From sudaneseonline.com

زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
بين برنامج «في ساحات الفداء» وفتاة الفيديو!!/الطيب مصطفى
By
Dec 16, 2010, 18:54

زفرات حرى

الطيب مصطفى

 

 

بين برنامج «في ساحات الفداء»

وفتاة الفيديو!!

بعد الاعتذار عن تأجيل الكتابة عن شكوى باقان أموم صحيفة الإنتباهة للمجتمع الدولي أقول إن «بطلة» حديثنا اليوم أطلت من خلال قناة الجزيرة وسط بعض الفتيات متحدثة باسم النساء اللائي «انتفضن» للدفاع عن فتاة الفيديو التي أثار جلدها  قبل أيام قليلة عاصفة من الاحتجاجات وباسم اللائي شننّ الحرب على الإسلام وشرائعه من خلال «المطالبة» بإلغاء قانون النظام العام والذي يؤدي بالقطع إلى امتلاء دار المايقوما بالأطفال مجهولي الأبوين أو الذين يُرمى بهم في مكبّات القمامة لتنهشهم الكلاب الضالة!!

فتاة الفيديو لمن فاتهم معرفة حقيقتها عمرها 27عاماً وأُدينت خمس مرات خلال السنوات القليلة الماضية وسُجنت قبل عامين ثلاثة أشهر بتهمة إدارة بيت للدعارة وبالطبع بممارسة الدعارة!!

قائدة تحرير المرأة «من الأخلاق» لو تذكرون كانت هي أكبر المدافعين عن لُبنى أرملة طيب الذكر عبدالرحمن مختار الذي تزوجها قبل وقت قصير من فجيعة وفاته... لبنى هذه أثارت عاصفة شبيهة بدُويّ قصة فتاة الفيديو بعد أن قُبض عليها في ملهى ليلي بعد منتصف الليل في ثياب أعفُّ عن وصفها ويكفي أنني سبق أن أوردتها من مضابط الشرطة والقضاء إبان تفجر الأزمة.. ثياب يصح فيها مقولة عادل إمام الشهيرة عن تلك الراقصة التي كانت محور مسرحيته الشهيرة «شاهد ما شافش حاجة».. وتعلمون كيف ظهرت لبنى بعد ذلك في باريس في ضيافة وزير الخارجية الفرنسية السابق كوشنير وكيف أوردت الفضائيات حميمية اللقاء وتبادل القبلات!!

من جانب آخر كتبت رشا عوض في «أجراس الحرية» ـ صحيفة الحركة الشعبية والشيوعيين ـ منزعجة ولاطمة الخدود وشاقّة الجيوب وداعية بدعوى الجاهلية أن صحيفة الإنتباهة ذكرت أن تلفزيون السودان يفكر في إعادة برنامج «في ساحات الفداء» فأرغت وأزبدت وقالت إن «الإنتباهة» أنذرت «رشا وصحبها في الحركة وقبيلة اليسار طبعاً» بأن «سيئ الذكر برنامج (في ساحات الفداء) سيعود إلى شاشة التلفزيون القومي قريباً» وأن ذلك يمثل نذير شؤم بأن البلاد مقبلة على الدخول في ظلمات الحرب والعنف والهوس»!!

أذكر أن هذه الفتاة جاءتني بُعيد صدور «أجراس الحرية» حيث تعمل حتى الآن مدّعية أنها تنتمي إلى حزب الأمة فقلت لها: بل إنك تنتمين إلى الحركة الشعبية، وأجرت وقتها حواراً معي لن أخوض في تفاصيله، كم بربكم عدد اليساريين المزروعين في أحشاء أحزابنا «التقليدية» بل والحديثة؟! طبعاً لن أذكر محاولات اختراق منبر السلام العادل من قِبل الحركة الشعبية والشيوعيين ثم هل قرأتم الإعلان عن الصحيفة الجديدة التي يرأس تحريرها الحاج وراق وتشاركه نائب رئيس التحرير رباح الصادق المهدي؟! انزعاج أجراس الحرية من خبر برنامج «في ساحات الفداء» بلغ مداه في ذلك اليوم، فقد أوردت الصحيفة في نفس العدد تقريراً في ملفها السياسي عن الخبر المزعج، وطمأن التقرير قبيلة اليسار والحركة الشعبية بأن البرنامج لن يعود فقد قال: إن «الإنقاذ في هذه اللحظة غير قادرة على تعبئة الناس وفق رؤيتها الجهادية»، وقال الكاتب الذي حاول أن يهدئ من روع المرعوبين إن «الأطفال يتابعون خمس مسلسلات في اليوم الواحد.. القصة دي انتهت»!! يقول هذا المسكين ذلك القول وتهرف المرعوبة الأخرى بحديث مشابه بالرغم من أن تلفزيون جنوب السودان يمتلئ ببرامج ساحات الفداء بل إنه يضج بالعنصرية التي كتبنا عنها من قبل ويكفي برنامج «أبوك» الذي يُبث يوم الثلاثاء والذي ينضح بتافه القول وساقطه عن الشمال وأبناء الشمال!! لكن هل يستطيع الجلابة في أجراس الحرية بل وفي الحركة أن ينبسوا ببنت شفة عما يجري في جنوب السودان من إذلال لأبناء الجنوب ناهيك عن الشماليين الذين يرزحون تحت وطأة القهر والتسلط؟! هل يستطيع عرمان أن يتحدث عن الحريات وانعدامها في جنوب السودان.. هل تستطيع رشا وغيرُها التعرض لبرنامج «ساحات الفداء» الجنوبي الذي يصور الشماليين وحوشاً ضارية بالرغم من أنهم كانوا الملاذ الآمن لأبناء الجنوب إبّان اشتعال الحرب بل إن تلك البرامج تسخر حتى من أشكال الشماليين وأنوفهم ووجوههم!!

أختم بالسؤال: لماذا ترتعب وتنزعج الحركة واليسار وبنو علمان من برنامج «في ساحات الفداء» وما هي العلاقة بين الخوف من عودة البرنامج والاحتفاء بلبنى وفتاة الفيديو ومشروع السودان الجديد والحرب على الإسلام؟!

أعجب والله من جرأة هؤلاء على الله وعدم خوفهم من وعيده ومن عقاب الدنيا قبل الآخرة «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ».. أعجب من الذين يشنون الحرب على الله بدون أن يطرف لزفن بالرغم من ضعفهم وهوانهم عليه سبحانه.

هل قرنق شهيد يا يس عمر الإمام؟!

 

 كتبت مراراً عن كمال عمر، الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي، وقلت إن الرجل ليس حفيظاً على المرجعية الإسلامية التي يقوم عليها المؤتمر الشعبي، الأمر الذي يثير الدهشة والتساؤل: كيف يُعهد لرجل مثل كمال عمر أن يشغل وظيفة خطيرة تعتبر أهم الأمانات في هيكل الحزب بعد الأمين العام؟!

أقول هذا بين يدي الصفة التي أطلقها كمال عمر على الهالك قرنق الذي سمّاه كمال عمر بالشهيد خلال لقاء تلفزيوني بقناة «أبوني» الجنوبية.. ياسبحان الله!! هل تُراه يعني ما يقول أم أن هذه إحدى اجتهادات شيخه الترابي الجديدة بعد أن تحالف مع الحركة الشعبية وانخرط في قوى إجماع جوبا الذي يتزعمه ــ ويا للحسرة!! ــ الشيوعي فاروق أبو عيسى؟!

كمال عمر بات يُكثر من الحديث عن دولة المواطنة أو قل الدولة المدنية وغير ذلك من تعابير كانت تعتبر ذات يوم من المحرمات أيام كان الترابي يقود حملة حل الحزب الشيوعي السوداني وخلال عهد الإنقاذ قبل نشوء فتنة السلطة والانشقاق الكبير.. فإذا بالزمان يستدير ويجلس الشيخ الترابي بين باقان ونقد في صحيفة أجراس الحرية ويصبح قرنق شهيداً «ويركب في نفس سرج» من قتلهم من الشهداء أمثال علي عبدالفتاح وصحبه الكرام!!

سؤال أوجهه إلى الشيخ يس عمر الإمام والشيخ إبراهيم السنوسي والشيخ محمد الأمين خليفة: إلى متى تسكتون على عملية فقدان البوصلة التي نراها تقبض بخناق حزبكم «الإسلامي» الذي كان يقول في قرنق وحركته أكثر مما قال مالك في الخمر ومن بربكم تغير الحركة الشعبية أم المؤتمر الشعبي؟!



© Copyright by sudaneseonline.com