري انها مشكلة سياسية فهو يطرح حلول جزئية لقضية معقدة وكبيرة وخطيرة ربما تكون أخطر من الجنوب لا بد من تقديم حل مرض لكافة الاطراف حتي لا يكون هناك تمرد جديد بعد توقيع كل اتفاق لا بد من جمع اهل دارفور جميعا وبكل مكوناتهم وتحديد المشكلة وتحديد المطلوبات  لحل الازمة يدفعوا بها امام الحكومة ليكون حلا واحدا وشاملا ، فنحن ضد سياسة الحكومة لحل مشكلة دارفور ( الحل بالقطاعي ) لابد ان يجلس الجميع جلسة واحدة بوفود موحدة او علي الاقل رؤية تفاوضية مشتركة والتاكيد علي إعادة الاعمار والتعويضات المجزية وتنمية الاقليم وتوطين النازحين وبسط العدل بينهم بلا تفريق فلا يمكن ان ندخل مناوي ونبعد عبدالواحد وخليل وبعدها يخرج مناوي للتمرد ونفاوض السيسي ووووو ثم بعدها نطرح مشروع للتوظيف والاستوزارهذا لا يحل القضية إطلاقا فالسكة ( الماشة فيها الحكومة لحل أزمة دارفور سكة عقيمة ) .. البنسمعوا عن سوق المواسير حاجة تخجل وتحير أحيانا تتحدث بلغة المعارض هل أنتم معارضة ؟

المعارضة عندنا لا للمعارضة كما هو حال الاحزاب بل نعارض ما نراه مخالفا للشرع والواقع والمصالح العامة لشعبنا فنعارض في اشياء ونوافق الحكومة في اشياء أخري كما ذكرت لك في قضية الجنائية والتدخل الدولي لكن هناك قضايا لا تحتاج لتفكير لا بد من الوقوف ضدها خاصة الخدمات هذا المجال الحكومة أهملته تماما انظر إلي حقل التعليم والصحة  الان المؤتمر الوطني يشتري أصوات الناس ( الناخبين ) بتقديم الخدمات لهم يعني لو ما صوت للوطني ما أتعالج ؟؟ لو كنت شيوعي ما أتعلم ؟؟  هذه الخدمات يجب ان تكون متوفرة ومتاحة للجميع بلا تمييز فكلنا سودانيين .. وبالتالي نحن ضد سياسات الحكومة في مجال الخدمات ونري أنها منهارة وبعضها ضعيف للغاية ..

في المجال السياسي هل مستعدون للتحالف مع أي حزب في الساحة ؟

طبعا مستعدون للتحالف مع كل مكون اجتماعي أو سياسي لا مانع من ذلك ..

حتي العلمانيين ؟

قطعا حتي العلمانيين نتحاور معهم ونصل معهم الى ما يحمي البلاد من الانهيار وقبل ذلك ما يحفظ لنا معتقداتنا الاسلامية بعد ذلك ممكن نتحالف معهم في أجزاء معينة فيما يخدم الشعب ويحفظ حقوقه  لكن لا تحالف استراتيجي كامل لأن العلمانية نظرية كاملة لحياة تناهض النظرية الاسلامية للحياة اذا جاز لنا ان نسمي الاسلام نظرية ممكن نفتح معهم أبواب الحوار والتفاوض والنقاش ....  !!..



© Copyright by sudaneseonline.com