From sudaneseonline.com

زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
بين حزب الأمة والفتاة اللعوب!!/الطيب مصطفى
By
Dec 17, 2010, 09:00

زفرات حرى

الطيب مصطفى

بين حزب الأمة والفتاة اللعوب!!

كتبتُ بالأمس عن انضمام رباح ابنة (الإمام) الصادق المهدي زعيم الأنصار ورئيس حزب الأمة الذي يتبنى برنامج نهج الصحوة الإسلامية وحفيد الإمام المهدي داحر الاستعمار ومقيم الدين.. انضمامها إلى هيئة تحرير صحيفة يرأس تحريرها اليساري العلماني والمساند للحركة الشعبية الحاج وراق وتشغل رباح وظيفة نائب رئيس التحرير في تلك الصحيفة التي تتبنى طروحات الشيوعيين والعلمانيين المعادين للإسلام.

كما كتبتُ عن تقليد شيوعي قديم يقوم على اختراق الأحزاب الكبيرة خاصة الطائفية كونهم يعلمون أن الطريقة الوحيدة للوصول إلى السلطة في مجتمع مسلم بعد تجربتهم المريرة والطويلة وإدمانهم الفشل الذريع هي امتطاء ظهر الأحزاب الكبيرة ولا يخالجني أدنى شك أنهم مبثوثون في عدد من الأحزاب بما في ذلك الأمة والإتحادي والشعبي بل والوطني.

اليوم أكتب عن استضافة حزب الأمة في داره مسيرة احتجاجية نظمتها المدافِعات عن فتاة الفيديو التي حوكمت خمس مرات خلال السنوات القليلة الماضية بتهمة ممارسة الدعارة بل وبتهمة إدارة محل للدعارة.. أكرر أن اللقاء تم في دار حزب الأمة وليت الإمام المهدي الكبير كان حاضراً تلك المسيرة التي أعلم تماماً ما كان سيفعله بأولئك النساء اللائي شاركن فيها والمجتمِعات في دار حفيده الصادق وبحضور حفيدته رباح!!

أزيدكم «مغصاً» حتى تعلموا حقيقة حزب الأمة الذي أضحى مطية لبني علمان من دعاة الدفاع عن الرذيلة والحرب على الإسلام فقد خاطبت رباح الصادق المهدي الاجتماع وصرحت بأن المسيرة بصدد تسليم مذكرة لوزير العدل ورئيس البرلمان للمطالبة بإلغاء المادة 251 التي تنص على عقوبة الجلد عند ارتكاب الأفعال الفاضحة بما في ذلك الزنا وقالت رباح أمام بنات الحركة الشعبية والحزب الشيوعي إن «جلد الفتاة فيه إذلال للمرأة»!!

إذن فإن رباح الصادق المهدي تقول بأن القرآن بل إن الله تعالى يذل المرأة وتطالب بإلغاء العقوبة القرآنية في حق الفتاة صاحبة بيت الدعارة التي يعلم الله وحده كم أفسدت من حرائر السودان الشمالي.. فتاة متمرِّدة فُصلت من الجامعة بسبب سوء السلوك ولم يُجد معها السجن والجلد إذ تبين أنه في إحدى المرات ضُبطت تمارس أفعالها القبيحة في نفس اليوم الذي وُقِّعت عليها فيه عقوبة بالصباح ولم تخلُ صحيفتُها من الموبقات الأخرى مثل الاتّجار بالمخدرات الكيميائية وتحديداً «الهيروين والأفيون»!!

بربكم ماذا تقول رباح هذه بل ماذا يقول أبوها عن تلك الفتاة اللعوب وهل يعني موقف رباح القيادية في حزب الأمة وانعقاد الاجتماع بدار الحزب.. هل يعني ذلك تأييداً من الإمام الصادق المهدي وحزب الأمة لإلغاء عقوبة الجلد وتحدي القرآن الكريم وإعلان الحرب على الله تعالى؟! وهل كل هذا إرضاء لتلك الفتاة بعد كل الذي اتضح من سيرتها السيئة؟!

دعنا نفترض أن حزب الأمة لا يهمه القرآن أو الإسلام وأنه تخلى عن برنامجه الإسلامي هل يا تُرى يعلم «الإمام» الصادق المهدي أثر هذا الموقف على مستقبل حزبه السياسي وعلى وجهته الفكرية؟!

لماذا يا الإمام الصادق تغامر مثل هذه المغامرة من أجل فتاة لعوب وتسمح بأن تمرِّغ سمعة حزبك في التراب؟! وأين أنتم يا عبدالمحمود أبّو؟!

وأمس الأول الأربعاء أوردت صحيفة الصحافة خبراً في صفحتها الأولى عن ضبط محل كوافير تمارَس فيه الفحشاء وقُبض على بعض الزناة في حالة تلبس بالجريمة!! فهل سيتبنى حزبُكم الدفاع عن هؤلاء الفتيات وهؤلاء الرجال لحمايتهم من الجلد؟!

أعجب ما في الأمر أن المطالبين بإلغاء عقوبة الجلد الشرعية والذين يُغضبون الله تعالى بسبب فتاة تدير بيتاً للدعارة... أن هؤلاء لم يقدِّموا البديل فهل تُراهم يريدون استبدال الجلد بالسجن وأيهما أفضل السجن أم الجلد؟ أم تراهم يريدون أن يُحيلوا الخرطوم إلى دار بغاء كبيرة مثل جوبا ولا تتدخل الحكومة ولتفعل من تشاء ما تشاء؟! وهل يعلم هؤلاء المحبون لأن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا أن مصر العلمانية بها بوليس آداب لا تختلف مهمته عن مهمة شرطة النظام العام؟!

سؤال أخير: لماذا يا تُرى تتولى كبر هذه الحملة صحيفة الحركة الشعبية التي لن يكون لها وجود بعد ثلاثة أسابيع من الآن وتخرج صاغرة من ديارنا؟! وما هي مصلحة حزب الأمة في أن يُطلق العنان للانفلات الأخلاقي من خلال إلغاء النظام العام في تحدٍّ سافر لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل وفي تحدٍّ للإسلام وشرائعه ثم هل فات على الإمام الصادق الهدف من تحويل قضية الفتاة اللعوب إلى قضية لإلغاء الشريعة الإسلامية تماماً كما حدث عقب تفجر قضية لبنى وهل يجهل مغزى تبني الحركة الشعبية والشيوعيين كبر هذا الأمر؟!

الشينة منكورة!!

 

 اعتذرت «أجراس الحرية» عن وصف الشيوعي كمال الجزولي بالشيوعي بعد أن أوردت خبرها المعنون: «ناشطون يطالبون بإلغاء الاستفتاء وإنشاء اتحاد دولتين» وقالت الصحيفة «إن خبرها حمل صفة القيادي بالحزب الشيوعي السوداني فيما كان الأستاذ الجزولي وكعهده يتحدث بصفته (ناشطاً وقانونياً) وهي صفة تنطبق تماماً على الأستاذ كمال باعتباره شخصية معروفة ولا تحتاج إلى التعريف بصفة أخرى مهما كانت»!!

على كل حال فإني أعتبر خبر التنصل والتهرب من صفة «الشيوعي» خطوة جبّارة إلى الأمام وعقبال التوبة النصوح من نظرية متخلفة عافها أهلُها بعد أن حطّمت بلادهم وأوردتها موارد الهلاك.

نسيت أن أقول إن الصحيفة أوردت الموضوع بعنوان: «اعتذار للأستاذ كمال الجزولي» مع صورة للرجل وسط الصفحة الأولى، فالحمد لله الذي جعل الشيوعيين يعتذرون عن شيوعيتهم تصديقاً لمقولة: «الشينة منكورة».

 



© Copyright by sudaneseonline.com