From sudaneseonline.com

حـــوار
الصادق المهدي:البترول جر إلينا أمراض ( لعنة الموارد والداء الهولندي) !
By
Dec 18, 2010, 19:58

الصادق المهدي في حوار صريح وبلا رتوش لـ ( الأخبار) (2-2)

 

مفوضية الاستفتاء القومية ( عمدة خالي أطيان) !!

 

د. نافع علي نافع موش عندو رئيس يمشي يسألو من (....) !!

 

البترول جر إلينا أمراض ( لعنة الموارد والداء الهولندي) !

 

الناس لن يتظاهروا ويقتلوا في الخرطوم وسيدخلون الغابة ويكيلوا الصاع صاعين !!

 

مناوي كان عندو حاجة وشالوها منو !!

 

عبد الرحمن لم يعد للقوات المسلحة بصفقة سياسية.. والضباط المعاشيين لهم أفكار كيدية غير واعية !!

 

الجنس عيب لدى الكاثوليك.. ونحسبه نعمة من نعم الله علينا وشيئا عظيما

 

 أجرت الحوار بأم درمان / نادية عثمان مختار

 

[email protected]

 

للحوار مع السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي متعة خاصة وفوائد كثيرة، فالرجل موسوعة من المعارف وكتاب مفتوح، واضح الحروف، رصين اللغة، غزير المعلومات في شتى مناحي الحياة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ودينيا !

التقيته في داره العامرة بحي الملازمين وبدأت معه الحوار لـ ( الأخبار) من الملف الأكثر سخونة في الساحة الآن والذي أخذ الأنظار ولو مؤقتا من قضايا مصيرية كانفصال الجنوب وقضية دارفور، ألا وهو ملف حقوق الإنسان في السودان على ضوء ما أثاره فيديو الفتاة ( المجلودة) بأيدي شرطية وصفت من كل من رأى مقطع الفيديو المؤلم بأنها وحشية وقاسية حد تحجر القلب !

تحدث المهدي بأسف بالغ عن منافاة ذلك للشريعة والقانون ..!

ووصف المؤتمر الوطني بـ ( العنيد والعدائي والمستفز) واعتبر أنه لا صديق له سوى الأحزاب  التي وصفها بـ ( الشقق المفروشة) وقال إنها أجسام طفيلية تمتص دم المؤتمر الوطني ( وهو عاجبو كدا) !

وحذر الحكومة من غضب الشارع وإهمال حل المشكلة الدار فورية !

وبعث برسالة للضباط المعاشيين قال فيها: ( عبد الرحمن ولدي رجع ليهو حقو بعودته للقوات المسلحة، انتو زعلانين مالكم)؟!

وأحاديث أخرى مهمة تشرح وتُشرِّح الواقع الراهن فماذا قال المهدي هذا ما ستتابعون تفاصيله في الحلقة الثانية والأخيرة من الحوار: 

أخطأت الحكومة عندما عوّلت وراهنت تماما على الجنوبيين في الشمال والخارج لترجيح كفة خيار الوحدة ؟؟

أنا شخصيا في تقديراتي أن الجنوبيين الموجودين في الشمال ومن هم خارج السودان لا يقلون عن تلت الجنوبيين أيا كانت النسبة، لأن هؤلاء في تقديري.. قولي مثلا مليون في الخارج ومليون ونصف هنا، أي مليونان ونصف.

والحاصل الآن أن الذين سجلوا في الشمال لا يزيدون عن مائة وخمسين ألفا، ومن سجلوا في الخارج سيكونون أقل من ذلك، ولهذا فإن عملية الاستفتاء ستكون عملية جنوبية للساكنين في الجنوب وليس لكل الجنوبيين، هذه من نتائج إدارة عملية الاستفتاء، ثم من ناحية المفوضية فالسيد محمد إبراهيم خليل قال كلاما حقيقا جدا ذكر فيه أن صلاحياتهم فضفاضة وغير محددة، والصلاحيات الموجودة هي لمكتب الاستفتاء الجنوبي، ومكتب الاستفتاء الجنوبي جنوبي مائة في المائة، ثانيا هو نفسه قال أن الإجراءات الحالية هذه بها مخالفة للقانون لأن القانون يقول إن كشوفات التسجيل يجب أن تُعلن ثلاثة أشهر قبل بدء الاقتراع، وهي حتى اليوم لم تعلن، ثالثا: قال إن الإمكانات المالية والتي جاء جزؤها الأكبر من الأمم المتحدة عن طريق هيئة الأمم المتحدة التنموية، هذا التمويل الآن الأمم المتحدة تصرفه خارج نطاق القانون مباشرة، فهي تقوم بتعيين خبراء ووكلاء مباشرة وهذا كله معناه أنهم حولوا مفوضية الاستفتاء القومية إلى ( عمدة خالي أطيان) !!

إعلان الحركة الشعبية دعمها للانفصال رسميا في رأيك ألا يفتقر إلى الحنكة السياسية، فلطالما الانفصال واقع لا محالة ما معنى تبني الحركة وإعلان ذلك رسميا قبل نتيجة الاستفتاء؟؟

الحركة الشعبية الآن داخلة مع المؤتمر الوطني في مساجلات، حرب باردة ، والحرب الباردة مقتضاها أن يقول كل واحد منهم كلاما ( يكاوي ويغيظ) به الثاني، وفي رأيي أن إعلان الحركة لدعم الانفصال ليس تحصيل حاصل، وإنما الحركة الشعبية تريد أن تكون تاريخيا هي المسئولة عن أنها خلقت الكيان الجديد في الجنوب، وهي فعلت ذلك بالفعل ولكنها تريد أن يكون هذا الأمر لا مجال للمغالطات فيه وان لا يأتي من يزايد عليها ويقول إنها ترددت أو ما شابه ، خاصة وأن كثيرين في الحركة الشعبية هم ضد الانفصال، ولذلك رأت انه من الضرورة إغلاق باب المنافسة والمزايدات في داخل الكيان الجنوبي حول أن الحركة الشعبية هي التي أتت باتفاق السلام وتقرير المصير وهي التي أتت بالجنوب المستقل، وأنا في رأيي أن هذه وسيلة من وسائل ضمان أن الحركة الشعبية تجد تأييد القوى السياسية الجنوبية، باعتبار أنها حققت للجنوب الاستقلال.

 الآن والمؤشرات تقول بأن الجنوب قد انفصل وذهب ببتروله فإلى أي مدى في رأيك سيتأثر ما تبقى من السودان اقتصاديا وهل سنصبح دولة فقيرة جدا ؟؟

الخطأ الأساسي هو وقوع السودان في مشكلتين أولا ( لعنة البترول) وثانيا ( المرض الهولندي) وهي ليست لعنة البترول فقط وإنما لعنة الموارد فأي بلد عندما تأتيها موارد طبيعية وتعتمد عليها، فهذا يجعلها تتحول إلى الاعتماد على مورد واحد، بينما السودان كان لديه موارد زراعية وصناعية ولكن مع حدوث لعنة الموارد للأسف أهملت الزراعة والصناعة، وأصبح ما يصرف على الزراعة ليس أكثر من 3% من الدخل القومي للبلد وأصبحت 75% من المصانع عاطلة، فالسودان كان يعيش دون الاعتماد على البترول وصار يعتمد عليه وترك الموارد الأخرى وهذه لعنة، والمشكلة الأخرى الداء الهولندي، وهذا يعني أن العملة الوطنية عن طريق تصدير البترول أو الموارد تصبح قوية قوة اصطناعية وليست قوة طبيعية، وهذا يجعل صادرات البلد غالية أكثر من اللازم وهذا ينعكس أيضا سلبا على الاقتصاد، فإن تم الانفصال أو لم يتم فالبترول جر إلينا المرضين ( لعنة الموارد والداء الهولندي) !

وللأسف الشديد أنه وبسبب هذا المال المرتبط بالبترول والموارد فقد حدثت قفزة لا مبرر لها في الصرف.

كيف ؟؟

قصور ويخوت ومؤتمرات قمة.. ومستشارون ومساعدون وعدد كبير جدا من الولايات والمحليات والمعتمديات، أي أنه حدث انفجار في الصرف الإداري والأمني.. والتفاخري والسيادي.. جعل الميزانية السودانية يتضاعف صرفها عشر مرات، منذ أن اكتشف البترول ليومنا هذا، وهذه كارثة لأن هذا صرف ليس له أي مبرر غير أنهم افتكروا أنه وطالما البترول قد جاء وبدلا عن توظيفه للأجيال وللمسألة الاجتماعية فقد وظف في هذه المسألة وموضوع مهم كخزان مروي ليس مبنيا بمال البترول وإنما بالقروض، والإشكال الثالث أنهم لم يحسبوا أن هذا البترول في حال انفصال الجنوب سينفصل مع الجنوب.

الحكومة تعوّل الآن على ( الذهب) في الشمال كما قال د. نافع ما رأيك ؟؟

هذا أيضا لا يصح فالاعتماد على الموارد الطبيعية ( برضو غلط) فالاهتمام يجب أن يكون الآن بتوظيف ذلك للزراعة والصناعة، والشاهد أن هنالك مشكلة اقتصادية كبيرة ستكون في البلاد نسبة لهذه الأخطاء، ولأن جزءا كبيرا من البترول سيذهب للجنوب وهو كان يشكل 90% من الصادر، بينما قبل ذلك لم يكن يشكل شيئا، لأنه ما كان هنالك تصدير بترول، وثانيا لأن نصف إيرادات الميزانية كانت من البترول، وهذا لن يكون موجودا، ولذلك لعلك لاحظت أنه قد بدأت الزيادات في الضرائب وفي الرسوم وفي كل شيء، وقفزت الأسعار بالفعل وسوف تقفز، كثير من الزيادات تتم بدون إعلان وبحوزتي قائمة بالأسعار تستطيعين أن تعرفي من خلالها كيف قفزت الأسعار في كل شيء خلال هذين الشهرين فقط من المستهلكات والأشياء التي تنعكس سلبا على المواطن.

في السابق كان الشارع يخرج ثائرا والصحف تهاجم أي زيادات في السلع والآن تولع الأسعار في كل شيء ولا احد يثور ؟؟

يا مدام .. زمان كان الإنسان يعبر عن سخطه ومن ثم يذهب للنوم في بيته، والآن لو عبر عن سخطه يُقتل!! ولكن في رأيي انه سيأتي الوقت مع هذه السياسات أن يتساوى الموت في نظر الناس وحينها سينفجر الشارع ولا أرى السبب هو أن الشارع غير واع أو أنه رضيان ولا صابر، ولكن السبب أن هؤلاء الناس وضعوها بوضوح ( أي منظر بتاع موكب في الشارع يساوي الموت) وهذا شيء مجرب !!

هدوء يسبق عاصفة في رأيك ؟؟

مؤكد كدا، وهذا معناه أن الناس منتظرين لأن يصل الأمر لدرجة أن يصبح الموت نفسه ما مخيف !

والشيء الآخر الذي لا يستطيعون فهمه هو أنه صحيح أن المظاهرات قد وقفت، لكن صفوف الحركات المتمردة قد زادت، ولذلك صحيح لا يوجد احتجاج في شوارع الخرطوم والمدن، ولكن صار هنالك احتجاج في الغابة وهنالك صلة مباشرة مابين القمع وما يحدث، وكثير جدا من القائمين على أمر هذه الحركات يقولون لك لماذا نتظاهر في الخرطوم لنُقتل؟.. نحن نحتج بالوسائل التي من خلالها نكيل الصاع صاعين، إذن فيجب أن نعرف أن الشارع ليس ساكنا ولكنه حيثما تحرك واجه قتل !

والموقف الآن ببساطة شديدة أن الشارع سيستمر في حالة قمع إلا أن يطفح الكيل ولكن لا شك أبدا أن أي إنسان يدرس صفوف الحركات المسلحة وكيف ولماذا زادت فهذا مربوط تماما بأن الناس بدلا عن أن يظاهروا ويقتلوا فهم يلجئون للغابة ويكيلوا الصاع صاعين !!

وجود الحركات المسلحة الدار فورية في جوبا وتلويح مناوي بالعودة للحرب يزيد المشهد في البلاد قتامة فكيف ترى الأمر ؟؟

من بدري نحنا بنقول الكلام ده ..فقد كتبت مقالا في شهر 6 الماضي وقلت فيه أن المشكلة ليست الوحدة أو الانفصال إنما المشكلة هي الحرب ولا السلام و( قاموا علي وقالوا كيف) والآن للأسف أن كل الناس أدركوا بان تلك هي الحقيقة، فالمشكلة الآن هي الحرب ولا شك في أنها مشتعلة بالفعل، وليس أنها ستشتعل.. فهي مشتعلة الآن بالوكالة ، فهناك حركات جنوبية ترى الحركة الشعبية وتتهم المؤتمر الوطني بدعمها، وهناك حديث مؤكد على أن الحركة الشعبية تدعم حركات دارفور وهذه مواجهة بالوكالة، كالظاهرة التي كانت موجودة بيننا وبين تشاد والخطر في هذا التصعيد بيننا وبين أهلنا في الجنوب أخطر من ما بيننا وبين تشاد، ومن المؤسف أيضا أن الشمال والجنوب بينهم أطول حدود في القارة الأفريقية (ألفان ومائة) كيلو وهذه الحدود بها بؤر التهاب، والناس يتحدثون عن أبيي بينما هي واحدة من هذه البؤر فهنالك ( آبييات) أو كما سميتها أبيي وأخواتها، فهنالك هجليج ، حفرة النحاس ، كاكا التجارية ، المقينص ، الجبلين ، بحر العرب ومسألة المشورة جنوب كردفان وفي جنوب النيل الأزرق، وموضوع البترول ومياه النيل فهذه كلها أشياء قابلة للالتهاب ونحن كنا نحذر منذ زمن بأنه لابد أن يعمل حسابا لهذا، لأنه لو ترك مع وجود مواجهات فستتحول جميعها إلى بؤر التهاب ولذلك قلنا إن هذه الأشياء لا يمكن حلها قبل الاستفتاء واقترحنا لجنة حكماء للنظر في هذه القضايا بـ ( مهلة) ولا تربط بالاستفتاء وقلنا إن لجنة الحكماء هذه يتفق عليها قوميا ويسند إليها هذه البؤر لتنظر فيها بحكمة وأناة وهدوء وللأسف لم يؤخذ بهذا الرأي، ولذلك هذه القضايا الآن كلها (ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالات صفر)!!

أراك تتحدث دوما بصيغة قلنا لهم ونصحناهم وللأسف لم يسمعوننا، فلماذا تقولون ولا تبتدرون وتخوضون في الفعل والتنفيذ دون الرجوع إلي الحكومة، خاصة فيما يتعلق بمشكلة دارفور وانتم كحزب أمة وأنصار لكم ثقلكم ووزنكم في دارفور ؟؟

(القال ليك منو نحنا بنتكلم مع الحكومة بس) ؟ نحن نتحدث معها ومع الحركة الشعبية ومع الرأي العام السوداني ، والأسرة الدولية ومع الدار فوريين وكل الناس .

سيد صادق هل لك اتصالات مباشرة مع مناوي والحركات الدار فورية وهل تجري حوارات معهم ؟؟

تحدثنا ولنا اتصالات معهم جميعهم ولكن ليس في يدنا الفعل التنفيذي ، وآخر مرة في مسألة دارفور قمنا بعمل ورشة لدراسة وثيقة ( هايدلبرج) وكونا هيئة قومية للدار فوريين و( ما في شيء ما عملناهو) ولكن ليس في يدنا العمل التنفيذي فهو في يد الحكومة الثنائية هذه !

المسألة تحتاج إلى حوار مع مناوي ومع كل الحركات الدار فورية أكثر من أي عمل تنفيذي الآن ألا ترى ذلك ؟؟

كل هذه الحركات نحنا اتصلنا بها وشرحنا لها رأينا وهي مستعدة للدخول في حل القضية، وفي رأينا أن حكومة المؤتمر الوطني لا تستطيع أن تحل مشكلة دارفور لأن المؤتمر كان ومازال يريد حل مشكلة دارفور ضمن سقوف نيفاشا وأهل دارفور ليسوا أعضاء في نيفاشا فلماذا يقبلون بمرجعيتها والعودة إليها ؟!

ولكن مناوي وآخرين قبلوا أبوجا ووقعوا عليها صاح ؟؟

حتى من قبلوا بأبوجا ووقعوا عليها لم ينفذ شيء، المؤتمر الوطني بالعناد والانفراد وضع السودان في هذا الخطر .

في رأيك حديث مناوي عن التلويح بالعودة للحرب هل تعتقد أنه من باب التحذير للحكومة والمكايدات السياسية أم أن الرجل سيعود للحرب بالفعل ؟؟

أنا ما عارف حا يعمل شنو ، لكن الحقيقة أنهم وقعوا معه اتفاقية ثم رفدوه وطردوه من الوظيفة التي جاءت نتيجة لهذا الاتفاق، وهي وظيفة رئيس الإدارة الانتقالية في دارفور، وهذا جزء من الاتفاقية ولكنهم بعد الانتخابات شطبوا هذه المسألة وهو اعتبر ( حاجة عندو وشالوها منو) ولذلك رجع للحالة ولكن هل سينضم إلى بقية القوى الدار فورية أم سيأخذ موقفا مستقلا لا ادري!! لكن بالفعل الآن بسبب أنه ذهب إلى الجنوب وأقام بها هذه الفترة اعتبروه عاد إلى مربع العداء، وأصبح مستعدا للحرب وليس وحده، فالآن هناك عدد كبير جدا من القبائل العربية الكانت منحازة للمؤتمر الوطني غيرت رأيها الآن ، فالموقف خطير جدا والبلد في خطر شديد جدا !

وماذا ترى للخروج من هذا النفق ؟؟

والآن هنالك ثلاثة أجندات ، فالمؤتمر الوطني ماض في سياسة العناد والانفراد وليكن ما يكون ، وهناك أجندة معادية تماما تقول بان المؤتمر الوطني سبب كوارث السودان ولابد من إسقاطه وفي هذه ناس سودانيين وتجد هذه الأفكار دعما من جهات أجنبية وهذا واضح، وهذين خطين متواجهين ونحن نتحدث بلغة نعتقد أنها طريق ثالث، حيث نرى انه لابد من الضغط الداخلي والخارجي لتتغير سياسات المؤتمر الوطني من أجل إحداث ( حاجة) كالتي فعلتها الحركة الشعبية على الصعيد القومي والوطني ، ( حاجة) فيها إشراك كافة الناس في التخطيط لمستقبل السودان وفي رأيي أن الحديث عن استمرار المؤتمر الوطني وسياساته القائمة على الانفراد والعناد هذه ستؤدي بالسودان إلى التمزق والتفكيك ، والكلام عن إسقاط المؤتمر الوطني مع الظروف الموجودة حاليا فهذا يؤدي بالسودان إلى حالة ( التوتس والهوتو) !، والخيار الأفضل الذي نريده هو أن تتغير هذه السياسات بموجب أجندة وطنية ونستخدم الضغط الشعبي والدولي لتحقيق ذلك وهذه هي الثلاث أجندات ولا يوجد غيرها .

يرى البعض أن ما أُخذ بالقوة يرد بالقوة وانتم ترون غير ذلك؟؟

نحن نرى انه لابد أن تتغير سياساته بالأجندة الوطنية والأجندات الثلاث التي ذكرتها تتسابق حول المستقبل واعتقد أننا لدينا الفرصة والأمل في أنه مابين الأجندتين هناك (مبالغة) في الاتجاه وأجندتنا تمثل أوسط الأمور .

الدوحة إلى أي مدى في رأيك يمكن أن تكون معبرا آمنا بالدار فوريين لضفة السلام وحل معضلة دارفور ؟؟

الدوحة فيها مشاعر واستعداد طيب جدا للدعم المادي ولكن المسافة مابين ما يمكن أن يقبله أي وطني دار فوري وما يطرحه المؤتمر الوطني بعيدة جدا، ونحن حددنا ما يمكن أن يكون عليه الحل وحددناها في عشرة بنود سميناها ( إعلان مبادئ دارفور) وهي مبنية على كل ما سبق من مؤتمرات وما شابه في إطار المساعي لحل المشكلة وتبين أنه من الممكن حل مشكلة دارفور ولكن وفق استحقاقات معينة والمؤتمر الوطني لن يدفعها، وقال هذا الحديث في الدوحة وطالما لن يدفعها فالدوحة لن تحقق أي تقدم حقيقي وقلنا هذا الحديث للسيد احمد بن عبد الله آل محمود والسيد جبريل باسولي وحدثناهم بوضوح تام وقلنا لهم إننا نثمّن جهودكم ونواياكم الطيبة، ولكن حل مشكلة دارفور لها استحقاقات حتى إشعار آخر، المؤتمر الوطني غير مستعد لدفعها.

وقلنا لهم إن استفتاء الجنوب والتطورات المصاحبة له ستجعل قضية دارفور تدخل في مشكلة الصراع الشمالي الجنوبي وسوف تتعقد أكثر وكنا نأمل أن تحل مشكلة دارفور قبل الاستفتاء، ولكن من الواضح الآن أنه ليس هناك مجرد المحاولة لحلها لأن ما يحدث الآن في الدوحة ( يحوم حول الحمى ولا يدخل فيه) !!

سيد صادق طرحت وتحدثت عن أهمية قيام ( قمة سياسية) وقال د. نافع علي نافع للإعلام إنه لم يسمع بذلك ما معنى هذا في رأيك ؟؟

إذن الرئيس لم يحدثه لأننا كتبنا خطابا للرئيس ،( هو موش عندو رئيس يمشي يسألو) !!

ثم إننا ذكرنا ذلك في كل فضائية وصحيفة ومؤتمر صحفي فإذا كان كل ذلك لم يره شخص مثل نافع فهذا شيء غريب !!

استيعاب نجلكم عبد الرحمن المهدي في القوات المسلحة أثار كما من التساؤلات و الاستهجان خاصة من قبل الضباط المعاشيين بالإضافة إلى أنكم كنتم تقولون بعدم قومية القوات المسلحة، فلماذا وافقتم باستيعاب عبد الرحمن في جسم غير قومي ؟؟

مبدئيا نحن مع قومية القوات المسلحة ولكننا طالبنا ومازلنا نطالب بعودة كل الذين طردوا من القوات المسلحة أن يعودوا إليها باعتبار أن هذا حق لهم، وعبد الرحمن أكثر ضابط ظُلم وهو لم يكن مشتغلا بالسياسة بتعليمات مني ولمن يقولون إن هذا غير دستوري فهل الانقلاب دستوري ؟!هم إذا أصلا لديهم اعتراض ( ما يعترضوا على الانقلاب ذاتو) ثانيا طردهم عبد الرحمن هل هو دستوري ؟ هم من الأفضل أن يقولوا بتصحيح الأوضاع بدلا عن القول ( عبد الرحمن ليه رجعوه) فعبد الرحمن طُرد لاسمه والآن عاد لاسمه !!

عاد عبد الرحمن للقوات المسلحة لأنه ولد السيد الصادق المهدي ؟؟

قلت عاد لاسمه لأننا أردنا رد الظلم الذي وقع عليه وعلى الضباط بدلا عن السؤال ( ليه عبد الرحمن)، لأن هذا ليس بالسؤال الصحيح  عليهم أن يقولوا ( نحنا دايرين حقنا) وإذا عبد الرحمن اخذوا منه حقه وأرجعوه له ( إنت مالك زعلان) نحن لم ولن نطالب بأن يعامل عبد الرحمن معاملة خاصة، ولكننا طلبنا ومازلنا نطالب بأن تصحح الأوضاع بالنسبة لكل الأوضاع ، و( الناس ديل لو منصفين ) نحن الذين آويناهم واحتضناهم في دارنا وشهرنا قضيتهم ووقفنا معهم طوال المدة وليس على أساس فردي ولا شخصي، بل على أساس المجموعة كلها ، فنحن نتوقع أنهم وبدلا عن الانشغال بقضية لا تخصهم يقولوا نعم عودة عبد الرحمن تعزز قضيتنا على أساس أننا مثله ورجعونا، فنحن لم نعترض على ذلك بل طالبنا به ولكن ما فعلوه مؤسف !!

البعض يرى أن عبد الرحمن عاد نتيجة صفقة سياسية ماذا ترى ؟؟

عبد الرحمن لم يعد نتيجة صفقة ولا اتفاق سياسي، ولكن لأنهم أدركوا أنهم ظلموه أكثر من غيره وأقول ذلك لأن ظلمهم للآخرين ربما نتج عن ظن بان أولئك الضباط يشتغلون بالسياسة ضدهم، ولكن عبد الرحمن لم يكن مشتغلا بالسياسة بتعليمات مني كما ذكرت، لذلك فهم غير محقين في اعتراضهم وفي رأيي كان يجب أن يرحبوا بعودة عبد الرحمن ويقولوا إنهم يريدون أن تصير القوات المسلحة قومية ونطالب بعودتنا ويرفعوا قضية من أجل عودتهم وسنقف معهم بدلا عن الاحتجاج لعودة عبد الرحمن وتحويل القضية لشخصية معناها أنهم أناس لهم أفكار كيدية غير واعية !!

سيد صادق ماذا عن مسألة جهودكم لتوحيد حزب الأمة في ظل الظروف الراهنة ؟؟

الحزب موحد وهناك بعض الناس لديهم ( تشويش) ويوما ما سيعودون .

لك الكثير من المبادرات التي تلامس قضايا المسكوت عنه و"التابوهات" في السودان مثال لذلك إثارتك لمسألة الثقافة الجنسية وأهمية تضمينها في المناهج لاقت استهجانا كبيرا من البعض كيف واجهت ذلك ؟؟

لاقت استهجان من ( مخرفين) ولكن هناك آلية في وزارة التربية والتعليم السودانية، وأجهزة الدولة المعنية هم الذين قاموا بكتابة هذا الموضوع وطالبوا به بالتعاون مع اليونسكو، وأنا أيدت هذا الحديث وليس أنا الذي بدأته ، فهم قد جاءوني وأطلعوني على مساعيهم في هذا الاتجاه فقمت بتأييده ومازلت أؤيده .

 وماذا عن جماعة ( المخرفين) كما تقول ؟؟

والجماعة المخرفين هؤلاء هم مخرفين بمعنى أنهم ليسوا معنا في هذا العصر فهم يعيشون ( بره) التاريخ، أولا جسم الإنسان نفسه درسا جنسيا وهو الدرس الأول ، ثانيا أي إنسان يسأله طفله ( نحنا جينا كيف) فيقوموا بغشه ويقولون له ( لقيناك جنب الجامع)، وهذا حديث غير ممكن الآن لأن الأطفال أصبح لديهم وعي، ويتابعون الفضائيات والانترنت فلا يمكن أن تتحدث معهم بمثل هذه اللغة الساذجة، ثالثا هم يقرءون القرآن وفيه يرون شيئا اسمه الزواج ويتساءلون ما هو الزواج، الطلاق، الزنا والعدة وما إلى غير ذلك من أمور يجدها الأطفال في القرآن ويسألون عن معناها وهي نفسها الثقافة الجنسية ليس إلا.. فالثقافة الجنسية لا تعني إغراء الناس وإنما هي رد على الأسئلة لدى الأطفال عندما يسأل أحدهم عن لماذا الفرق بين جسده وجسد أخته، وعندما يرى أمه حاملا فيسأل ( ده شنو ده) ويسأل عن معنى حامل ومعنى النفاس والرضاعة والحضانة، وكلها أسئلة تسوق لأهمية التربية الجنسية، والأطفال في مشاهدتهم للفضائيات والانترنت يرون مناظرا عجيبة جدا، ويجدون ثقافة جنسية منحرفة ونحن نقول من الأفضل إعطائهم ثقافة جنسية ملتزمة ترتبط بالأخلاق، فهنالك نفاق في التعامل مع هذه الأشياء، فالكاثوليك هم الذين يعتقدون أن الجنس عيب من حيث هو، لكن نحن بالنسبة لنا الجنس نعمة من نعم الله وهي شيء عظيم وعلينا أن نفهم الأجيال لكي لا يكون الواحد منهم لديه عقدة سواء كان ذكرا أو أنثى، فكونك أنثى أو ذكر فهذه طبيعة الله التي خلقك عليها، لكن لا تمارس هذه الذكورة أو تلك الأنوثة خارج النظام الأخلاقي، إذن هذه هي أهمية الثقافة الجنسية ومن يقول بغير ذلك يجب اعتباره ( مخرف وجاي من المتحف) !!

موضوع الثقافة الجنسية يسوقنا إلى قضية العنوسة وأيضا تعدد الزوجات هل سمعت أغنية ( راجل المرا حلو حلا) وهل يكون تعدد الزوجات حلا في رأيك ؟؟

نعم سمعت الأغنية ولكن في رأيي أن الحديث عن هذا الموضوع يحتاج إلى ملف كامل، ونحن الآن في هيئة شئون الأنصار ندعو لورشة لكي تدرس مسألة ( الزواج الميسر ) قريبا إن شاء الله

© Copyright by sudaneseonline.com