From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
الفرض الثقافي .. اعلان حرب بقلم : محمد سليمان
By
Dec 23, 2010, 02:42

الفرض الثقافي .. اعلان حرب

بقلم : محمد سليمان

كما توقعنا من قبل .. الان يبدأ مسلسل الاحادية النتنة من جديد لتبث سمومها وتعمل على هدم وتدمير واعادة انتاج انسان السودان من جديد ووضعة فى قالب جديد يصوره  وكأنه فى عداوة مع الدين ومثل هذه الحيل لا تنفع الان حتى واذا انفصل الجنوب يبقى السودان بتعددة الثقافي والاثنى المعروف تلك التعددية التى شكلت الوجدان والثقافة والتراث الاصيل التى تعارفت وتألفت عليها الاجيال جيلا بعد جيل ليمتد التواصل الانسانى الذى يقف شامخاً امام محاولات عمليات الفرض الثقافي من اجل السيطرة وقذف ثقافات وعادات وتقاليد الآخرين ووصمها بالتخلف والتقليل من شانها وعدم احترامها.

الخطاب الذى القاه رئيس الجمهورية عمر البشير فى عيد الحصاد بالقضارف والذى اعلن فيه انه بعد انفصال الجنوب سيطبق الشريعة فى الشمال وستكون اللغة العربية هى اللغة الرسمية للدولة ولا مجال للحديث عن التعددية الثقافية والاثنية هذا الحديث فى غاية الخطورة فالتعددية الثقافية والاثنية هى اية  من ايات الله سبحانة وتعالى لخلقة من اجل التدبر والتفكر فى ابداع الخالق عز وجل ولمعرفة قدرته وليس اعلان حرب ضدها وكأن الجميع فى السودان من غير العرب اعداء للدين واللغة العربية والتى يتحدث بها غالبية السكان فى البلاد فما الجديد ؟ الجديد هو انه بعد ان فشل المؤتمر الوطني فى ادارة البلاد وعملت سياساته على تمزيقة يحاول الان ان يستعطف الشعب بانهم حريصون على تطيبق الشريعة والمحافظة عليها بعد ان عاثوا فساداً فى الارض ومارسوا ابشع الممارسات من تقتيل وتشريد وهضم الحقوق ومحاربة العباد حتى فى ارزاقهم عادوا ليحدثونا عن الاسلام وعن شريعة الله سبحانة وتعالى ونسوا ان الاسلام لا يحارب التعددية بل قال الله عز وجل فى محكم تنزيلة ( يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير ) صدق الله العظيم الحجرات .

فمسالة التعدد من اجل التعارف لتكوين المجتمع المتواصل المترابط المتعاون فواحدة من مشاكل البلاد وما آلت اليه الاحوال هى مسالة الثقافة والهوية السودانية ففرض اى ثقافة على الاخرين هى بمثابة اعلان حرب ضدهم فالثقافة لا تفرض فرضاً بل هى عملية حوار انساني طويل هدفة التعريف والتواصل من اجل بناء المجتمع اما الاقصاء فستكون نتائجة وخيمة وكارثة على الجميع.

متى يعى حزب المؤتمر الوطني الدرس الم يستفيد من كل الدروس السابقة وتجاربة المريرة المؤلمة لا ولكنة الان فقد البوصلة وصار يتخبط يمنة ويسرى ولا يدرى ماذا يفعل لذلك ترى تضارب تصريحات قادته بدون تنسيق فى حالة من الهرجلة يرثى لها الم يحلف الرئيس من قبل بالطلاق بان لا تطع قدم اى جندى اجنبى ارض السودان ثم نكص وتراجع وفى الكثير من قراراته يتراجع لانها ليست نابعة من دراسة بل فى حالة الهوجان وهذه لا تنفع فى وطن متعدد متنوع مثل السودان بل لن تجدى نفعاً فى هذا العصر الذى صار فيه التواصل الانسانى ضرورة حتمية لانها سنه كونية وليس التقوقع فى مثلثات ومربعات وهلم جرا.

ثم ان الشريعة الاسلامية السمحة ليس هناك مسلم يرفضها ولكن ليس على طريقة المؤتمر الوطني والتى تطبق فقط على المستضعفين وتترك سارقى قوت الشعب يمرحون ويستطيلون فى البنيان ويمتطون الفارهات من السيارات بل الذين تنهار المبانى على ايديهم يتم ترقيتهم ودفعهم الى مراتب عليا والتجاوزات كثيرة ومخجلة على قفا من يشيل لكن انه الاخفاق والتخبط ليس الا فالاجدر على متنفذى الوطني ان يتركوا الثقافات تتحاور مع بعضها البعض وتتلاقح لفائدة الانسانية لا تتصادم بفعل عمليات الفرض والتهكم والسخرية فالسودان بلد متعدد ومتنوع الا على الذين لديهم غشاوة فى ابصارهم لا يرون ذلك.

صحفى سوداني   



© Copyright by sudaneseonline.com