From sudaneseonline.com

زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
بين عرمان وسكر كنانة!! الطيب مصطفى
By
Dec 19, 2010, 08:14

زفرات حرى

الطيب مصطفى

بين عرمان وسكر كنانة!!

هل سمعتم آخر أخبار الرويبضة عرمان وهو يسعى جاهداً للحصول على الجنسية المزدوجة لأبناء لجنوب باعتبارها أمله الوحيد في دور مستقبلي في السياسة السودانية بعد الانفصال؟؟

عرمان قال إن طرد الجنوبيين بعد الانفصال يعني توقف سكر كنانة باعتبار أن العمالة من الجنوبيين!! عرمان يقول ذلك رغم علمه أنها حجة داحضة يحطمها أن الباحثين عن العمل اليدوي في السودان «على قفا من يشيل» وحتى إن تعذر وجود عمالة من أبناء الشمال فإن الآليات والماكينات والحاصدات كفيلة بحل المشكلة إن وُجدت.

مشكلة عرمان أنه فقد كل الحجج ولم يجد غير هذه لكي يدعم منطقه حتى يُتاح له الترشُّح في إحدى مناطق الكثافة الجنوبية علماً بأن الرجل الذي تجاوزت أصواته خلال الانتخابات الأخيرة التي جرت في أبريل الماضي أصوات الصادق المهدي بعد أن حلّ في المرتبة الثانية بعد الرئيس البشير بالرغم من أنه سُحب بصورة مخزية ومهينة... أقول علماً بأن عرمان حاز على أصواته تلك من أبناء الجنوب المقيمين في الشمال علاوة على أولئك الموجودين في الجنوب بعد أن نُبذ من أبناء جلدته الشماليين الذين يعلمون أنه كان حرباً عليهم جراء انحيازه للحركة الشعبية وحمله السلاح في صفوف الجيش الشعبي ليقتل أهله من أبناء الشمال!!

عرمان يدعو إلى الحريات الأربع ـ هذا بالطبع إذا «قنع» من الجنسية المزدوجة حتى تكون مصدر فوضى ومسمار جحا وشوكة حوت في عنق الشمال بالنظر إلى أن الحركة قد أعلنت عن عزمها العمل على إقامة مشروع السودان الجديد في الشمال حتى بعد أن يتم الانفصال كونها تُعوِّل على تابعيها من أبناء الجنوب وعلى مواطئ القدم التي مُنحت لها في نيفاشا في ولايات الجنوب المجاورة وبعض مناطق النزاع وليس سراً أن هناك 12 ألف طالب جنوبي على مستوى الجامعات وعشرات الآلاف في المراحل الدراسية الأخرى دون الجامعة علاوة على عشرات آلاف أخرى رابضة وكامنة إذا تغاضينا عن التحالفات التي يمكن أن تُعقد مع الحركات الدارفورية العلمانية المسلحة وعن السلاح المخبّأ في أطراف الخرطوم بل وسلاح الجيش الشعبي الموجود لدى القوات المشتركة.

ليس بعيداً عن الذاكرة أحداث الإثنين الأسود التي تفجّرت عقب مصرع قرنق والتي اندلعت قبل دخول الجيش الشعبي بأسلحته الثقيلة إلى الخرطوم في إطار القوات المشتركة فإذا وضعنا في الاعتبار سعي الحركة إلى تحطيم الشمال مما أعلن عنه الحاقد الأكبر باقان فإن الأمر يصبح أكثر وضوحاً سيما وأن باقان ـ كبير أولاد الحاقد الأكبر على الشمال قرنق ـ قد قالها لصحيفة الرأي العام بتاريخ 52/11/0102م وعلى رؤوس الأشهاد: «السودان القديم حا ينهار حا ينهار» وبالطبع فإن الرجل لا يقصد السودان قبل الانفصال الذي بات أمراً واقعاً عبر بوابة نيفاشا وسيدشن رسمياً بعد أقل من أربعين يوماً عبر الاستفتاء وإنما يقصد الشمال الذي ظل يتوعده بالويل والثبور بالرغم من بيت الزجاج الذي يقيم فيه في دولة شريعة الغاب في جنوب السودان!!

 

 

عليكم يسهِّل وعلينا يمهِّل!!

 

دينق شام رئيس مجلس سلاطين الجنوب والنيل الأزرق وجبال النوبة قال لقناة الشروق: إن سبب عودة أبناء الجنوب إلى بلادهم هو أن الشمال يطبق الشريعة الإسلامية وأن الشريعة لا تتيح لهم شرب المريسة ولا صناعتها وأن النساء الجنوبيات اللائي يصنعن المريسة تُدخلهنّ الحكومة السجن والذين يشربون المريسة يُجلدون في المحاكم ولذلك فإنهم يحرِّضون الجنوبيين على العودة للجنوب ليكونوا أحراراً!!

يا لها من حرية!! إنها حرية شرب المريسة وليت السلطان دينق شام يجهِّز عربات كافية تذهب إلى سجن أم درمان وغيره من السجون التي تمتلئ بها بائعات وصانعات المريسة والعرقي وسأقوم بالتوسط لإطلاق سراح جميع هؤلاء البائعات والصانعات بشرط أن تتجه العربات فوراً إلى جنوب السودان حتى يحدث «النقاء الديني» الذي قال باقان إنني أسعى إليه في الشمال!!

في تصريح آخر قال شام إن مجلس السلاطين يدعو إلى الانفصال وأضاف أن بعض الجنوبيين يعملون من أجل الوحدة في مقابل المال وليس لصالح المواطن الجنوبي لكن الرجل الذي اتهم الوحدويين بالعمل من أجل المال دعا الحكومة إلى دعم مجلس السلاطين مادياً إذا ما أرادت دعم الوحدة!! بما يعني أن مجلس السلاطين كذلك مستعد للعمل للوحدة من أجل المال!!

تنويه:

استجابة لرغبة العديد من القراء نعيد هذا الجزء من مقال نشر في الاول من ديسمبر 2010م.



© Copyright by sudaneseonline.com