From sudaneseonline.com
ماوراء البحار/هاشم محمد الحسن
By [unknown placeholder $article.art_field1$]
Apr 17, 2009 - 11:21:33 PM
ماوراء البحار
كانت الساعة تشير الى الخامسة صباحا فى مطار الخرطوم والطائرة لتوها قد نزلت هنلك عشرات من الصفوف ومن طائرات مختلفة مصر السعودية الخليخ ثم من اوروبا كانت اجساد الركاب تمطر عرقانتيجة الهواء الدافئ جدا والزى يهيب الينا من وقت الى اخر وجدت نفسى امام رجل الجمارك الزىيحدق بعيونه الحمراء فى وجوه الركاب وكانه يلعن الوظيفة والركاب معا انتابنى خوف لااعرفه ولكن حمدت الله عندما انتهيت من تلك الاجراءات الجمركية والى الفور وجدت نفسى عند محطة العربات بجاي يا ام درمان بحرى نفر ومن وسط هزه الزحمة خرج الى مجموعة من الشباب الزين اتوا لاستقبالى من جبهة الشرق كنت انظر فى الوجوه بتمعن شديد لعلى اتعرف على احد منهم كانت الوجوه سمراء نحيفة لعل اللون الاسمر الزى طغى على منطقة المطار زكرنى بقول الاستاز احمد بهاء الدين الكاتب المصرى وهو فى احدى جولاته للعواصم العربية وعندما كانت الزيارة الى الخرطوم شعر بانه ليس فى بلد عربى وكانت هزه المقالة قد نشرت فى احدى المجلات روز اليوسف او صباح الخير بالطبع كانت الملامح افريقية سودانية اصلية رغم تحدثهم اللغة العربية اقتادنى الاخوة الى فندق متواضع فى السوق وعلى الفور زهبت الى النوم وبعد افقت من النوم وفتحت الشباك فى منتصف الليل. فازا عينى تقع على شوارع تملاؤها الاوساخ التى تنقلها العواصف من شارع الى شارع عندما انتابنى احساس عميق باننى انتمى الى هزا الوطن الزى كنت قد غادرته منز اربعة عشر عاما ماعلينا وبعد القيام بكل اجراءات الاقامة توجهت الى بورتسودان التى لم يخلق مثلها فى البلاد نفس الوجوه السمراء الشديدة الملامح الاثيوبية وبالاحرى الاريترية . توجهت السيارة الى منطقة كلعنايب موطن الاجداد ولسان حالى يقول قول الشاعر احمد شوقى
وطنى واءن شغلت بالخلد عنه
نازعتنى اليه فى الخلد نفسى
واتجهنا شمالا الى بورتسودان كانت الاحياء الجديدة تحيط بالجانبين وتتراى الى البعد حى المطار الزى يزكرنى بعمارات دبى ياالهى انها رائعة وعلى كل فالمدينة فى زيها الجديدة . بعدها قمت بزيارة ببعض الاخوة فى المستشفى تغير الشكل والمضمون لهزه المدينة التى رايتها قبل ساعة بانها جميلة دخلت المستشفى واول ما افظعنى تلك الغرفة النسائية التى تنتقل اليك من اليمين واليسار انه موت المرضى اما حالة الاطفال فحدث ولا حرج اطفال يفترشون الارض وهم يتعاطون الجلكوزات المستعملة والبول يجرى من تحت بطونهم الى شرايين الارض الت تفوح منه رائحة القازورات المختلفة . وفى الصباح قمت بزيارة الى ديم العرب او ديم العرب ام درمان البجا كما يسميها الاستاز ادم اركاب بدات اطبطب فى الحضور وشراب القهوة البجاوية وبعد حين علمت من بعض الاخوة ان كثيرين من الشباب عاطل وكثير منهم من خريجى الجامعات كما ان مرض السل منتشر بينهم ويدور الحديث عن فجوة غزائية ومجاعات فى المنطقة الشمالية الغربية من بورتسودان جبيت المعادن اوكوا بينما كان التلفزيون يبث عن التنمية المستدامة فى انحاء السودان عامة ولعل الحكومة المركزية لاتعرف الكثير عن الولايات الشرقية الله يابورتسودان فى احدى المناسبات زكر الرئيس عمر البشير فى دارفور بان يجعل دارفور مثل بورتسودان فى التنمية والرخاء ياالهى مازا الم بدارفور حتى يشبهها رئيس الدولة ببورتسودان المليئة بامراض الملاريا والسل وفوق زلك يتطاير الزباب فى كل ركن من اركان المنازل والمطاعم وفى المساء يعانق البعوض اجساد البشر لنشر الملاريا . وهى لاتزور العالمين الا فى الظلام كما قال ابو الطيب المتنبى
وزائرتى كان بها حياء
فليست تزور الافى الظلام
اين الحكومة انى اتساءل اين جبهة الشرق بل اين موس محمد احمد وامنة ضرار ممثلو موتمر البجا واين الحكومة المركزية والمعلنة للتنمية فى السودان اعتقد ان التنمية تبدا بالتعليم والصحة . وايجاد فرص للعمل للعاطلين فى قهاوى الشرق المختلفة واخيرا انتهت الاجازة وفى المساء فى مطار بورتسودان وبينما كنت اودع الاصحاب لعستنى بعوضة فى يداى وكانها لاتريد ان تفارقنى لم امكث طويلا فى الخرطوم اخزت التاكسى الى المطار لاغادره هزه القارة السمراء لاعبر البحار والمحيطات الى اقصى الشمال كنت اشاهد بعض ابناء الرهط يقفون فى صفوف مكتظة على جانبى الشارع فسالت سائق التاكسى عن هولاء الجموع البشرية فقال لى انهم يبيعون المسروقات فقلت فى قرارة نفسى انهم حرامية يبيعون الاشياء عينك ياتاجر فى وجه النهار وبوضوح
هاشم محمد الحسن
اوتاوا
© Copyright by sudaneseonline.com