From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
التعددية الثقافية والدينية فى السودان مشروع تفكيك أم وحدة...؟/مصطفى آدم أحمد
By
Dec 23, 2010, 20:26

التعددية الثقافية والدينية فى السودان مشروع تفكيك أم وحدة...؟

مصطفى آدم أحمد

 

[email protected]

     السودان دولة متعددة ألأعراق والثقافات ,دولة متعددة الديانات,هذا التعدد لم يكن جزء من المزايدة السياية او حتى قضية الحكم,حيث لا يمكن ان تفترض مجموعة ثقافية او دينية او عرقية أحقية فرض رؤيتها أو قالبها الثقافى على بقية الجماعات الثقافية,والتعدد فى السودان صار نغمة كبيرة وبؤرة تأزم مستمر فى ظل الصراعات الايدلوجية وجدل الهوية ومحاولات الاستعلاء المستمر من المجوعات العروبية والاسلاموية مما ولد صراعات دامية واحتقانات صامتة حتما ستقود لنشوب صراع  دامى,

أزمة الحكم:

يعيش السودان ازمة حكم مستمرة منذ اسقلاله الى يومنا هذا مما تسبب فى حروبات شملت معظم أجزاء الوطن,وبالعودة لمسببات كل هذه يعود للتهيش بكل اشكاله الثافية والاقتصادية ومحاولات فرض ثقافة او هوية,ةظلت ثقافة المركز تسيطر وتفرض نفوذها على بقية الثقافات,رغم انها ثقافة اقلية والسودان الذى به 571 قبيلة هو بلا شك متعدد بصورة تجعل منه أشبه بالهند التى تمكنت من ادارة تنوعها الثافى والدينى بصورة جعلت المسلم أودالكلام لا يحس بغربة فى الدولة الهندية مما جعله يقود الثورة التكنلوجية مما أوصل الهند النادى النووى, ومن ثم صار رئيسا للدولة الهندية ,اغلبتها هندوس بل انقسم المسلمون عليها 1947 واسسوا الباكستان ,فشل النخب السودانة ولد تقلبات فتكت بالمجتمع السودانى من حيث التماسك,ولعبت النخب اكبر محاولة تخريب للتماسك السودانى وذلك بلعبها اوراق سياسية قصيرة الاجل للتحكم الآنى,خاصة بعد دخول الدين سوق السياسة السودانية مما ولد حالة منافسة غير شريفة للتكسب السياسى خاصة بعد ما طبق نميرى قوانينه 1983 والتى وجدت رفضا ظاهريا من معظم القوى الساسية لكنها ظلت تقف معها الى يومنا هذا.

انفصال الجنوب:

لن ينهى انفصال جنوب السودان او انفصال أى جزء آخر من السودان حالة التعدد التى تكون السودان ولا يمكن الغاء التعدد الثقافى والدينى والاثنى الا بالغاء السودان وتفتيته للأبد وهذا ما يشير له خطاب البشير فى القضارف والتى اختارها منصة لاطلاق صواريخ تفتك بما تبقى من تعايس سلمى صواريخ تهدد الدولة السودانية المازومة أصلا,حديث رئيس الجمهورية يعكس الحالة التى وصلت اليها الدولة السودانية الفاقدة للهوية حيث يمكن لأى شخص أن يلغى ألآخر بجرة قلم,ولا أدرى ان كان يعنى الرئيس ما يقول, وهل انتهت كل الثقافات ألأخرى والديانات مع انفصال الجنوب وهذا وهم كبير,دارفور ليست عربية بشهادة ممالكها وسلطناتها الداجو والتنجر والفور,والان البرتى والزغاوة والمساليت,جنوب كردفان والتى تشكل ممالك النوبة هل صارت عربية او حتى مسلمة,جنوب النيل الازرق حيث الاكثرية غير المسلمة وغير العربية,قبائل الانقسنا-ألبرتى- والهمج -والقمز -والمابان -والوطاويط والفونج أهل السلطنة ولاية القضارف التى اطلق منها صواريخ الهوية غالبيتها من دارفور القبائل غير العربية,ولايات الشرق كسلا والبحر الاحمر وهذه معقل البجا وهى ليست عربية-الولاية الشمالية معقل النوبيين وهولاء لا علاقة لهم بالعروبة-أذن يمكن القول ان ولاية نهر النيل سوف تفرض ثقافتها على ألآخرين, وحتى العاصمة هى معقل التعدد الثاقفى والدينى بما تحمله من مكونات دينية واثنية,اذن هذا المشروع الذى يبدأ بعد انفصال الجنوب أكبر مهدد للوحدة الوطنية.

ألأنتماء وشروط الابداع:

 

 

تتوقف قدرة الإنسان على التفكير السليم والإنتاج والإبداع على مدى توفر الشروط النفسية والصحية المناسبة، بعيداً عن الخوف من الحاضر والقلق على المستقبل، بعيداً عن الفقر والجوع، بعيداً عن الكره والضغينة، بعيداً عن الإحباط والشعور بالظلم، ليتمتع بالرضى والقناعة، وتغمر السعادة جو الأسرة، والألفة جو العمل، في مجتمع يكفل له حقوقه ويبادله الاحترام، ودولة تحميه من تعديات الآخرين وتخفف عنه نازلات القدر. هذا هو الإنسان المواطن الذي يشكل خلية سليمة في جسم المجتمع... المجتمع القادر على بناء الدولة العصرية القوية والمزدهرة. أي أن كل شيء في الوطن يجب أن يكون مسخراً لهذا الإنسان- المواطن كي ينمو نمواً حراً، تتفتح فيه ملكاته وتتفجر إبداعاته. فحق الإنسان على وطنه أن يوفر له كل ما يحقق إنسانيته ويعبر عن خصوصيته من خلال منافسة حرة ونزيهة مبنية على تكافؤ الفرص بين جميع المواطنين.أما ان تفرض مجموعة شروطها على ألاخرين فهذا يعنى نهاية التماسك والتعايش فى ظل دولة ظلت تعيش حالة صراع منذ ان توحدت اقاليمها فى ظل الدولة المهدية. ومهما كانت حالة الصراع الا أن مستوى التعايش كانت جيدا حتى دخول الدين فى سوق السياسة 1983 سبتمبر.

   ألمواطنة والانتماء الوطنى:

إن الإنسان المواطن الذي يشكل خلية سليمة في جسم المجتمع لا بد أن تسخر له كل المعطيات الضرورية لينمو نمواً حراً تنفتح فيه ملكاته وتتفجر إبداعاته ويعبر عن خصوصيته في إطار من المساواة بينه وبين بقية المواطنين للانطلاق إلى حياة مشتركة يبني فيها الجميع مجتمعاً يوفر الخير لجميع أفراده.

إن المواطنة تمثل العنصر الجوهري المشترك بين كل الأفراد المنتمين إلى وطن واحد حيث تعبر عن القدر المشترك الذي ينبغي أن يتحكم بسلوك الجميع من حيث هم كائنات سياسية. فهي تعبير عن وعي راق يتجاوز كل أشكال الوعي الطائفي والعشائري والجهوي والقبلي والعائلي والمناطقي. أي أنها الفرضية السياسية والاجتماعية لتمتع الفرد بحقوق مع غيره من المواطنين وتأديته لواجبات متساوية معهم. فتكون المواطنة بذلك هي المفهوم الذي لا نهوض للدولة والمجتمع دونه,أما ان نبحث عن واجبات مستمرة لفترة تجاوزت نصف القرن اى منذ الاستفلال الى يومنا هذا بل تضاعفت الواجبات فى عهد الانقاذ دون ادنى حقوق انساية فهذا مدعاة للنفور والخروج على هذه الدولة.

 

 

 



© Copyright by sudaneseonline.com