From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
حق تقرير مصير السودان هو الخيار الحقيقى والفعلى لمنح الاستقلال من قبضة الاستعمارالأجنبى الذى ظل وما زال حتى الان /موسى بابكر ادريس
By
Dec 22, 2010, 05:16

حق تقرير مصير السودان هو الخيار الحقيقى والفعلى لمنح الاستقلال من قبضة الاستعمارالأجنبى الذى ظل وما زال حتى الان

نسبة للمتغيرات الكبيرة التى طرأت على مستوى واقع الحال السودانى والتى وصلت الى مرحلة حادة حرجة بالغة الخطورة مهددة لحياة غالبية الشعب من سكان السودان الأصليين بالبقاء الأبدى أو الزوال النهائى .

لجأت الحركة الشعبية لتحرير السودان من خلال مفاوضات نيفاشا لاقرار وتثبيت حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان والتى أصبحت مدرجا كبندا أساسيا من بنود الاتفاقية والتى بموجبه سيختار شعب الجنوب فى الأول من يناير 2011 كمواطنيين سودانيين درجة ثانية أى كسكان اصليين مهضومى الحقوق من قبل الاستعمار العربى التقليدى ليظلوا بلا هوية بلا ثقافة بلا لغة بلا أصل بلا تاريخ أو الخيار بين أن يختاروا ان يعيشوا فى دولتهم مواطنين من الدرجة الاولى شرفاء أعزاء لهم كرامتهم واصالتهم ومقامهم وهيبتهم وتاريخهم المجيد وبهذا سيكون شعب جنوب السودان اختار لنفسه البقاء الأبدى بدلا من الزوال النهائى تحت قياحب دولة الاستعمار.

 فمن منطلق هذه الاستحقاقات الواقعية المهمة والضرورية الملحة التى تحصل عليها شعب جنوب السودان بعد نضال طويل وجهد مضنى شاق وكبير والتى سيضمن لهم حق البقاء كبشر لهم اعتباريتهم كسائر الأمم والشعوب برزت فى الأفق بعض الأصوات الدارفورية من داخل حركة جيش تحرير السودان والتى تنادى بحق تقرير المصير لشعب دارفور رغم ان حق تقرير المصير لشعب دارفور غير مدرج فى مسودة منفستو الحركة والنظام الاساسى الانتقالى لحركة جيش تحرير السودان ولم تكن يوما ما خيارا للحركة أو جزءا من أدبياتها وأهدافها فالقرار تم اتخاذه من دون أى مشورة وفى ظل انهيار تام لكل هياكل الحركة السياسية والعسكرية وفى ظل عدم تماسك وارتباك لازم الاوضاع العامة بالحركة .

ان خيار حق تقرير المصير خيار استراتيجى مهم جدا يمكن ان يلجأ اليه حركة جيش تحرير السودان فى أى وقت تراه مناسبا فلا يمكن أن يطرح بهذه الطريقة الهزيلة والمخجلة ومن قبل أفراد معدودين وبدون أى تقدير لقيمة هذا القرار وعليه فأن طرح خيار حق تقرير المصير لشعب دارفور المعلن الأن غير مؤسسى وغير موفق بهذه الشاكلة المعيبة .

 

كما ان التوقيت الذى تم فيه اعلان تقرير المصير لشعب دارفور لم يكن مناسبا على الاطلاق فالزمان والمكان المناسبين لهذا الطرح هى أثناء المفاوضات لانها ستكون ورقة ضغط قوية ورابحة سيضاعف من حظوظ رفع سقف المطالب والتى ستساعدنا فى مناورة حكومة  المستعمر للحصول على مستحقات واستحقاقات شعب دارفور وكل شعب السودان وبالكامل .       

أما الذين ما زالوا يتمسكون بخيار وحدة السودان ويتشدقون بها ويولونها أهمية قصوى فالوحدة لا يمكن تثبيتها والحفاظ عليها ما لم تقم على أسس العدالة والمساواة الحقيقية لكل أبناء الشعب السودانى .

وحدة السودان لابد أن تبنى على الاعتراف الكامل للتنوع الاثنى والثقافى والدينى والاجتماعى والاقليمى التى يزخر بها البلاد ان الوحدة المستدامة يجب أن تؤسس على حق تقرير المصير وبالارادة الحرة لجميع شعوب السودان كما هو منصوص فى منفستو حركة جيش تحرير السودان فحق تقرير مصير السودان ككل هو الخيار الحقيقى والفعلى لمنح الاستقلال من قبضة الاستعمار الأجنبى الذى ظل وما زال حتى الان .

فحق تقرير المصير لشعب جنوب السودان على حدة أو أن تحقق شعب دارفور مصيرها من الاتجاه الآخر ليس حلا سليما فان هنالك شعوبا اخرى فى شرق السودان وأقصى شمال السودان ايضا ستسعى لتحقيق مصيرها اذا فالحل يكمن فى تحقيق مصير كل السودان فهذه من ضمن الاهداف الأساسية والرئيسية التى ترمى اليها حركة جيش تحرير السودان .

فأليكم اصدار الامم المتحدة :

اعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة لسنة 1960

ان الجمعية العامة تعلن ما يلى :-

ان اخضاع الشعوب للاستعمار الأجنبى وسيطرته واستغلاله يشكل انكارا لحقوق الانسان الاساسية ويناقض ميثاق الأمم المتحدة ويعيق قضية السلم والأمن والتعاون العالميين .

لجميع الشعوب الحق فى تقرير مصيرها ولها بمقتضى هذا الحق أن تحدد بحرية مركزها السياسي وتسعى بحرية الى تحقيق انمائها الاقتصادى والاجتماعى .

لذلك فلابد أن ننظر مطولا وبكل تروى وتأنى لقضايانا المصيرية المحتومة فمن الاخطاء الفادحة والكبيرة التى سنقع فيها كشعب الهامش أو بالتعبير الأصح سكان السودان الأصليين هى الاستحواذ والاستهانة والتساهل وتجزئة القضبة الواحدة وهى تحقيق مصير كل السودان بدلا من تحقيق مصير أجزاء متقطعة من تراب هذا الوطن العزيز الذى سنترك جزءا منه فى ايدى اناس انتهازيين سرقوا الارض الذى يتبرءا منهم ويشتكى من شر أفعالهم فحتى انهار السودان وبحارها ووديانها وسهولها وتلالها وجبالها ثارت ثائرتها ضد ظلم وهوان واستبداد المستعمر العربى التقليدى البغيض .

فألامر جلل وخطير للحد الذى يجعلنا مجبرين على اقامة مؤتمر عام يضم فيه كل حركات التحرر الوطنى والتى حملت السلاح للقتال من أجل تحقيق مصيرها المسلوب الذى سيسترد قريبا بعزيمة الرجال وصلابة الابطال .

 

والله الموفق

موسى بابكر ادريس

تل أبيب

22\12\2010

 



© Copyright by sudaneseonline.com