From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
هل يلقى المهندس الطيب مصطفى نفس المصير..؟؟؟/ابكر محمد اسحق-استراليا – سدنى
By
Dec 22, 2010, 18:12

هل يلقى المهندس الطيب مصطفى نفس المصير..؟؟؟

   انا من المتابعين لكتابات المهندس الطيب مصطفى رئيس مجلس ادارة صحيفة الانتباهة  ليس حباً فيها ولكن اجدها تعكس لى دقائق وتفاصيل  النفسية الحقيقية للمجموعة النيلية القابضة على رقاب السودانيين  منذ فترة طويلة , هذه المجموعة تعانى ازمة نفسية وعقدة اجتماعية غاية فى الخطورة يتضح ذلك من خلال تناولها لامر الدين , فعندما تسمع احدهم يتحدث عن الدين يشعرك وكانه هو الراعى الوحيد لهذا الدين و بدونه يصبح الاسلام فى خطر و ضياع و على الناس ان يساندوه لحمايتهم وحماية شريعة الله وتمكينها فى الارض وان لم يفعلوا فسوف تقوم القيامة , ان هذا الشعور مسيطر على وجدان المتأسلمين من هذه المجموعة سيطرة كبيرة اوصلتهم الى درجة الهوس , والغريب فى الامر ان السلوك الاجتماعى لهؤلاء القوم  لا يمت الى الاسلام وتعاليمه واخلاقه  بصلة , فقد اخذوا من الاسلام  ما هو ملفوظ منه من اساليب  مشعوذة يستغلون بها الفقراء والمساكين من اهلهم لتحقيق مصالح اقتصادية و اجتماعية وسياسية عن طريق جماعات  تسمى سلفية وهى فى الحقيقة والواقع جماعات مهووسة دينياً ومدعومة مالياً من انظمة ملكية متجبرة ومتسلطة على شعوبها ليصدروا بها هذا القهر الى مجتمعات افريقية مسالمة هانئة فى ارضها تستمتع بطريقتها فى الحياة التى ورثتها من حضارات ضاربة فى القدم , هذه المجموعة النيلية المتأسلمة تريد ان تحيل حياة سكان السودان الافريقى الى جحيم وقد حشدت كل طاقاتها لاشعال حرب اخرى فى فترة ما بعد الانفصال , حرب لا يسندها مبرر سوى المحافظة على ملكها الذى بدأ فى التذبذب نتاج رؤية مفكريها القاصرة , لم تتعظ هذه المجموعة التى يقود تيارها الاعلامى المهندس الطيب مصطفى و الكاتب الذى جند قلمه لاشعال حروب الهوس الدينى فى ايام الحرب الدينية التى اعلنت تجاه الجيش الشعبى لتحرير السودان مع بدايات نظام الانقاذ وهو من المسوقين للمفاهيم الشاذة التى راح ضحيتها عدد لا يستهان به من ابناء السودان الشمالى وهو ما زال يقتات من هذه الممارسة الشاذة وصدق من قال عنه                                      ((his face is typical to his ideas.

    ان مقالات المهندس الطيب مصطفى التى يتقطر منها البغض العنصرى تذكرنى بكتابات الصحفى الراحل محمد طه محمد احمد الذى  اساء الى اهل دارفور ابلغ الاساءات و سدر فى غيه و تجريحه لهم الى ان لقى حتفه , انى اخشى على المهندس المتشنج  من ان يلقى ذات المصير , فالاخ المهندس قد استعدى اكثر من فئة وكل واحدة من هذه الفئات لا يستهتر بها الا جاهل او من هو غائب عن الوعى , الفئة الاولى هى فئة العلمانيين وهذه الفئة قد ازداد عددها فى السودان الشمالى زيادة مهولة والسبب فى ذلك يرجع الى فشل الاسلاميين و مشروعهم السياسى فى السودان , هذه المجموعة العلمانية هى البديل القادم لحكم السودان الشمالى شاء المهندس الجليل ام ابى , فهى اظهرت مقدرات عالية من التكتيك فى العمل السياسى الذى يعتمد تحليل الواقع تحليلاً علمى وثبت هذا من خلال تجربة الخمس سنين التى عقبت نيفاشا بل وهندسة اتفاقية نيفاشا نفسها  فهذه المجموعة  لها كوادر تعمل ليل نهار فى سبيل تخليص الشعوب السودانية من هذا السرطان المسمى (جماعات الهوس الدينى) , فكما ينظر الاخ المهندس الى العرق الافريقى فى السودان بانه سرطان فيجب عليه ان لا ينسى ان سكان السودان الاصليين الا وهم الافارقة ينظرون الى من ينعتهم بهذه الصفة بانه اشد خطورة وفتكاً بهم من السرطان نفسه , على المهندس الطيب مصطفى ان لا يغريه انفصال الجنوب عن الشمال كثيراً لانه وبعد انفصال الجنوب فان افارقة ومسيحى الشمال سوف لن يسكتوا و لن يقبلوا ان تهضم حقوقهم وان تحصر فى اطار مصطلح (الدغمسة) الذى يدل دلالة قاطعة على وصولنا لمرحلة الانحطاط السياسى و الصحفى , اما الفئة الثانية فهى فئة المقهورين والمقهورات وهؤلاء ما اكثرهم خاصة فى ولاية الخرطوم التى فيها يد الحاكم اشد بطشاً , هذه الفئة قهرت فى معاشها و حقوقها المدنية الاساسية وحريتها منذ عهود سلفت وحتى الان ومن هؤلاء شريحة مهمة جداً وهى سكان العاصمة القومية الذين ولد اجداد اجدادهم بهذه العاصمة المثلثة وهؤلاء مجتمعات متمدنة لا يمكنها القبول بهوس و تطرف ابناء الريف الشمالى الذين قدموا الى العاصمة للدارسة الجامعية ودخول الكلية الحربية فقط,  هذه الشريحة المتمدنة لم يستطع اى نظام من الانظمة التى مضت ان يركعها فهى تعرف متى تهب وتثور وهى معتزة بنفسها اعتزاز ما بعده اعتزاز وياتى هذا الاعتزاز من  وعيها وامتلاكها لاسباب المدنية هذه هى مجتمعات فتاة الفيديو التى اهينت كرامتها وانسانيتها , اما الفئة الثالثة فهى فئة المسيحيين فى الشمال وان اكبر الاخطاء ان لا يعترف راس الدولة بهذا التعدد الدينى وان يجاهر بسباحته عكس تيار  مجتمع السودان .

    اعود مرة اخرى الى اسلام المجموعة النيلية الذى ينمو ويزدهر دائماً وابداً من وراء الفساد المالى والاجتماعى , ويبدو ذلك من خلال الحديث الاخير للسيد الرئيس و خطابه بالقضارف و حديثه عن الشريعة وتطبيقها , المرأ يصاب بالدهشة الى حد الصدمة من شخص يقتل المسلمين من ابناء شعبه بقذائف الانتنوف و يسرق مليارات الدولارات ويأتى ليحدثهم عن الفضيلة والشريعة , اى شريعة هذه؟ كيف يمكننا ان نتبع شريعة تجلد من تلبس البنطال خمسين جلدةً و تحبس من يغتصب الاطفال تحت مظلة الدين شهراً واحداً بل ويأتى مساعدك المفدى ليتمنى لفتاة الفيديو كسيرة الجناح الموت؟ اى شذوذ وانحراف هذا الذى ابتلى  هذا الشعب المسكين به ؟ اما الحديث الذى نسمعه يومياً فى قنوات الطهر والعفاف هذا تتجلى من خلاله العملية الاستثمارية الكبيرة التى يستفيد من ورائها اصحاب اللحى المشوهة لسماحة الدين , ان الصوت العالى للجماعات التى نشطت اخيراً ليس صوتاً مدافعاً عن دين او اخلاق انما هو صوت لتجميل الباطل للسلطان و صوت لحماية مال السحت الذى تلغفه تجار الدين و لايريدون ان يفقدوا هذا الامتياز الذى تمثل سلطة ولى امر المؤمنين عمر هى الحامية حمى هذا المال.

   نصحنا لك يا السيد رئيس مجلس ادارة صحيفة الانتباهة ان تنتبه لما تكتب وتقول , فان القلوب قد بلغت الحناجر وان ساحة المجتمع السودانى الان مكشوفة هى وشخوصها لكل من يريد القصاص لنفسه من اى شخص  و انى اخشى عليك من ان لا تستطع ان تمسك بالقلم لكتابة حرف واحد اذا انقلب عاليها الى واطيها...

 

ابكر محمد اسحق

استراليا – سدنى

[email protected]



© Copyright by sudaneseonline.com