From sudaneseonline.com

بقلم :فتحي الضّـو
أحياءٌ عِند قُرائِهم يُذكرُون (4)!
By [unknown placeholder $article.art_field1$]
Apr 19, 2009 - 6:01:53 PM

أحياءٌ عِند قُرائِهم يُذكرُون (4)!

 

فتحي الضّـو

 

[email protected]

 

مواصلة للمبحث الذي إبتدرناه الحلقة الماضي� بالقصتين اللتين وردت� عل� لسان الاستا� الراحل عل� أب� سن� والذ� أشار فيهم� بأنه هو من ألهم الاستا� الراحل الطي� صالح الطقوس الواقعية لمخيلت� التي أنتج� روايته الشهير� موسم الهجرة إل� الشمال بل وفقا� لم� جا� في مذكرات أب� سن نفسه المجذو� والذكريا� فق� زع� إن� مصطف� سعيد فعلا� وليس قولاً، ودعم قوله بالقصص التي ذكرن� أثني� منها ونواصل الثالث� في هذ� الحلقة� ونضي� له� ما اعتبره شواه� واقعية حدثت بينه والكات�. علما� بأنه لا هذ� ول� ذا� وجدا ترحيبا� أو إعترافاً من الطي� صالح نفسه...ول� يك� ذل� مع أب� سن وحده� وإنم� شم� كثيرون مم� اشار� إليه� الأصاب� بإعتباره� بط� الرواي� مصطف� سعيد وكنا قد طُفن� فيما مض� عل� نذرٍ قليل� من سِيَ� بعضه�. وقلن� كذلك لي� من الجائز أو المنطق� أن ينزع الاستا� الطي� صالح تل� الغلال� السحري� من الرواي� بع� أن ذا� صيته� وأصبحت شخوصها أشبه بالأساطي� الإغريقي�...ليقو� للقراء بعدئذٍ إن أولئ� الشخوص أناس بعينهم أحيا� بي� الخل� مم� يأكلون الطعام ويمشون في الأسوا�! ولهذ� نقول خلاصةً الآن...إن السِ� المكنو� في تل� الرواي� إختف� يو� أن إختف� مصطف� سعيد نفسه من الحياة بتلك الطريق� المأساوية، مثلم� أن السِ� ذاته دف� يو� أن وارى النا� الثر� كاتب الرواي� في الثامن عش� من مارس الماضي. ولكن بالرغم من هذ� وذاك ستظل ألسن� نيرا� الجد� تخبو مر� وتظه� مرات إل� حي� قيام الساعة!

في عُجالة سريع� نستذكر به� بع� ما مض� في القصتي� اللتين إستشهد بهما عل� أب� سن الحلقة الماضية، كانت الأولى عن سو دينزدي� تل� الفتاة الرقيق� التي أحبت� حباً رومانسيا� جارفاً� وأطلعن� بشفافي� يعزّ� تداوله� بي� النا� بوقائع قص� ميلودرامية تكاد تقطع نياط القلوب. قص� أشبه بالقصص التي شنَّ� به� جميل بثين� وروميو جولييت ومحل� تاجو� آذان الخل� عموماً والعشا� والمحبين عل� وج� الخصوص� وقال أب� سن إن سو المنتمية إل� طبقة برجوازية� وذات حس� ونسب يلحقها بأسر� هارولد ماكميلان رئيس وزرا� بريطانيا� كا� صديق� المجذو� أن يكتب عنها قصيد� بع� أن شا� موته� وعلم إنها عل� قي� الحياة� ولكن� عج� لأنه بحسب قوله أن� لا أح� المو� وم� ذل� تابعنا معاً قص� الصعود والهبو� في تل� العلاق� الجميل� بك� ما احتوشه� من زخ� عاطف� تبتر� به القلوب الحراء� ثم استدعينا من اللوحا� الخلفي� شخصيات رواي� موسم الهجرة إل� الشمال...شيلا غيرنوو� وإيزابيل� سيمو� وآ� همند وذلك في محاولة للبح� عن العلاق� التبادلي� بي� الواقع والمخيلة التي صنعت�. ثم ختمن� الحلقة الماضي� بقصة أب� سن مع الممثل� الهندي� التي لم يذكر اسمه� حينم� قامت بزيارة نادي البي بي سي والتقته، وقال إنها لم تك� تبغي شيئا� سو� ري ظم� حب إستطلاعها، والذ� كا� - بحسب إعترافها � البح� عن السِ� الذي جع� فتيا� البي بي سي يتحلقن حوله كم� السوار بالمعص�!

إن وقائ� القص� الثالث� لا تق� رومانسية عن سابقتيها� ول� تختل� إل� من حي� أنها جر� أحداثه� مع شاعر� مشهورة تنتم� إل� بل� عُرف بالح� والجما� والشعر� وإ� لم تص� القص� إل� ذا� العم� الرومانس� الذي زا� القص� الأولى. الثالث� هذ� كا� طرفه� الآخ� غادة السمان وق� وص� أب� سن هذ� العلاق� بأنه� محايدة ذل� لأنه بحسب إقراره لم يُقد� عليه� طائعاً مختاراً، وقال إن صديقته ليلي طنوس والطيب صالح لعبا فيها دورا� خفيا� أشبه بالمؤامر� ويضي� كم� يتحس� عل� حد� جر� عل� غي� ما أشته� وتمن� إن تجربتي مع غادة لو أتيح لن� أن نلتق� بطريقة طبيعية لأستمت� المشاهدا� � ليلى والطيب � بصرا� الفيلة ! وكما فيلسوف يبحث عن مواط� الضع� والقوة في نفوس البش� يقول أب� سن إن� وج� فيها نموذجا� مهملاً للتأثر الحضار� العربي الكامل بل الجامح بآخر تقليعا� محاولا� التمرد الفلسف� الاجتماع� الغربي ثم يشرح بشيء من النزوع الشباب� كي� أن المذكورة جاءت وبها - إل� لندن - شب� عارم� كانت تدور بي أنحا� المدين� وتقو� لي: أن� تصاد� المدن، تعرفها وتسب� غورها، حينم� تشرح لي معان� بع� المعالم، أشعر أن� لا تكلمني� أن� تكلم هذ� المدينة، هي تفهم� وأنت تفهمها� وبينكم� اتفا� أن تبوح لك بأسرارها وأ� تتول� أن� بث الرو� في أوصاله� وإعادتها للحياة أمام زوارها من أنت؟ سألتني...أطرق� وهمهمت مدندنا� شعرا� !

في موسم الهجرة إل� الشمال قا� مصطف� سعيد أن� ظلَّ في البداي� يطار� جي� مورس حي� تتمن� مر� وترفضه مرات إل� أن طلبت من� أن يتزوجه� ففعل� لكنه� تعود� عل� أن تثير غرائزه بشتى الوسائ� والأساليب، بل بطرق لا تخلو من وحشية، كانت تشتهيه وتحتقر� في آن معاً...تريد� وتقم� رغبتها في نف� الوقت، وظلت هكذا ردحا� من الزم� كم� تخصص في تدمي� أعصابه بل� رحمة أو هواد�...حت� أوصلته نقطة هدده� فيها بالقتل صراحة، ول� تعبأ ظناً منها إنها سلبت روحه وإرادت� ولهذ� لن يفعل� إل� أن حانت ساعة إمتز� فيها الثأ� بالانتقا� بالح� باللذة� وه� اللحظة التي جسَّده� الطي� عل� لسان بط� قصته بإبداع تشبيهي فا� حد الخيال كأنن� فلكا� في السماء اشتبكا في ساعة نح� وف� مقاربة تبدو معكوسة بع� الشيء، قا� أب� سن غادة كانت بالنسب� لي مُهر� عربي� جاءت تتقافز في رشاق� أثار� إشفاقا� وخوفاً عليه� في نفسي� بي� نف� الأزقة اللندنية التي احتضنت الخفاي� الشائه� في صورة دوريان جريي كم� صوَّره� أوسكار وايل� إل� أن يقول عن اختيارها حي سكني سب� وا� شه� أو� مصادما� عنصرية عنيف� في الستينات بالنسب� لي كا� ذل� العنوا� كافياً لأعتبرها تلميذة مشاغبة تستهويها مواق� النيرا� كم� الفراشة، الغريب أن ليلى والطيب صالح تظاهرا بأنهما غي� مهتمين إطلاقا� بالعلاقة بيني وبين هذ� المتوحشة البرئي� التي تركاها في يد� أو بالأحر� تركاني في يدها !

يستم� أب� سن في التداع� ليواصل السر� بنمط يظ� قارئ� أن� نه� من ذا� النب� الذي نهلت من� رواي� موسم الهجرة� ول� أدري كي� حد� هذ� التماث� إن صد� حقاً كن� عل� موعد أمام محطة هولاند بارك فجاء� تحمل في عينيها وف� شعره� وف� صُلبها قلقا� وجوديا� عارماً� جذبتني من يد� جذبا� وقال�: هي� نجلس عل� رصيف الشارع! قل�: أي شارع� قالت: هذ� الشارع� هولاند بارك. بالرغم من أن الفكرة جنونية في بلاد الانجليز� والاحتما� الكبير أن تدهسنا شاحن� أو سيار� أو با� إل� أنني استسلم� لجذبته� العابثة، وجلس� معها عل� الرصيف أحاو� أن أفهم. بع� لحظة صم� أشعل� سيجارة. نظرت إل� يد� النائم� فو� ركبتها وقال� بلهجته� اللبناني� المحببة، وعود الثقاب مشتع� بيده�: بتعر� لو� أيدك هيدي مث� عو� الصندل� بيتهيئ� لي لو حرقتها بيطلعل� منها بخور الصندل� ضحكت أنا، ووضع� هي الثقاب تح� يدي، احترقت اليد وشاطت، قتلن� الصم� والألم ووجه أحمد فارس فرسا� الشكري� الذي انتص� أمام�! كا� يعلمني � وأنا طف� � حم� الجم� بيدى من مكان إل� آخر، وأنن� نح� لا نتأل�. نظرت غادة إليّ مندهشة وصاح�: شووووو�!�

ذل� تجرد فريد إختل� في� الأل� بالعشق� وه� ذا� اللحظة التي استدعت التاري� من كهفه المكين� كانت جي� مورس قد وضعت الخنجر بي� نهديها� وشبك� هي رجليها� ضغطت ببطء فتحت عينيها. أي شب� في هذ� العيون وبدت لي أجمل من كل شي� في الوجود� قالت بألم يا حبيب� ظننت إن� لن تفعل هذ� أبداً، كد� أيأس منك، وضغط� الخنجر بصدر� حت� غا� كل� في صدره� بي� النهدين، أحسس� بدمه� الحا� ينفج� من صدرها، واخذ� أدعك صدره� وه� تصرخ متوسلة: تعال معي، تعال لا تدعن� أذهب وحدي...قالت أحبك وقلت له� أحبك ونحن شعلة من اللهب، حواف الفراش ألسن� من نيرا� الجحيم� ورائحة الدخان أشمه بأنف� وه� تقول لي: أحبك يا حبيبي، وأنا أقول له� أحبك يا حبيبتي� والكون بماضيه ومستقبله اجتم� في نقطة واحد� لي� قبله� ول� بعده� شي� . عل� الجانب الاخ� كا� أب� سن قد استدعى مصطف� سعيد واسقطه في سياق سرده مثلم� فع� من قب� في مرتي� سابقتي� أم� الجانب الآخ� من حكاي� غادة السمان� فه� العلاق� مع الصديق الزميل مصطف� سعيد� فإذا كانت قد رأ� لو� يد� كعود صندل وأشعلت فيها النار، فق� قررت صديق� له� أن تطلب الفناء في مصطف� سعيد. طلبت من� أن يشعل النا� فيها بالسكي�! طلبت من� أن يقتلها! كا� ذل� في ليلة عاصف� اختل� فيها عصير العن� بقصائد نزار قبان� ( حبلى � القصيد� الشرير� � رسائ� لم تُكت� له� � أوعي� الصديد) !

يمضي أب� سن في التجسي� بإسقاط مصطف� سعيد أيضا� مم� قد يوقع القاري� في براث� الإلتباس حينم� اكتش� مصطف� سعيد نزوع غادة وصديقتها إل� إل� Exotic  أعدّ لهما سهرة سوداني� أصيلة، ببخو� الصندل والدلك� والخمر� والفرك� وبعض الديكو� السوداني� لم تك� هي وحده� التي اكتشفت أن ذل� هو السح� بعينه، هو أيضا� اكتش� ذل� لأول مر�! فق� تصور� صديقته� أن السهرة كانت لممارس� السح� بالطريقة المعروفة في أورب� وأميركا، وحين سأله� مصطف� سعيد لماذ� تصِّ� عل� أن تموت في ذل� الحا� بالذات� قالت إنها تريد أن تصعد إل� السماء مع دخان الصندل وصوت فيرو�! كا� الطي� صالح قد وص� بي� مصطف� سعيد في لندن بقول� يحوي الصندل والن� وريش النعام وتماثي� العا� والأبنوس والصور والرسو� لغابات النخيل عل� شطآن الني� وقوارب عل� صفحة الماء، أشرعته� كأجنحة الحمام� وشمو� تغرب عل� جبال البح� الأسود� وقوافل من الجِما� تخ� السي� عل� كثبا� الرم� عل� حدود اليمن، واشجار التبلد� في كردفان وفتيات عاريات من قبائ� الزاند� والنوي� والشلك� وحقو� المو� والب� في خط الاستواء والمعابد القديم� في منطق� النوبة� الكت� العربي� المزخرفة بأغلفة مكتوبة بالخ� الكوفي المنمق� السجاجيد العجمي� والستائر الوردي� والمرايا الكبير� عل� الجدرا� والأضواء الملون� في الأركا� إل� أن يقول في وص� غرفة مصطف� سعيد تعبق فيها رائح� الصندل المحرو� والن� وف� الحمام عطور شرقي� نفاذ� وعقاقي� كيماوي� ودهو� ومساحي� وحبو� !

بي� أن كل هذ� التماث� لا يعدّ� إل� أن يكون مح� إجتهاد في مقاربا� لا تريد أن تؤكد ما قاله أب� سن ول� تريد أن تنفيه، وبنف� القد� لم يك� هدفه� الوصول إل� تل� النتيج� عن طريق ما يتراءى للقاري� كأنه عل� سبيل المقارنات، وف� الواقع نعيد ونكر� ما قلنا� من قب� إن تل� مهمة ألقيناها عل� كاهل القاري� ونتمنى أل� ينوء بحملها� أم� المباش� والذ� لا يحتم� التأوي� أو التقعي� فق� تمثل في روايتي� أطلعنا عليهما أب� سن من عيون الواقع المعاش� إذ كا� والطيب طرفا رحاها، وهما ما جعلتاه بي� الشك واليقي� في زعمه أن� البط� المعني في رواي� موسم الهجرة...وق� كا� لليقين أميَّل! أم� القص� الأولي� قا� فيها إن� عندم� أرسل للطي� صالح نُسخاً� من ترجم� موسم الهجرة إل� الشمال للغة الفرنسية� أعاد له الأخير نسخة وعليها إهدا� يقول إل� الأخ عل�...فه� أح� النا� بهذه الكتاب وه� العبار� التي حيرت� فتساءل بل� مجيب هل الكتاب المقصو� هن� هو الترجمة؟ أم هو الكتاب الأصل؟ لم أسأل� حي� التقين� � أي الطي� - ول� يق� لي !

أم� القص� الثاني� والت� أسبغ عليه� قوله واحد� من دعابات الطي� في القاهر� فقال إن� دعاه إل� حف� عشاء عل� شرفه� حضره عد� كبير من ممثل� السينم� الذي� يشتركو� في تمثيليات القس� العربي حينم� يزورون لندن� وتربطه� بالطيب مودة عميقة، فجأة وبينما كا� عِزت العلايلي منهمكا� في محاولة اقنا� الطي� بأنه مُصِ� عل� أن يلعب دو� مصطف� سعيد في فيلم موسم الهجرة� دخلت إل� الحف� الممثل� ماجد� الخطيب� وهجم� عل� الطي� في عتاب غاضب: كي� يهملها ول� يتصل به� وه� في القاهر�...هو يحاو� أن ير� وه� لا تسمح له بكلم�...كي� يخرج من هذ� المطب؟ نظ� حوله يبحث عن� وه� في لحظة تجلي فإذا به يقول له�: هناك مفاجأة يا ماجد�..أسمح� لي أن أقدم لك هذ� الشخص، سكتت ماجدة، وه� مجاملة سأله�: إن� عارف� دا مين؟ وصمت الجميع وكرر: إن� عارف� دا مين؟ قالت: لا. قا�: دا مصطف� سعيد الأصلي!

إن صفوة القو� في هذ� السلسل� خلاص� طالم� تأملتها، وه� تمثل قاسم مشتر� بي� الشخصيتي� العظميتين، إذ كثير ما تساءلت فيها دو� الوصول إل� إجاب� قاطع�...فم� جه� لا شك عندي أن مذكرات الاستا� الراحل عل� أب� سن تمثل نموذجا� فريداً في الشجاع� والعفوية والتصالح مع النفس، وف� تقديري أن طريقته السردي� تل� لن تج� له� مثيلاً بي� الأحيا� الناشطين في العم� العام، لي� في إطار السودا� فحسب وإنم� في كثير من المجتمعا� العربي�! وم� جه� أخري لا شك عندي أيضا� أن عبقرية الطي� صالح تجلَّت في رواي� موسم الهجرة إل� الشمال� ول� يك� لهذه العبقرية أن تتأت� لولا تل� الجرأة البالغ� والت� مزقت أستا� تابو   Taboo طالم� وق� سداً منيعاً أمام ابداعاتن� الثقافية والفكرية. ولذا� السب� أعتق� أن موسم الهجرة إل� الشمال وجدت قبولاً وارتياحا� في أوسا� المثقفين العر� عموماً والسودانيي� عل� وج� الخصوص� وبنف� القد� يمكن القو� إنها وجدت إعتراضاً وصدودا� وإستنكافاً مم� يطلق عليه� قبيل� المتزمتي� أو الكارهين للحياة� فه� وف� ما صورت له� نفوسهم المتوجسة أن الرواي� موغل� في الإباحية� ومحركة للغرائ� الجنسي� ومفسدة للأخلا�! وهذا ما يجعلنا نتساءل ببراءة...فإ� كا� ذل� كذلك ما الذي يجعل مثقفاً متفردا� كالراح� عل� أب� سن يقبل عليه� ليتشرف بالانتما� لأحد شخوصها� عوضا� عن أن يدبر عنها ويتبرأ منها! لا سيَّما وإنه سليل دوحة عرَّشه� العل� والأدب والدين. في تقديرن� إن الاجاب� ببساطة سواء أتفق او اختل� النا� مع أب� سن في زعمه� إل� أنهم لن يستطيعوا أن ينزعوا عن� صف� الشجاع� التي حد� به أن يزعم ما ينفر عن� المرجفون� مثلم� لن يستط� أح� أن ينفي الشجاع� نفسه� من الطي� صالح صاحب الرواية، والشجاعة كم� نعلم هي أه� صف� يمكن أن يتحل� به� أي كائن أراد إصلاحا� في مجتمعه� وعزم عل� منازلة خفافيش الظلام بغية هزيمته� بسلا� الاستنار�!

فسلا� عل� الراحلين الجليلين اللذين تدثر� بالت� نحتاجه� في حياتنا وعجز عنها الكثيرون!!

 

عن (الأحدا�) 19/4/2009

لمزي� من مقالات الكاتب يرجى زيار� مكتبته عل� موقع الجالي� السوداني� بمنطقة واشنطن الكبرى

 

   



© Copyright by sudaneseonline.com