From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
حامد حجر والبكاء علي اللبن المسكوب بقلم هارون اسرم __ الرياض
By
Dec 22, 2010, 04:41

حامد حجر والبكاء علي اللبن المسكوب

بقلم هارون اسرم __ الرياض

البعض يتعمد أن يكسر الكأس..ويسكب اللبن..كي يمارس هواية  البكاء على اللبن المسكوب!!
تُرى إذا كانت قلوبنا هي الكأس المكسورة ومشاعرنا هي اللبن المسكوب فكم مرة كُسرت تلك الكأس؟وكم مرة سُكب ذلك اللبن؟  كان  في بداية قيام  الثورة في دارفور   لحظات الثورة الصادقة فنتحنا  لهم أبواب قلوبنا فدخلوها  بلا تردد ومنحناهم الأمان بلا حدود وغمضنا اعيننا على حلمنا الجميل لنيل حقوقنا من المركز وناضلنا من اجل ذلك وفي غمرة الثورة وغمرة الحلم..وغمرة العطاء  تانسينا  اتقاء شر من أحسنا إليهم  ونغمض اعيننا على طيفهم الجميل آمنين..مطمئنين لهم ولا يوقظنا من لذة أحلامنا معهم سوى طعنة الغدر التي تستقر في قلوبنا تارة بسهام الخيانة وتارة بالمحكمة الجنايات الدولية  و كانت بداية صوت انكسار أحلامنا الذي هز أركاننا  وتنكسر الكأس وينسكب اللبن ويصيب الموقف بالذهول ويصعب علينا استيعابه   من شدة الصدمة  ويرعبنا تصور  بعد كل الذي قدمناه من تضحيات جسام  ونهرول  خلفهم كالأطفال وننحني حزنا..وننكسر ألما ونناديهم بأعلى صوت ونرجوهم  بأن لا يكون هم سبباً في  انتكاسة قضية كبيرة مثل قضية دارفور ونتوسل إليهم أن يعودوا الي صوابهم  لكن لا مجيب وبعد دوامة من الحزن وضياع  القضية  نعود إلى أنفسنا من جديد ونبحث عن ذواتنا مرة أخرى ونحاول جاهدين إصلاح  ما أفسده   المفسدون  وترميم أحلام أبناء دارفور  ، وبذلك نترك الخلافات خلفنا ونطوي صفحتهم  كالسجل  إلى الأبد  وفي قمة  مجدنا  يعودون إلينا يطرقون أبوابنا من جديد يحاولون أحياء الحب الميت من جديد ويسردون القصص الكاذبة و المخجلة  التي لا يصلح  سردها حتى لأطفال الصغار ويسردون أعذارهم الواهية ويقدمون لقلوبنا اعتذاراتهم المتأخرة جدا وينتظرون منا أن نفتح لهم أبوابنا من جديد وان نحسن استقبالهم من جديد وان نرقص لعودتهم فرحا وان ننسى كل العذاب وان ننسى كل الدموع التي سكبناها عند  فِراقهم  فمثل هؤلاء يحبون أنفسهم كثيرا ويظنون أن الحياة تتوقف في غيابهم ويخيّل إليهم غرورهم أنهم سيملكون مفاتيح قلوبنا إلى الأبد وأنهم يملكون حق العودة إليهم  متى وكيف  ما  شاؤوا   كي ننطلق نحوهم من جديد وأننا سنقضي عمرنا في البكاء على  فراقهم  ولكنهم يذهلون ويصابون بشيء من الصدمة حين يكتشفون أن الحياة مازالت مستمرة وان وجودنا لم يعد في حاجة إلى وجودهم وان قلوبنا الصادقة لم تعد تتسع لهم وان دموعنا عليهم قد جفت من زمان وان نصفنا الآخر لم يعد يشبههم في شيء وان صلاحيتهم قد انتهت لدينا تماما  وعندها فقط يتخبطون  ويطرقون أبوابنا كما طرقنا أبوابهم ويبكون خلفنا كما بكينا خلفهم لكن بكاءهم لا يجدي شيئا لأنه يكون بكاء على اللبن المسكوب .

عفواً أخي  حامد حجر إذا كسرتم الكأس يوما فلا تحاولوا إصلاحها فلن تعود كما كانت أبدا
وإذا سكبتم اللبن يوما فلا تبكوا عليه فلن ينفع البكاء على اللبن المسكوب

 



© Copyright by sudaneseonline.com