From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
لماذا يكره الرب السودان ..!/سمير الكميل / لارا بولونيسكى
By
Dec 22, 2010, 18:00

لماذا يكره الرب السودان ..!

طرح الدكتاتور العالمى مهندس الحرب العالمية الثانية  هتلر فى كتابه الشهير (كفاحى)تساؤلاً كان له اكبر الاثر لاحقا فى بناء دولته و هو ايهما كان الاشد فتكا بالمانيا اهو الفساد الاخلاقى ( تفشى الرزيلة) ام فساد الحكام...حسنا  ايهم اشد فتكا بالسودان الفساد الاخلاقى ام فساد النظام  الحكام اللافت فى الامر ان السياسة الاقتصادية التى وضعها شيخ النظام الحاكم المنشق و التى من المفترض بها ضغط الشعب السودانى اقتصاديا  حتى يعجز عن ممارسة حقوقه السياسية فنخرت تلك السياسه فى عظام الفضيلة و بدأ مسلسل الانحدار و الفساد حتى تاريخنا هذا فبالرغم من انشقاق ذلك الشيخ بدا ان سياسته قد وجدت حلا ناجعا من بعده لاستمرار شدة الضغوطات الاقتصادية على كاهل الشعب حتى اصبحت  الالقاب الدينية (شيخ) مربوطة بالثروة و الرزيلة و النزاهة الاخلاقية بالفقر المدقع بل ان نسبة الفساد السودانى تحتل مرتبة متقدمة على اللوائح الدولية و الطريف فى الامر ان رؤس الاموال الاستثمارية الكبرى التى كانت تخشى قديما التأميم  و المصادرة باتت تخشى حاليا لصوص النظام الحاكم و فداحة الخروقات القانونية المنوطة بالقوات النظامية نفسها و المثير للسخرية ان الشريط الذى تم مثه على نشرات الاخبار العالمية لمشهد فتاة تتعرض للجلد على يد القوات النظامية و تلك الثورة الهائلة داخليا تعكس ضمنيا فداحة الانفصال الشعبى و ثقته فى منظومة القوات النظامية بشقيها بل اننا لو قمنا باحصاء الانفلات الاخلاقى و الفساد داخل تلك القوات لقمنا بتسريح تسعة و تسعون بالمائة منها بل اكثر ما يخشاه الشعب ليس هو حرب اهلية بل حرب امنية تنخر فى عظام بلادنا و قواتنا التى من المفترض ان تقوم بنشر الامن و الحفاظ على الحقوق .

فماذا اذا  وطد النظام الحالى اكثر  تلك الممارسة السياسية التى  تحولت  معها القوات النظامية الى مرتع الفساد الاخلاقى و الادارى والمرافق الحكومية مرتع  للسقوط المدوى فى براثن الظلام .

ان تجربة الحكومة السودانية المظلمة فى كل ما يتعلق بحقوق الانسان مرورا بمحرقة دارفور  ووقوفا على الفساد الادارى و السياسى انتهاء بظهور بوادر و ارهاصات الحرب الاهلية الاخرى كنتيجة حتمية لهندسة اتفاقية نيفاشا (التى تمت الموافقة عليها كسبا للوقت بعد ظهور ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية )التى تفضح فى حد ذاتها  قصر نظر مهندسى النظام الحاكم و تفضح هشاشة  واضعى استراتيجياته العقلية بل ان هكذا قصور لا يجعل الشعب سوى متفرجين لسباق القط "(المحكمة الجنائية الدولية )و الفأر السودانى الحاكم ,تعيدنا الى الاهمية التاريخية لطرح اتفاقية نيفاشا للاستفتاء الشعبى قبيل المصادقة عليها .

 و لا تشكل الحرب الاهلية المقبلة اهمية اكثر للشمال منه للجنوب اذا ان سباق التسلح الجنوبى يشكل خطرا على القبائل الجنوبية  و حيث ان المناصب السياسية الجنوبية ذات اغلبية ساحقة للدينكا و الجيش الذى تغلب عليه الاغلبية الدنكاوية فان فوهة البندقية يمكن ادارتها ناحية الصراع الجنوبى الجنوبى و ليس الشمالى فقط  ,فهل يمكن ان يبلغ الجهل الجنوبى ذروته باعلانه الانفصال بديلا عن الفيدرالية فضلا عن ذلك ان الوهم الجنوبى بالقدرة على سيطرة على مياه النيل (محاولة اسرائيل شراء 2 مليار متر مكعب من المياه لصالحها ) قد يضعها فى مواقف حرب مع دول المصب (شمال السودان- مصر) و اللذين بحكم عروبتهما و اسلاميتهما و التاريخ المشترك للدول العربية بالاضافة الى المصالح الصينية فى المنطقة و العلاقات الروسية فى المنطقة سوف يقوم الجنوب بعزل نفسه على نطاق افريقى و اسيوى واسع و ربط نفسه بالغرب فقط سيما و ان الديمقراطيات الافريقية المجاورة مازالت هشه و مضرجة  بدماء بالحروب الاهلية و الفساد لن تكون بديلا منطقيا عن الشمال و المنفذ عبر البحر الاحمر , هذا اذا ما تجاهلنا  المياه التى تغلى تحت السطح البارد فما يزال مقتل جون قرنج الدينكاوى قضية نابضة و جرح غطت عليه طبقة هشة من التقلبات السياسية  و الاقتصادية الحادة و مايزال الطريق المعاكس تماما لتوجهات قرنج الوحدوية للقيادة النزقة الحالية مثار حيرة الجنوبيون و الشماليون على حد سواء و يطرح تساؤلات عن حقيقة التبدل المفاجئ الجنوبى عن فكرة السودان الجديد بعد مقتل قرنج مباشرة , ان التساؤل الكبير الذى يطرح نفسه هل تعتقد القيادة الجنوبية انها اخذت وعدا موثقا لتمسك  بزمام  نفط ابييى  مقابل اطلاق يد اسرائيل فى مياه النيل فى المنطقة... ليستعد الجنوبيون لحرب مطلقة .

 

 

سمير الكميل / لارا بولونيسكى



© Copyright by sudaneseonline.com