From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
تداعيات زيارة القضارف بقلم إبراهيم الفيرانى
By
Dec 22, 2010, 19:25

 

 تداعيات زيارة القضارف

بقلم  إبراهيم الفيرانى  [email protected]

October 20, 2010

كل المؤشرات و الأدلة  تؤكد أن العالم سيشهد خلال أسابيع ميلاد دولة جديدة  في الجنوب السوداني تضاف إلى منظومة الدول الإفريقية .. و من خلال  متابعتنا للأحداث التي جرت في السودان منذ  أن نال السودان استقلاله من بريطانيا  في العام 1956  نجد ان هذه  خطوة  استقلال الجنوب لم تجئ إلا نتيجة  الصلف و الجبروت الذي تعامل به أهل الشمال السوداني  "الجلابة" مع شعوب الجنوب السوداني ..  فمنذ استقلال السودان ظل الجنوبيون  يقاومون سيطرة  الجلابة  الذين استولوا على مقاليد الحكم  .. الجلابة ما هم الا خلفا للمستعمر وظلوا يمارسون  نفس سياسة  المستعمر العرجاء العمياء الكئيبة البغيضة  التى ملؤها السيطرة و الاستغلال و الكبرياء و بخس الآخرين و حرمانهم من حقوقهم الأساسية .. و نتيجة هذه  السياسية الكسيحة  التى مارسها الجلابة تجاه الجنوبيين خاض الجنوبيون حروبا  شعواء و ضروسة و طويلة ضد حكومات الخرطوم الجائرة الظالمة و قد مات في هذه الحروب  الملايين من السودانيين .

 بمجي حكومة الإسلاميين البائسة  الظالمة الفاسدة الجائرة فى 1989 ازدادت الحرب اشتعالا خاصة بعد أن أعلنت حكومة البشير الاسلاموية المتشددة الجهاد  ضد الجيش الشعبى .. و نتيجة  ذلك الاعلان تحولت الحرب من حرب الأهلية إلى حرب دينية مقدسة فاتسعت ادائرة الحرب و ازداد عدد الضحايا و قضى على الأخضر و اليابس و هلك الحرث و النسل و اشتمت روائح أخرى كريهة و نتنة.  

 و في 2005 توصلت الحكومة الاسلاموية إلى اتفاق للسلام  الشامل يقضى بموجبه إجراء استفتاء  في يناير من العام المقبل  ليقرر الجنوب مصيره ما بين الوحدة مع بقية السودان أو إعلان دولة مستقلة لهم .. و لا شك  على الإطلاق أن الجنوبيين قد حزموا و حسموا أمر دولتهم ليخرجوا من القبضة الحديدة لطائفة الجلابة الاسلاموية القذرة النتنة .

و إنا نحن أبناء كردفان سوف نسير في نفس الدرب الذى سار عليه الجنوبيون للخروج من تحت عباءة الجلابة  المتعفنة و التى ينخر فيها الدود و إننا سوف  لم و لن نألو جهدا  في سبيل قيام دولة فى كردفان تضمن لنا عزتنا و كرامتنا بدلا من الهون و الذل الذى يمارسه علينا الجلابة .. و فى سبيل قيام هذه الدولة سوف نضحي بكل ما نملك و سوف تكون أروحنا رخيصة فداءا لأجيال قادمة لينعموا بمستقبل بعيد عن سيطرة  و ذل و مهانة  طائفة الجلابة الاسلاموية  ..  من هنا نقول للبشير  و  شرزمة المؤتمر اللاوطنى إن ما قاله  عمر البشير قبل  ايام  في زيارته  للقضارف , ما هو إلا أضغاث أحلام  "احلام زلوط" لم و لن تتحقق في ارض الواقع  ..

 

و إنا نحن الكردفانيين على استعداد للانفصال من الشمال اليوم قبل الغد  .. و إن قيام دولتنا سوف لم يمر بمنعرجات و منحنيات   تقرير المصير و و الاستفتاء و من ثم التصويت عليه  كما فعل إخوتنا في الجنوب فلنا طريقتنا الخاصة بنا .. و نقول للبشير و زمرته من الاسلامويين إنا سوف نريكم كيف تؤكل الكيكة و فى حالتنا نقول  "اللقمة" و هي حمية  , و إن غدا لناظره لقريب.

 

 



© Copyright by sudaneseonline.com