From sudaneseonline.com
تفرير عن سمنار حول السودان فيما بعد التاسع من يناير , بمدينة ماسي بباريس
By
Dec 17, 2010, 08:49
اقامت حركة العدل والمساواة سمنار حول السودان فيما بعد التاسع من يناير , بمدينة ماسي (Massy ) بضواحي باريس
شهده عدد من المثقفين والمهتمين بالحراك السياسي في السودان
جاء السمنار في وقت يحتاج فيه السودانيين المقميين بفرنسا لكثير من التوضيحات والتحاليل وشرح تفصيلي للوضع السياسي الراهن بالسودان , فالبلاد تعاني من إحتمال إنفصال جزء منها , ليصبح دولة قائمة بذاتها , أي جسم سياسي جديد على الخارطة الأفريقية , ففي ظل هذا التوتر الذي يهجس السودانيين المقميين بفرنسا , جاء هذا اللقاء في وقته تماماً , فهم قلقون على مصير السودان فيما بعد إنفصال أو وحدة الجنوب , فهنالك أسئلة كثيرة غامضة , كالوضع الأمني فيما بعد الإنفصال , وما هية الوضع الإقتصادي المحتمل القادم في حال فصل الجنوب , وما سيحدث في حال إنفصال قوة كبيرة كالحركة الشعبية من الساحة السياسية في السودان , وإحتمال تحول جنوب السودان للنقطة تتجمع فيها المعارضة السودانية في ما بعد إستفتاء , حتى أن أحد الحضور طالب كل الحركات بتأهيل قادة وكوادر لقيادة العمل السياسي والتنفيذي فيما بعد في السودان الجديد.
فقد بدأ السمنار بتحدث
الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة , السيد جبريل آدم بلال
ودار محور حديثة عن أقصاء النظام الحاكم في الخرطوم للآخر تماماً , فقد قال :
( إن الحزب الوطني الحاكم لم يقدم أي نوع من المغريات للوحدة مع جنوب السودان , وهذه المجموعة الحاكمة لا تمثل الشعب السوداني , بل أجبرت المجموعات الأثنية في السودان لدخول في صراعات داخلية , بإستقلالها الدين أحياناً والعرق تارةً أخرى , للوصول لأهداف قذرة في مجملها ) , وقال أيضاً ( نحن قادرون على حكم السودان ديمقراطياً أو بغيره ) ثم أضاف لا حقاً ( إن النظام , فرض كم هائل من الصراعات والحروبات , فالإثنيات التي دخلت في هذه الصراعات هي التي تمثل السودان الحقيقي , ونحن في العدل والمساواة , إذا لم يجنح النظام للديمقراطية سيكون لنا رأي آخر , فالوضع في السودان الحالي كله جنوب , أي أن المجموعات الأخرى ستواصل النضال من أجل الوصول إلى حقوقها في دارفور , وكردفان , والشرق ) بما يخص الوضع في سودان ما بعد التاسع من يناير في إحال انفصال الجنوب :
( ستكون هنالك مشاكل أقتصادية هائلة فيما بعد التاسع من يناير , في حال انفصال الجنوب , بمعنى أن العشرون في المائة التي كانت تأتي من بترول الجنوب , سيحاول النظام اتمامها عن طريق بترول دارفور , وهو مالم يتم ابداً , وهذا الحال الإقتصادي تحديداً , سيؤدي إلى انهيار النظام في القريب العاجل )
ثم تعرض في مجمل حديثة للمجموعات المهمشين :
( المطلوب من القوى السياسية في السودان الحالي , أن تحدد كيف ستتعامل مع الجنوب فيما بعد خيار الإستفتاء , لكن بالنسبة للمجموعات المهمشيين يجب الإستمرار في النضال ضد النظام , ومما سيؤدي إلى تولد جنوباً آخر , سيستمر فيما بعد التاسع من يناير )
ثم تحدث :
السيد سانتينو فاردوري , رئيس مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان , بمكتب فرنسا , بدأ حديثه قائلاً : ( الشكر للأخوة في الحركة العدل السودان , وحقيقة أنو الواحد يكون مبسوط جداً عندما يجالس السودانين ويتناقش معهم في قضايا السودان )
صرح السيد سانتينو فادوروي ( أن السودان سيظل سوداناً ولو تشقق إلى دويلات ) , ثم قدم السيد سانتيو سرد تاريخي للحركة السياسية للجنوب في السودان : ( كان هنالك وعد للكنفدرالية بجنوب السودان , وتم التنكر له من قبل الحكومات الوطنية , مما أدى للحرب في عام 1955 م من اجل حقوق الشعب الجنوبي في السودان ) , ثم وضح لكثير من السودانيين , عن موقف الحركة , إتجاه بقاع السودان المختلفة : ( الحركة الشعبية لم تقم فقط من أجل الجنوب , لكن قامت من أجل السودان , والبرنامج الذي وضعته الحركة الشعبية منذ عام 1983 م واضح ويقبل الجميع فيه ) تطرق رئيس مكتب الحركة الشعبية عن موقف الحركة وخيار الإنفصال وما سيحدث فيما بعد , فقد قال ( خلال ستة أعوام , عمل النظام منذ البداية , على إضعاف الحركة الشعبية , ليهضم حق تقرير مصير , وجبر الحركة على الدخول في حروب أهلية داخلية ) , ثم أضاف ( الحركة شعبية ليس لها يد في فصل الجنوب , فقط المواطن الجنوبي هو الذي يحدد الإنفصال أو الوحدة , لكن الإحصائيات التي لدينا أن الجنوبيين سيصوتون للإنفصال ) وأخيراً تحدث عن موقف الحركة فيما بعد الإنفصال :
( لكن في حالة الانفصال سيظل الجنوب وشمال جغرافياً سوداناً وحداً , عرقاً متواصلاً , إنفصال الجنوب لا يعني قفل الحدود ) ثم طرح السؤال التالي : ( لكن هل تفتكترون إن الجنوبيون في الجنوب سيأخذون البترول ثم يذهبون ؟ , ولو الجنوبيون إنفصلوا سيطلقون على إنفسهم السودان أيضاً , ولا نريد نكرر مأساة الكوريتين , لكن حالياً الظروف السياسية الحالية لا تشجع على أي نوع من الوحدة في ظل هذا النظام الحالي )
بالنسبة للوضع السودان العام قال السيد سانتينو :
( فالمواطن في دارفور أو شمال والشرق وكردفان يعانون , وانا درست في مناطق الشايقية وهم يعانون أكثر من الجنوبيين )
بينما تحدث عن فكرة الحركة الشعبية فيما بعد الإنفصال :
( هنالك رأي في الحركة الشعبية لو أن الجنوب إنفصل , سيظل البترول يمر عن طريق الشمال , سندفع ضرائب من أجل التمنية , وليس من أجل الحرب في دارفور , وحكومة الجنوب لها برنامج في فيما بعد الإنفصال )
وأخيراً نصح السيد سانتينو الحركات الدارفورية جمعاء :
( بالنسبة للحركات دارفور لابد من الوحدة , وعليكم بالوحدة , فقط تعلموا من تاريخ الحركة الشعبية حين حدث فيها انشقاقات داخلي بتسيعنات القرن الماضي , فقدت الحركة الكثير , ولا نرى أن طريق الحركات في دارفور واحد وهذا سيضرر بالحركات في دارفور )
وجاءت مداخلة الناشط السياسي الأستاذ : حسن صالح
تحدث عن موقف الحركات التي تناضل من أجل دارفور , كعامل قوي يضغط على المؤتمر الوطني في الخرطوم , فقد قال :
( أنا أحب أن أتحدث عن حركات دارفور , فقط أنا أقول للحركات في دارفور أن يطالبوا بالوحدة , وللأسف الشديد أن الحركة الشعبية بعد نضال أكثر من عشرين عاماً , اتضح أنها كانت تبحث عن الإنفصال ) وعقب على ذلك بقوله : ( وستضاف دولة فاشلة جديدة إلى مجموعة الدول الفاشلة في العالم ) , وأخيراً هاجم الحركة الشعبية حول خيار الإنفصال في هذا الوقت الحرج من تاريخ السودان : ( كان الأفضل أن تظل الحركة الشعبية تطالب بالوحدة , داخل دولة كبيرة , ليس أن تصنع دولة فاشلة أخرى )
الأستاذ/ سالم احمد سالم , صحفي
كانت قراءة الأستاذ سالم حول شرعية نظام الخرطوم : ( سلوك الحركات قوى وضع المؤتمر الوطني كلاعب محوري في الساحة السياسية ) ثم أضاف : ( لا يوجد أي تفكير في حل شامل للسودان , فقط أصبحت كل حركة تطالب بجهة مختلفة , فالحكومة أخذت المركز , كرهينة تفاوض من أجلها ) أما تعليله للسودان كدولة موحدة : ( السودان كان ينتظر التحول الديمقراطي , بدليل أن الشعب السوداني قابل الراحل جون قرن كمنقذ ديمقراطي للسودان , فكان ممكن للحركة الشعبية أن تقود النضال من أجل التحول الديمقراطي , لكن الحركة الشعبية اختارت الانفصال كحل سهل ) , وعلق على حكومة المؤتمر الوطني : ( الحكومة لا تمثل الشمال , وعمر البشير لا يمثل قرية صغيرة حول شندي , والجميع يعلم ذلك ) , ثم أضاف ( نحن نقول أن الحركة الشعبية أخذت خيار الإنفصال , ولا نقول أنه خيار يمثل شعب الجنوب , ولسبب بسيط أن الحركة الشعبية تمثل اقوى السياسية العظمى في الجنوب , ولو إختارت الإنفصال سيختار الجنوب الإنفصال ) , ثم أشار للحركات الدارفورية : ( المطلوب من حركات دارفور أن تنسق مع بعضها البعض )
الأستاذ الرشيد سعيد , صحفي
تحدث الأستاذ الرشيد عن علاقة محاولة سيطرت النظام على السودان :
( اعتقد أن مأزق حق تقرير المصير , جاءت به الحكومة , برفضها إلغاء الشريعة الأسلامية ) ثم طالب حركة العدل والمساواة بتحديد مواقفها من العلمانية وفصل الدين عن الدولة : ( وهنالك غموض واضح في موقف حركة العدل والمساواة من قضية العلمانية , ونحن لا نقبل بأي دولة دينية أو عرقية ) وأخيراً تعرض لقضايا الجوار وعلاقة السودان بدول الجوار : ( هنالك قضايا متداخلة مع دول الجوار , فنحن لن نحل مشاكلنا في السودان مالم نصل للحلول مع دول الجوار ) بل اضاف : ( مشاكل السودان تُحل بالتكامل مع دول الجوار , وإلغاء الحدود والتزاوج , الشيء الذي نتمتع به في أوربا حالياً ) ثم اشاد بالمبادرة الجيدة – السمنار- التي قامت بها حركة العدل المساوة : ( أعتقد أن هذا المبادرة لابد أن تستمر في التواصل بين الآخرين لتناقش حول الإنفصال )
الاستاذ وليد فرج , عن حزب الأمة , بفرنسا
تحدث عن الإخروقات التي تمت في الإتفاقية التي كانت تدعم الوحدة في السودان , لكنها أدت إلى تولد الإنفصال أكثر , وهذا ما افرزته الأنتخابات السابقة : ( ففي الإنتخابات الماضية سيطر المؤتمر الوطني على الشمال , وسيطرت الحركة الشعبية على الجنوب , مما أدى إلى الإتهام بالتزوير في الإستفتاء , فهنالك 12 حالة تزوير قامت بها الحكومة إلى الآن ) ثم اختصر فكرة المؤتمر الوطني في جملتين : ( نحن نؤمن على وحدة الصف , فالنظام يعمل بقاعدة . فرق تسد ) , واخيراً تحدث بإسم المعارضة السودانية جميعاً : ( إن الجميع قرر الإنفصال عن نظام الخرطوم )
اشترك في الندوة ممثلا لروابط أبناء دارفور , السيد آدم صالح نيل ( رئيس رابطة أبناء دارفور ) ثم السيد ناصر الأحيمر ,رئيس جمعية أبناء حبال النوبة , وتحدثا عن الوضع الحالي للأهالي في المناطق المهمشمة بدارفور وجبال النوبة
وختم السمنار , السيد بكري دينق امين العلاقات الحركة الشعبية للتحرير السودان بفرنسا , فقد تكلم عن خيارات الحركة : ( الإنفصال ليس خيار الجنوبيين , لكنه الخيار المطروح ) ثم هاجم بعض العقليات السودانية التي تقول بفشل دولة الجنوب في حال الإنفصال : ( نحن كشعب سوداني مشمئز , فنحن ننظر للأمر دائماً بنوع من التشاؤم , فالقوى السياسية والمثقفين يعتقدون أن دولة الجنوب ستكون فاشلة في حالة الإنفصال ) ثم وضح رؤية الحركة بهذا الأمر : ( فنحن نعلم أن الجنوب بعد الإنفصال سيكون به بعض المتاعب , فليس من السهل على مواطن الجنوبي عندما يستيقظ صباحاً أن يجد دولة جديدة أمامه , عليه أن يعمل لها ) ثم تحدث عن موقف الحركة بالنسبة للاستفتاء والأصرار على قيامه في وقته : ( نحن في الحركة الشعبية نفاوض من أجل ما تبقى من اتفاقية نيفاشا , نحن لا نفاوض من أجل شروط جديدة ) ,اخيرا تحدث عن موقف الحركة الشعبية عن الوضع العام في السودان : ( نؤكد نحن , أن الحركة الشعبية ليس بها تغير , فالحركة الشعبية قامت من أجل السودان الجديد , وهذا النضال لن ينتهي في حالة الإنفصال الجنوب , بل سيتمر فيما بعد ) .
وختمت السمنار بندوة تنورية تجاوب فيها الحركة على استفسارات المشتركين في السمنار , عن مفاوضات الدوحة التي قامت بها حركة العدل والمساواة مع المؤتمر الوطني الحاكم , تحدث فيها السيد سيف الدولة , أمين العلاقات الخارجية بالحركة , والسيد جبريل آدم بلال .
حاتم محمد
© Copyright by sudaneseonline.com