From sudaneseonline.com

زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
بين فتاة الفيديو وعرمان وبني علمان!!/الطيب مصطفى
By
Dec 13, 2010, 23:01

زفرات حرى
الطيب مصطفى
[email protected]
بين فتاة الفيديو وعرمان وبني علمان!!
عندما قتل بعضُ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضَ مشركي قريش في أحد الأشهر الحرم لم يجاملهم الحق المطلق على فعلتهم النكراء إنما أدان فعلهم ووصفه بالكبير، أي أنهم ارتكبوا كبيرة، لكنه قال بعد ذلك إن إخراج المسلمين من مكة أكبر عند الله والفتنة أشد من القتل «يسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْل» ونقول بذات المنطق إن تنفيذ عملية جلد الفتاة وما صاحبها من ضحك وتلذُّذ من قِبل أفراد الشرطة وتصوير بالفيديو يشير إلى أن أخطاءً قد ارتُكبت تستدعي التحقيق ووضع الضوابط اللازمة لمنع تكرارها خاصة وأن تلك الواقعة قد انتشرت على نطاق العالم بالإنترنت وقناة الجزيرة الواسعة الانتشار الأمر الذي ألحق أذى بالغاً بسمعة البلاد خلال فترة خطيرة من تاريخها وهي «ما ناقصة»!! لكننا نقول في ذات الوقت إن قبائل اليسار وبني علمان والحركة الشعبية وأعداء السودان في الداخل والخارج قد تلقفوا القضية ليصبّوا عليها كميات هائلة من الزيت الساخن ويشعلوا البارود الذي تدثر بين طياتها.
أقول بين يدي هذه الواقعة: هنيئاً لأجراس الحرية ولباقان وعرمان وبني علمان فقد وجدوا ضالتهم في قصة «فتاة الفيديو» ليعلنوا حربهم من جديد على القرآن وعلى الإسلام كما فعلوا غداة سهرة لبنى ـ أرملة طيب الذكر عبدالرحمن مختار ـ في ذلك الملهى الليلي بعد منتصف الليل وهي ترتدي ما خفّ وشفّ مما لا يتسع المجال للتفصيل فيه، هذا قبل أن تُدعى إلى باريس وتُستقبل من قبل كوشنير بالأحضان والقبلات في ذلك المؤتمر الصحفي البغيض تماماً كما استقبلت باريس عاصمة اليهودي ساركوزي المتمرد عبدالواحد نور قبل أن تدفع به إلى تل أبيب التي فتح فيها مكتباً تحدَّث منه للدنيا بأجمعها!!
أعود مجدداً لقصة «فتاة الفيديو» لأقول إنه من المفترض حسب أجراس الحرية التي احتفت بالخبر وأوردت في صدر صفحتها الأولى مشاهد من عملية الجلد التي تعرضت لها الفتاة ومن المفترض أن يشهد اليوم «الثلاثاء» تحرُّك ما سماها بنو علمان بمبادرة «لا لقهر النساء» لتسليم مذكرة لعدد من الجهات والبرلمانات ومنظمات حقوق الإنسان العالمية ولم يذكر الخبر ما إذا كانت المذكرة ستشمل ساركوزي وكوشنير ونتنياهو وغرايشون والسفارات الغربية التي لا أظن أن المنظمين قد انتظروا الثلاثاء «البعيدة» ليقدموا لها مذكرتهم المتعاطفة مع تلك الفتاة التي لا داعي لذكر ما اقترفته من خطيئة اقتضت ذلك العقاب!! ولم ينسَ بنو علمان أنهم سينظمون تجمعاً سلمياً أمام مقر وزارة العدل وقررت مجموعة من الناشطات حسب الصحيفة الفرِحة والمحتفلة بالقصة التصدي للقوانين التي قالوا إنها «تقهر النساء» بهدف «تعديلها بما يتماشى مع الحقوق الديمقراطية بجانب الاتصال باتحادات النساء والطلاب وقوى الإجماع الوطني وتنفيذ مسيرة سلمية»!!
قبل أن أنسى أود أن أقول إن قوى الإجماع الوطني هذه يقودها الشيوعي فاروق أبو عيسى وتضم المؤتمر الشعبي وأظن أن الأمين السياسي كمال عمر سيشهد هذه الأنشطة ويُشارك فيها جميعاً حتى ولو انعقدت في دار الحزب الشيوعي أو الحركة الشعبية التي باتت من حلفاء المؤتمر الشعبي!!
نرجع مرة أخرى لفتاة الفيديو، بربكم هل يستدعي الأمر أكثر من التحقيق حول كيفية تنفيذ العقوبة وملابسات ذلك الفعل بغرض إيجاد معالجات للأخطاء التي ارتُكبت ومنع تكرارها؟! وهل يمكن أن نفهم الضجة التي يثيرها بنو علمان وأعداء الإسلام ومسعاهم لتصعيدها إلا في إطار تسييس القضية وتحويلها إلى معركة ضد الإسلام والقرآن الذي أمر بتلك العقوبة بغرض تحقيق أجندة معينة في إطار الصراع بين المشروع الإسلامي والمشروع العلماني المتدثر بعباءة الشعار الخادع «مشروع السودان الجديد»!!
سبحان من يحيي العظام وهي رميم.. فقد قام الإتحاد النسائي من مرقده وموته السريري من جديد وهل تموت الشياطين؟! الإتحاد النسائي التابع للحزب الشيوعي السوداني قال في بيانه إن الحادثة «وصمة عار في جبين القضاء والقانون السوداني وإهانة للمجتمع السوداني وإذلال للمرأة السودانية»!! ولم ينسَ بالطبع قضيته الأساسية حين طالب في بيانه المنشور في صحيفة باقان وعرمان «أجراس الحرية» بإلغاء قانون النظام العام ـ ويُحمد له أنه لم يجرؤ على المطالبة بإلغاء القرآن ـ ثم قال إن مواكبه «ستزلزل الأرض تحت أقدام الطغاة»!! فابشروا بطول سلامة أيها الطغاة!!
هل رأيتم هذا الكيد الذي يريد أن يوظِّف حادثة معزولة ينبغي أن يُحقَّق حولها وتوجد المعالجات لمنع تكرارها.. يريد أن يوظِّف تلك الحادثة ويجعل من تلك الفتاة المسكوت عن فعلها بطلة تماماً كما فعلوا مع لبنى التي تلقفها يهود فرنسا ليكيدوا بها للسودان المثخن بجراح تآمر أعدائه بالداخل والخارج!!
وهكذا يجتمع «التعيس وخايب الرجا» وتقام المهرجانات الخطابية التي لا أشك أن عرمان سيكون على رأس مخاطبيها فالحمد لله الذي بغَّض عرمان في قلوب خلقه منذ أن بدأ معركته ضد إيراد البسملة في صدر الدستور الانتقالي عقب عودته من منفاه مع الحركة الشعبية لتدمير السودان عقب توقيع نيفاشا وأرجو أن أحذِّر حزبي الأمة والمؤتمر الشعبي من الانزلاق والانسياق خلف أجندة الحرب على الشريعة تحت تنظيم الشيوعي فاروق أبو عيسى فكفاهم ما حاق بهم من استخدام كريه من قِبل الحركة الشعبية لتحقيق أجندتها الشريرة التي اعتادت أن ترميهم كمناديل الورق عقب كل استخدام.
صحيح أن وزارة الداخلية تحتاج إلى إجراء بعض المعالجات التي ـ مهما ولول بنو علمان ـ لن تطول القانون ولن تغل يد حراس المجتمع وحماته من الانحدار في مهاوي الرذيلة ولن تستجيب لمحبي إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» لكنها تحتاج إلى توظيف من يجيدون تنفيذ القانون بعد تلقيهم دورات تثقيفية وفقهية مع بعض التراتيب الأخرى التي لن أستفيض فيها.
هذه البلاد ـ أعني الشمال بعد أن أصبح دولة مستقلة بعيداً عن «ترلة» الجنوب بهُويتها التي تملأ شوارع جوبا بالموبقات ـ كلها مسلمة تقريباً، فقد أصبح الشمال بعد الانفصال مسلماً بنسبة تتجاوز 79% أو تزيد وآن الأوان لأن يمتلئ إسلاماً لا أن يُنتقص إسلامُه ودعونا نتأمل بعض آيات سورة النور: «وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» مضمون هذه الآية يخاطب المؤمن وينهاه عن استخدام العاطفة حتى ولو صرخت المذنبة «واي يا يمه تعالي لي» فهل نسمع كلام الله أم تخرصات دعاة حقوق الإنسان الذين يحلو لهم أن يستنجدوا بأولياء نعمتهم من خواجات فضائح أبو غريب وباغرام وقوانتانامو الذين لو عرضنا مشاهد عُريهم وممارساتهم وعروض الشذوذ الجنسي الحية في مدنهم النجسة لاستحوا من استنكار عقوباتنا الإسلامية القرآنية لكن هل يعرف هؤلاء قيمة الحياء؟!
أجيبوني بربكم إذا استُشيرت تلك الفتاة هل تفضل أن تُسجن شهراً واحداً أم تجلد 04 جلدة تنتهي في خمس عشرة دقيقة فبماذا ستجيب؟! من منكم لم يُجلد في حياته على يد أساتذته عشرات المرات خلال مسيرته الدراسية ثم أيهما أحق بأن ترق له قلوبنا تلك الفتاة أم أطفال المايقوما الذين يعيشون أعمارهم في ذلّ ومسكنة جراء اختفاء أبوين هاربَين استسلما لشيطان الشهوة وتسبّبا في كارثة إنسانية تدوم ما بقي ضحاياها من الأطفال الذين سيكبرون ويعانون مليارات المرات أكثر من معاناة تلك الفتاة؟! كم من أطفال يرميهم آباؤهم في براميل القمامة وتنهشهم الكلاب؟! أجيبوني يا دعاة الدفاع عن الرذيلة ويامن تحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا.
المسلم بين خيارين فإما أن يستجيب لقرآن ربه ويزيل أي حرج من أحكام الإسلام وإما أن يخرج من دائرة الإيمان «فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا» فمجرد الحرج من الاحتكام إلى الشريعة وعقوباتها يُخرج صاحبه من دائرة الإيمان فهل نستجيب لبني علمان وعرمان عدو القرآن أم لنداء ربنا سبحانه وتعالى وأن نستجيب لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي قدمت هذه الأمة على سائر الأمم أم نذعن لإرادة أمريكا وصنائعها من بني علمان؟!



© Copyright by sudaneseonline.com