From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
زينة افتيموس .... الاسلام من القضارف/سيف الدولة حمدناالله عبدالقادر
By
Dec 21, 2010, 01:13

زينة افتيموس .... الاسلام من القضارف

                                                                            

زينة افتيموس :

 

بعد نجاح الانقلاب المايوي في العام 1969، لم يجد ( فتية مايو ) من قضايا الفساد الذي قالوا انه استشرى بالبلاد غير فاتورة الرحلة الفنية لكوكب الشرق ام كلثوم التي حضرت الى السودان بدعوة من وزارة الاستعلامات والعمل ، على خلفية تغنيها برائعة استاذ الاجيال الهادي آدم ( اغذًا القاك ) ، فقدم وزيرها المرحوم عبدالماجد ابوحسبو امام احدى محاكم الثورة بتهمة تبديد المال العام فيما لا ينفع .

 

ولان الفساد – كالعملة – يتضخم بمرور الزمان ، لم ينظر احد لاستجلاب ( فتية يونيو ) لنجمة ( استار اكاديمي ) المطربة السورية زينة افتيموس على انه ضرب من ضروب الفساد المالي ، ففساد الامس غير فساد اليوم ، فما انفقته الدولة على النجمة السورية يدخل في باب النثريات اليومية لديوان الزكاة لصاحبه ( ود الفادني ) الذي ينفق على المؤلفة قلوبهم ، وفتاتنا من بين المبشرين بتأليف القلب .

 

لقد اعتدنا – نحن رعايا دولة الانقاذ -  على ان الاحتفالات الرسمية ومؤتمرات دولة الانقاذ لا تكتمل الا بالطرب والرقصات ،  حتى بات كثير من الناس يتشاغلون عن حديث المتحدثين وهم ينتظرون اهازيج ورقصات الختام ، وكل الاصابع منصوبة الى اعلى في وضعية ( الله واكبر ) . وهذه ظاهرة تخص الشعب السوداني وحده ، لا تشاركنا فيه شعوب افريقيا ولا الشعوب العربية، ولم تتفضل مستشارية الرئاسة لشئون التأصيل ببيان اصول تلك الظاهرة في الدين ولم تعرفها – قبلنا- امة في هذا الكون من امم المسلمين ولا النصارى . فظاهرة ( قيقم ) ظاهرة سودانية خالصة .

 

في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر اتحاد الاذاعات العربية الذي عقد بقاعة الصداقة بالخرطوم ، وبينما كانت الوفود الرسمية المشاركة تتأهب لمناقشة ازمة الاعلام العربي المسموع ، فوجئت الوفود بنزول المطربة (المسودنة) زينة مع المطرب ( المسورن ) عاصم البنا الى حلبة المؤتمر تتمايل وهي تردد نشيد ( ارض الخير ) ، ولم تضبط كاميرا التلفزيون التي طافت على وجوه المؤتمرين حالة طرب واحدة لاي من المؤتمرين او المؤتمرات ، فقد كست الوجوه نظرات الدهشة والاستغراب مما يجري امامهم  .

 

قد يجد البعض للمطربة زينة وتابعها عاصم ، بعض اسباب الصفح والتخفيف في كونها قامت – في البداية –  بترديد كلمات نشيد ذي مغزى سياسي ووطني ( افريقيا - ارض الخير ) ، رغم ان قارة آسيا التي تنتمي اليها غالبية الدول العربية لم يكن لها نصيب في الخير الذي تحكي عنه كلمات النشيد ، ولكن ما دخل ( اسمر جميل .. عاجبني لونه ) بفعاليات المؤتمر .

اهربي بجلدك يا ( زينة ) فكل ما تجنيه من هذه العصبة انهم سيحيلونك الى ( قيقم ) سوريا .

 

مسرح القضارف :

 

بعد كل مرة يصعد فيها الرئيس البشير منصة الخطابة ، يأتي بكارثة تغلب من يداويها ، وما قال به في القضارف يعد ابو الكوارث التي اما ان تقضي عليه او على ما تبقى من البلاد او الاثنان معًا ، ومع ذلك لا يمكن النظر لتصريحات الرئيس عمر البشير بمدينة القضارف على انها ذلة لسان ، او ( هوشة ) عابرة .

لم يجد الرئيس البشير ما يقوله للشعب المغلوب على امره من خلال مخاطبته لجماهير القضارف بشأن مصير الدولة التي يجلس على انفاسها ، بعد ان ادرك ان انفصال الجنوب بات امرًا محتما ، فعمل بحكمة الاجداد الذين صاغوا المثل الشعبي الركيك ( ان غلبك سدها وسع قدها ) ، واستعار حديث ابن رتبته المشير نميري الذي انهى سنوات حكمه بذات العبارات ، حين قال ( ايوه حا نجلد وننط البيوت ونقطع الايدي ) فانقطعت سيرته هو بلا رجعة ، وبقي الشعب  .

سوف لن اتوقف كثيرًا حول حديث الرئيس عن تبشيره  بدستور اسلامي وقوانين اسلامية  وتطبيق عقوبات الجلد والقطع والقتل والصلب بعد فصل الجنوب ، فهذا حديث افك من افاك ، وهو حديث الغش والتدليس والزج بامور الدين كمخرج من محن الدنيا ، فالدستور الحالي ينص على ان الشريعة هي المصدر الاساسي للتشريعات ، وجميع القوانين الحالية وضعت بيد الاسلام الانقاذي بما في ذلك القوانين العقابية والحدود الشرعية ، والدستور ينص على ان اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة ، فليس هناك جديد اضافه البشير غير اثارة مشاعر الدين عند الناس لمقاصد الدنيا .

ولكن لي وقفة في ثلاثة نقاط :

الاولى :

لا يدري البشير ان ما قال به حول عدم اعترافه بالتنوع التقافي والاثني هو بمثابة اعلان لتفكيك ما تبقى من دولة السودان ، ذلك ان ذات نصوص اتفاقية نيفاشا التي مكنت ابناء الجنوب من اختيار الانفصال ، هي التي تضمن للاثنيات والثقافات غير العربية في جبال النوبة والانقسنا تقرير مصيرهم بموجب قوانين المشورة الشعبية وهي اتفاقية لا يستطيع البشير ولا حكومته التنصل عنها او التحايل على نصوصها  لذات الاسباب التي جعلته يزعن لتنفيذها في امر جنوب السودان ، فاذا كانت دولة الانقاذ قد اعلنت عدم اعترافها بثقافتهم واثنيتهم ، فما الذي يجبرهم على البقاء معهم في دولة واحدة  ، ومن الغريب الا يتعلم الرئيس البشير من جرح نيفاشا في نسخته الجنوبية الذي لم يندمل ليسعى بيديه لحمل ابناء جبال النوبة والانقسنا للمضي في ذات الطريق .

 

الثانية :

دعوة الرئيس لمن تعاطفوا مع ( فيديو جلد الفتاة ) بالاغتسال والعودة لحظيرة الاسلام ، تثير كثير من الشكوك ، حول المام ( حافظ القرآن ) بما يعرفه العوام من قوانين الشريعة ومقاصد الاسلام ، ومعرفته – ايضا -  لما يجري في بلده ، ولا ادري من اين استقى الرئيس معلوماته حول حادثة الجلد المهين ، وقد شاهدها نصف سكان الكرة الارضية ، فالفتاة لم تجلد في حد من حدود الله ليشهد عذابها طائفة من المؤمنين ولا طائفة من الصعاليك ، فقد جلدت – بفرض صحة الادانة – في جريمة تعذيرية لا دخل لها بحدود الله ولا شهادة المؤمنين  .

الثالثة :

لقد اجهض الرئيس البشير – من حيث لا يدري -  دعواه التي ظل يرددها كثيرًا  - في الرد على الاعداء - عن استقلال القضاء الانقاذي ، وذلك حين وجه انتقادًا على الهواء للسيد رئيس القضاء باجرائه لتحقيق حول تنفيذ الحكم القضائي على الفتاة ،  والصيغة التي جاء بها تقريع القضاء ترفع الخرقة عن جسد دولاب العدالة في البلاد وتفضح هيمنة جهاز الدولة على السلطة القضائية ، وهي فضيحة ( تحصيل حاصل ) ولن تجد من يتصدى لها ، فرئيس القضاء نفسه لا يدري ماهية استقلال القضاء وماذا يعني ، فخلفية الرجل الذي يجلس على رأس دولاب العدالة منذ اكثر من عشرة سنوات ، تقول انه فيما عدا فترة قصيرة قضاها في العمل كقاضي لبلدية ابوظبي ، امضى عمره المديد في العمل كقاضي احوال شخصية ( شرعي ) وهي خلفية لا تسعف صاحبها بشيئ ولا شأن لها بعلوم الدستور والفصل بين سلطات الدولة ( مزيد من المعلومات بموقع السلطة القضائية بالانترنت ) .

ولنا عودة لحديث القضارف بالتفصيل ،،،

[email protected]



© Copyright by sudaneseonline.com