From sudaneseonline.com

حـــوار
د. أحمد بابكر نهار :السياحة والأمن وجهان لعملة واحدة.. ومآلات الانفصال ستؤثر على مجالات الاستثمار في البلاد.. ولكن!!
By
Dec 15, 2010, 20:32

د. أحمد بابكر نهار وزير السياحة والآثار والحياة البرية في حوار الصراحة لـ(الأخبار)

 

نطالب رئاسة الجمهورية بالتدخل لحلحلة مشكلات السياحة وإعطاء التصديقات والإعفاء من الضرائب

 

السياحة والأمن وجهان لعملة واحدة.. ومآلات الانفصال ستؤثر على مجالات الاستثمار في البلاد.. ولكن!!

 

نطالب بإضافة السياحة كمادة في المنهج الدراسي لتبصير الأطفال بأهميتها

 

أجرت الحوار: نادية عثمان مختار

 

[email protected]

 

رغم كثافة الوجود الغربي والعربي والأفريقي في السودان، إلا أن هؤلاء القوم (أعراب وأفارقة وخواجات)، أتى معظمهم لقضاء مهام وأمور ومآرب لهم، ليس من بينها السياحة!

فبلادنا، ورغم ما حباها به المولى من طبيعة خلابة وساحرة وحضارات سادت وأهرامات عريقة، إلا أنها لا تعد واحدة من الدول السياحية الجاذبة للسياح.. فلماذا؟

كان هذا واحدا من أسئلة (الأخبار) في حوارها الذي أجرته مع السيد الدكتور أحمد بابكر نهار وزير السياحة والآثار والحياة البرية، حيث أوضح د. نهار بكل صراحة أن أمر إنعاش السياحة أكبر من وزارته، ويحتاج لتدخل رئاسي وقرار جمهوري، كما حدث في مصر سابقا.

وطالب الوزير بإضافة السياحة كمنهج في النظام التعليمي للأطفال، كما طالب بتضافر الجهود بين كافة الوزارات لنشر ثقافة السياحة في البلاد.

وقلل نهار من أهمية مردود الانفصال على السياحة في السودان، بحسبان أنه لا توجد سياحة فعلية في الجنوب حاليا، بل إن الوفود التي تذهب إلى هناك تعود شاكية من عدم وجود الفنادق وسوء الطرق ومياه الشرب.

ذلك، وموضوعات أخرى، صبت بمجملها في قضايا السياحة في البلاد.. فماذا قال الوزير؟

- السيد الوزير.. معروف أن لمصر باعا طويلا في مجال السياحة وبها مناطق آثار عريقة كما أن لدينا في السودان حضارات وأهرامات غير مستفاد منها بالشكل المطلوب.. لماذا لا تستفيدون من التجربة المصرية لجذب السياح لزيارة السودان؟

تناقشنا حول التجربة المصرية في هذا المضمار، لكن المسألة ليست في جذب السياح الآن، وإنما الأهم من ذلك هو جاهزية الدولة، وتوفير المواصلات والإيواء، وحلحلة المشكلات التي تعترض طريق تطور السياحة في السودان.

- ماذا تعني بجاهزية الدولة؟

عند نقاشنا مع الوزير المصري للاستفادة من التجربة المصرية في تطوير السياحة في السودان، قال إنهم ليتجاوزا المشكلات التي تعترض سبل تطوير السياحة كان ذلك عبر قرار جمهوري، فقد كان هناك قرار جمهوري من الرئيس المصري فيه إلزام للمحافظات والوزارات الأخرى بإعطاء وزارة السياحة الأولوية في قضايا البنيات التحتية السياحية!

- إذن تحتاجون لقرار جمهوري مماثل من الرئيس البشير لتقوم قائمة السياحة في البلاد؟

نعم، فتدخل رئاسة الجمهورية مهم، لحلحلة المشكلات وإعطاء التصديقات، ومشاكل الرسوم الكثيرة والرسوم التشجيعية وكيفية تخفيضها، والإعفاء من الضرائب، فكل هذه أشياء دافعة يقوم بها المصريون، وكانت سببا في انتعاش السياحة في بلادهم، ونحتاج لتدخل رئاسة الجمهورية لدينا، ونحتاج لمثل هذه القرارات بما يتماشى ومصلحة البلاد لتنتعش السياحة في بلادنا.

- قلت في تصريحات عقب لقائك الوزير المصري في القاهرة مؤخرا بأن السودان يتميز ويتفوق على مصر بوجود المناطق والمناخ الصالح للسياحة.. لكن ألا توافقني أن كل هذه الطبيعة الساحرة موجودة في السودان دون فائدة مرجوة ولا استثمار سياحي مفيد؟

السودان قارة تتميز بمناخات متعددة حسب ما يتمناه السياح، من الصحراء للسافنا الفقيرة للغنية، لساحل البحر الأحمر، وهو من أجمل السواحل في العالم من حيث مياهه النظيفة ومناطق الغطاسين، كما توجد لدينا السياحة الصحراوية والاستوائية وأماكن هواة الصيد، ولدينا مكان جميل كحظيرة الدندر وحديقة ردوم، وهناك حظائر أخرى نعكف على العمل عليها حاليا. ولكن، كما قلت لك سابقا، مسألة إنعاش السياحة في البلد تكاملية، ولن يفيد الترويج لهذه المناطق السياحية التي ذكرتها لك دون توفير المواصلات التي سيذهب بها السياح، ودون تخصيص فنادق وأماكن لهم.. لذا أكرر بأنه لابد من أن تنهض كل الدولة بمؤسساتها كافة لتسهيل عملية السياحة، وأن يسود الفهم بأن السياحة جزء مهم من اقتصاد البلاد، خاصة وأننا نركز الآن على المدخلات الاقتصادية غير البترولية.

- معنى كلامك أن السودان يفتقد للوعي والثقافة السياحية؟

نعم الثقافة السياحية في السودان ما زالت مشكلة، وإن لم تحل فلن يحدث أي تقدم، إذ إنه لابد من رفع الوعي وثقافة السياحة أولا.

- ونشر الوعي وثقافة السياحة أليست إحدى مسؤوليات وزارتكم؟

نعم مسؤوليتنا، لكن ليس وحدنا، بل هو دور تكاملي يجب أن يتم مع وزارة الإعلام، وكذلك الدولة، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة المواصلات، والولايات، والمحليات، وكذلك المواطن السوداني، فإن قام كل من هؤلاء بدوره ستنتعش السياحة في السودان، و(يجي السائح جاري على السودان). المسألة ليست مسؤوليتنا وحدنا، ولابد أن يكون لدى كل السودانيين قناعة بأهمية السياحة!

- كنت وزيرا للتعليم.. فهل ترى بضرورة إضافة السياحة كمنهج تعليمي في مناهج تعليم الطلاب بالمدارس للتنوير بأهميتها؟

نعم، فنحن نريد أن يتعلم أطفالنا أهمية دور السياحة في حياتنا، وسيتحقق ذلك بإضافة مادة السياحة في المنهج التعليمي للتوعية السياحية، وهنالك مقولة مهمة قالها وزير السياحة المصري، هي: إن وزارة السياحة يأتي دورها عقب أدوار كل الوزارات، من كهرباء وتعليم ومياه وكبارٍ وطرق وإعلام.. وغيرها، أي أن هذه الوزارات تقوم بتعبيد الطريق لتنجز وزارة السياحة دورها بنجاح ولجذب السياح لزيارة البلاد.

- يقال إن بعض (المتشددين) في السودان يرفضون وجود السياح الأجانب بحسبان أن في وجودهم دعاوى للفتنة والفسوق والانحلال.. فما هو رأيكم؟

في القانون العالمي للسياحة بند ملزم للسائح للتقيد بتقاليد البلد التي يزورها، ثم أن السياحة نفسها أنواع، فهنالك السياحة العلمية، العلاجية، الغطس، الصيد، الترفيهية، وحتى الحج لبيت الله الحرام تسميه المنظمة العالمية للسياحة (سياحة دينية)، وتتوقف المسألة على ما يقصده السائح نفسه من نوع السياحة التي يريدها.

- ما هي الآثار السلبية التي يمكن أن تنعكس على السياحة حال انفصال الجنوب.. وهل تحسبتم لذلك؟

أولا ليس هنالك أي استثمار سياحي في الجنوب حاليا، فالسياحة متمركزة في البحر الأحمر والشمالية ونهر النيل والخرطوم، وخلال الموسم تتركز في حديقة الدندر، ومناطق الصيد في شرق السودان، ولا نرى أن الجنوب بالمستوى الذي إذا انفصل سيؤثر في السياحة، خاصة وأن الجنوب أصلا به مشاكل في الطرق والمياه الصالحة للشرب وغيرها من المشكلات التي لا تجعل منه قبلة جاذبة للسياح حاليا، بل إن الوفود التي تذهب إلى هناك تعود شاكية من سوء الحال وعدم وجود الفنادق المجهزة، وما إلى ذلك من الخدمات التي يحتاجها السياح!!

- تعني أن الجنوب ليس له أدنى تأثير على السياحة حال الوحدة أو الانفصال ولا فرق؟

السياحة والأمن وجهان لعملة واحدة، فمآلات الانفصال لابد أنها ستؤثر على مجالات الاستثمار في البلاد بشتى أشكاله، لكن المؤكد أنه ليس في الجنوب الآن أي استثمار سياحي بالمعنى المفهوم حتى يؤثر سلبا أو إيجابا، ومن الطبيعي أنه حال الوحدة واستصلاح الجنوب، فمن الممكن أن يكون منطقة سياحية جاذبة جدا.  

- حدثنا عن نتائج زيارتكم مؤخرا للقاهرة ولقائكم وزير السياحة المصري وعلاما اتفقتم؟

أولا ذهبنا إلى القاهرة تلبية لدعوة كريمة من وزير السياحة المصرية، الذي دعانا لزيارة القاهرة مرتين، ورغم أن الأمور السياسية في الخرطوم تتطلب وجودي، إلا أنه كان لابد من تلبية الدعوة التي تكررت، وبيننا ومصر برتوكول تعاون كان قد تم توقيعه في العام 2005م، وتم تجديده في العام 2008م، وكان من المفترض انتهاؤه في العام 2011، لكننا جددنا هذا البرتوكول خلال هذه الزيارة بحمد الله.

- وما هو تقييمكم للزيارة؟

كانت زيارة ناجحة ومثمرة، ولقاؤنا مع السيد وزير السياحة المصري قصّر المسافات، وتم تجديد البرتوكول مع مراعاة الرغبة السودانية في إضافة بنود جديدة للاتفاق، وفتح المجال لوزارة السياحة في السودان للاستفادة من تجربة الوزارة في مصر، والعكس صحيح.



© Copyright by sudaneseonline.com