From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
الجوس بالكلمات/محمد كامل
By
Dec 23, 2010, 20:14

الجوس بالكلمات

[email protected]

 

لا ترفعوا المصاحف فوق أسنة الرماح

من الجيد ان تعود الحكومة الي رشدها وتتعهد بتطبيق شريعة السماء ، إنها بمثابة عودة الإبن الضال بعد أن أحاطت بها الرزايا من كل حدبٍ وصوب ، لقد أدرك الحكام اليوم أن الخلاص في تسليم الأمور الي الله بعد أن ظنوا أنهم قادرون عليها ثم استدركوا أن القوة لله جميعا وان الطريق نحو الانتصار علي الأعداء وحفظ مكتسبات البلاد يقتضي العودة الي الجذور ، نعم نحن نشجع حكام السودان علي تطبيق الشريعة الاسلامية السمحاء كاملة بلا نقصان او إنتقائية لأنها لا تقبل الأمرين وقد عاب القرآن الكريم علي بعض المنحرفين تخيرهم لبعض ما أنزل الله وتبرمهم من البعض الآخر فقال تعالي ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ؟ ) وحذر الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بلا انقطاع من مغبة الإنتقائية حينما قال ( إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد ) .

نعم إن العودة الي الشريعة بعد عشرون عاماً من الضلال منها خمسة أعوام أخيرة من موالاة الكفار وفق بنود اتفاقية نيفاشا أمر جيد ونحن نسأل الله الا تكون العودة غير صادقة أو إضطرارية مثل إرتضاء الخوارج في صدر التاريخ الاسلامي تحكيم القرآن في خلافاتهم مع الإمام علي بن ابي طالب حينما رفعوا المصاحف فوق أسنة الرماح ، لقد كشفت السيرة المحفوظة في الكتب عن تلك الأيام ان جيش معاوية لما تحقق من إقتراب الهزيمة عمد الي ممارسة الخديعة بقصد الإفلات من نتائج معركتهم ضد أمير المؤمنين ، كانوا يعلمون ان غالبية من هم في الطرف الآخر يؤمنون بالكتاب ويتلونه حق تلاوته آناء الليل وأطراف النهار ولذلك تعمدوا مخاطبة قلوبهم الطاهرة وهم يعلمون انهم كاذبون ، لقد تبين كذبهم فيما بعد مما حكاه التاريخ..تلك امة لها ما كسبت وإنما علينا الإتعاظ من أحداث التاريخ .

ان الحكومة التي تنادي اليوم بتحكيم شرع الله ظلت تتماشي مع الافكار والمخططات الغربية حتي اوصلتنا اليوم الي حافة التقسيم حينما مهرت بيدها اتفاقية تقرير مصير جنوب السودان بضغطٍ من الكفار ، وحينما سمحت للجيوش الاجنبية ان تطأ ديار الإسلام وتمارس الفواحش ما ظهر منها وما بطن دون خضوع لمحاكمة او قانون بعد ان تم الإتفاق علي ان تكون لهم الحماية اللهم الا شكاوي خجولة تم رفعها الي الامم المتحدة - إله الكفار الأكبر - ، وحينما أهملت تربية وتزكية المجتمع وتعهده بالرعاية والإصلاح وانشغلت بالإتجار في الحج والعمرة متناسية الفقه البسيط الذي يؤكد ان الحج والعمرة هما عبادتان مثل الصلاة والصوم لا يجوز أبداً الإتجار فيهما وإذا حدث فإنما هو صدٌ عن السبيل وقطعٌ للطريق أمام عباد الله ، وحينما اطلقت العنان للفساد ليستشري في البلاد فاستحل أقوام المال العام وأثروا علي حساب الشعب وصاروا يتفاخرون  أيهم يملك عمارات اكثر وافخم وفارهات من الطراز الحديث وكلما صدر تقرير المراجع العام عموا وصموا آذانهم واستغشوا ثيابهم واستكبروا استكبارا حتي رسخ في الوجدان العام انه لن يترقي احد في سلم المجد الحكومي حتي يبز قرناءه في الفساد وانه كلما اشتكي الناس من مسؤول تمت ترقيته وترفيعه وتمكينه .

ان تطبيق الشريعة يستلزم إنهاء كافة أشكال التناقض مع الشريعة فالشريعة ليست حدود تطبق علي المخالفين وإنما تبدأ من عدم البيات شبعاناً وجارك الي جوارك يتضور جوعاً ، الشريعة تتطلب إرجاع المال المنهوب الي بيت مال المسلمين الذين يراد تطبيق الشريعة لإرضاء الله وإرضائهم ، يجب كشف الحساب القديم ونشر حقيقة ممتلكات المسؤولين وعدد قصورهم وعماراتهم وشركاتهم وارصدتهم وحلي ازواجهم وبناتهم وإرجاع كل ذلك الي بيت مال المسلمين الذي يشكو الخواء منذ فترة ليست بالقصيرة ، ومن قال هذا لي وهذا اهدي لي يجب ان يحاكم ومن قال هذا من حر مالي وجبت مساءلته من أي الطرق اكتسبه ، ان الشريعة لا تترك صغيرة ولا كبيرة الا بينت وجه الشرع فيها وعلي ذلك قس ، فإذا ارتضيتم ذلك فعلي بركة الله نحن نقف معكم ونقول لكم إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم أما إن كنتم تريدون اتخاذها قميص عثمان فالحذر الحذر لأن منزل الشريعة لا تخفي عليه خافية وهو يخدع الذين يخادعونه ثم يأتيهم من حيث لا يشعرون .



--
محمد كامل



© Copyright by sudaneseonline.com