From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
شريعة داخل مثلث... يقودها حنرال حرب...!/عبده حماد
By
Dec 22, 2010, 04:37

 

 

شريعة داخل مثلث... يقودها حنرال حرب...!

 

 هبطت الطائرة الرئاسية علي مطار القضار.. وكان هبوطها ساخناً علي سكان المنطقة رغم برودة الجوٌ.. جلبت معاها الريح والكتاحة.. وكشفت عن اَخر النفق الاِنقاذي .. ودفعت الجنرال حرب المطلوب دولياً الي الكلام بشجاعة دون ممارسة الدغ.م.س.ة...التي تعود عليها مستشاريه الذين أعيتهم الجكة في مسارات الوطن المختلفة... فبينما هم يحتلون الفضائيات رافعين راياتهم الكاذبة ومدافعين عن ممارسات قدو..قدو وقاذفين فتيات الشعب السوداني بممارسة الرذيلة.. كان الجنرال حرب يمارس هوايته المفضلة التي تشابه سلوك ديك العدة الواقف في أعلي النشافة علي جك القزاز..

  فقبل أن يلتقط مستشاريه أنفاسهم من معركة قدو..قدو أضاف اليهم أزمة جديدة الي أزماتهم السوداء.. كاشفاً من خلالها خططهم الهجومية علي الشعب السوداني  بعد أن أدركوا بأن باقان أموم ورفاقه يلعبون باِحترافيه عالية لا يستطيع المحللين من اللعيبه مجاراتهم؛؛؛؛ كشف الجنرال حرب الخطة فلم فبعدها لم يصبح مجرد جالد فتيات أو.. قاتل مدنيين..او مشرد شعب ..او سارق 9 مليار دولار..ولكنه صار كاشف خطط ..ومشتت لعب وهازم لفريق العمل...اي بات يشكل أزمة داخلية الي مجموعتة الصغيرة .. فكلما أرسلوه الي جهة عاد وهو يجر ورائه ضجيج وجوقة من الاصوات والهتافات العالية التي تطالبه بتسليم نفسة الي جهات الاختصاص النفسيه والعدلية...!

  مطار القطارق كان نقطة النهائة لقطار الحرامية الذي اِنطلق قبل 21 عاماً...مستخدما الشعب قضيباً..والاسلام بضاعة.. ووحدة المجتمع عادماً لتنفيس العينات البشرية المجلوبة من أقاليم  المفارم والطواحين البشرية...عادم يتنفس به...مسار..وكبر..وايلا...وموسي هلال.. وكاشا .. وحتي الدبابين الجدد امثال سوار..وكل من شابههم في بيع الضمير الاِنساني...!

  الجنرال حرب كشف الخطة... ولكن ماهو الوضع داخل المثلث العازل....؟

الوضع داخل المثلث العازل لا يمكن الاقتراب منه خلال ساعات الذرة التي تبدأ من التاسعة مساءاً وحتي العاشرة صباحا... وفي هذا التوقيت غير مسموح لاي شخص عادي أن يتحرك بحريه الا اذا كان يقود ام جنازير او يتبع الي طاقمها؛؛؛؛ خرطوم الأمل والسلام...لماذا لبستي ثوب الحيه الي ابناءك.. و بدلتي وجهك المشرق بذاك القيوم العاتم..؟.. ولماذا تدفقين الدم علي جسدك من دون حرب..؟!....ها انا اليوم اَتيتك متسللاً  أحمل في يدي كميرا لتوثقيق المشهد الاَخير من سقوط مشروعك الحضاري...وسوف أعرض ما اِصوره  من مشاهد الي أجيالٍ واجيال من شعوب العالم حتي لا يخدعهم اَخرين مستخدمون قطارك المتهالك...ولكن قبل التوثيق علينا قراءة الاحوال الاخيرة داخل المثلث...!

  مشهد أول...!

    الكائنات الحية تبدو تضامناً فطرياً.. وسلوكاً دفاعياً للديار التي تعيش فيها... فالديك يطلق صيحاته العالية في الامانك التي تعود الحوامة عليها معلناً اِنتماءه الكامل لتلك المساحة من وطنه الصغير...والكلب يشمخ في كل حائط او ركن من دياره و يدافع عنها حين يدخلها الاَخرين من الكلاب ...وابودربان يقذف رائحةٌ نفاذه علي الذين يقتربون من جحره...فبهذه الاساليب الدفاعية اِستطاعت  الكائنات الحية أن  تحمي  ديراها من الخراب... لأن لديها حنين واِنتماء وهوية تربطها  بتلك الارض...!

    انكشف الستار الاَخير علي اِجتماع وسط القاعة ؛؛؛ تحول فيه مهندس السرقة الاول الي مخطط  مساحة .. ولأنه كان يفتقر للقيمة الرمزية وحنية الارض والتراب .. قطع كل الاطراف بحجج التداخلات القبلية بين الاقاليم وبعض من دول الجوار...وبرر بأن  السيطرة عليها عبر القتال تكلف  بلاين الدولارات وربما محكمة دولية لمن يكون علي راس الهرم..... فبدلا عن الشكل البضاوي او الكروي اِختار للوطن خريطة مثلث ؛؛؛ واقنع الاَخرين والاجانب بتركيز التنمية داخل الاضلاع الثلاث...وأكدت تقديرات اليوم أن 96% من المشاريع التنموية مركزة داخل خرطوم بلادي...وأن هناك مشاريع قادمة تقدر بملاين الدولارات سوف لن  تبني منها المدارس والجامعات...والمراكز البحثية ...ولكن ستبني منها المستشفيات العسكرية لأن حروبُ طويلة  تنتظرنا ...وعلينا توظيف  اِستثماراتنا الاجنبية فيما يخدم علاج المقاتلين حتي يعودوا للحرب من جديد...!...هكذا كان يفكر مستشاري الجنرال حرب...لأنهم لم يأخذوا الحكمة من سلوك الكائنات الحية التي ظلت وفيه الي ديارها...!

 

  ولكن قبل تنفيذ الحلم الكبير.. طار الجنرال الي القضارف وهوي فوق العدة فصارت ركاماً...ودخل الهلع الي سكان المثلث عندما علموا  بان السلطات سوف تستورد شاحنات من سياط العنج...واطنان من السواطير السنينه حتي  توفر مخزونها الاستراتيجي من ادوات تطبيق الشريعة...!!

  هاجو الناس وماجو...داخل المثلث...فالذين سرقوا من قبل صاروا يتحسسوا اياديهم...وعشاق كأس القرع المترسبة علي حوافه رغوة الدغبوبه " المريسة " تلمسوا ظهورهم ...أمٌا الذين لا يتكلمون العربية وهم يسكنون داخل المثلث اِنقسموا الي ثلاث مجموعات ... هاجمة المجموعة  المكتبات واِشترت جميع  نسخ تعليم اللغة العربية لأنهم يتوقعون بان الجنرال سوف يحدد عقوبة رادعة لكل من يعيش داخل المثلث ولم يتحدث العربية ؛؛؛ اما المجموعة الاخري أراها شدة الريحل الي أقاليمها ...حيث شرقنا الحبيب ..وجنوبنا العظيم .. والسلطنة الزرقاء وكردفان وجبال النوبة..وهناك ناس مازالوا صابرين في دارفور...أمٌا المجموعة الثالثة وهي المجموعة الأكثر تمرداً علي قرار الجنرال ...فمنذ أن أصدر قراراه بعدم الاعتراف بالتعددية الدينية والثقافية واللغوية ...فقدنا الاِتصال بكل أصدقاءنا النوبيين.." حلفاويين..ودناقلة....ومحسن..وسكوت " ...والسبب في ذلك لاننا  لم نتعلم لغتهم النوبيه.. فنذ  صدور القرار رجعوا  الي لغتهم المحببه وحتي المسجات علي الموبايل والفيس بك صارت باللغة النوبية ...اذن الي أين نحن ذاهبوا ايها الجنرال...؟!

 

مشهد ثاني ...!

 عندما هبطت الطائرة الرئاسية علي مطار القضار...كان بقان اموم ورفاقه يتحدثون عن الهجرات القادمة اليهم  من الشمال في دولتهم الجديدة .. لأنهم كانوا علي علم تام بأن الجنرال ومجموعتة سوف يفصلوا مثلثهم عن باقي السودان الكبير...ويطردوا كل الوطنيين والديمقراطيين ومحبي الحرية والتعددية وقبول الاَخر الي خارج المثلث..!

  الان بدأ الزحف نحو الضلع الثالث وكل الناس باتت متأهبه الي الهروب من ممارسات الجنرال ورفاقة...ها هو زميل  قدو..قدو في المهنه رغم  أنه لم يتكلم العربية كما طلبها الجنرال اِلا أنه   بدأ يوم أمس في ممارسة عمليات الفرز الاجتماعي والديني في بوابة النادي الكاثوليكي بالخرطوم ...فمنذ  تأسيسه كان مقرا اِجتماعيا لكل الناس...ولكن لان الجنرال حرب كشف عن مأخرت النفق فلا وجود للتعايش السلمي في هذا المكان  بعد اليوم...!

اِذن الي أين نحن أيها الجنرال..؟!

نتجه جنوباً...ام نتجه غرباً...!؟...كلا سوف لن يفعل الشعب السوداني لهذا ولا ذاك...بما أن الجنرال ورفاقية أرادوا  أن يستأثروا  بغزة " الخرطوم " ويتركوا باقي السودان...سوف لن يقف الشعب السوداني متفرجاً...فهيا يا شعب يا سوداني من كل أقاليمكم وبمختلف مكوناتكم الثقافية واللغوية والدينية اِتحدوا من أجل طرد الجنرال وحفنته التي مزقة الوطن...وفككت نسيجة الاجتماعي...وتريد الاَن أن تطردكم جمعياً .. بناءاً لقوانين ومعايير أطلقها الجنرال من القضارف...!

 

 

عبده حماد



© Copyright by sudaneseonline.com