جمعياتنا النوبية الخيرية ما لها وما عليها!

عباس حسن محمد علي طه – جزيرة صاي

جمعياتنا الخيرية لها إيجابيات كثيرة كما أن لها سلبيات أيضاً وفي هذه العجالة أقدم سرداً مختصراً لكل حالة وأترك للآخرين المجال الأوسع ليسهموا بمزيد من الآراء والأفكار البناءة . إن جمعياتنا الخيرية عبر السنين تقوم بأعمال خيرية وإنسانية عديدة لا مثيل لها لدي الشعوب الأخرى في العالم وهي صاحبة اليد الطولى والقدح المعلى بجعل التواصل واللقاءات وكفالة الأيتام والتكافل الإجتماعي ومساعدة الأسر المحتاجة وربط الأبناء ببعضهم البعض وضمان النسيج الإجمتاعي في عصر تشهد العالم من حولنا بالتفكك الأسري بشكل خطير، وكان دور جمعياتنا إيجابياً في التواصل النوبي النوبي في كافة المناسبات، في الأفراح والأتراح،  فهذه حقيقة من الإيجابيات التي تقوم بها جمعياتنا حسب دساتيرها، إلا أن هذه الجمعيات ظلت عقداً من الزمان في حالتها الروتينية ولم تواكب تطورهذا العصر من تقنية حديثة لوسائل الإتصالات والثورة المعلوماتية الهائلة . إذ نلاحظ  أن المصروفات الكبيرة التي تتحملها هذه الجمعيات من إيجارات وغيرها أكبر من الخدمات التي تقدمها للأبناء والمنطقة ونشاهد جمعيات في حجم بعض السفارات وأخرى صغيرة متقطعة الأوصال نتيجة للإنشقاقات التي حدثت من أبناء قرية واحدة لتزيد بذلك مصروفاتها ، وتوجد الآن أكثر من خمسمائة جمعية نوبية تقدر مصروفاتها بعشرات الآلاف من الدولارات سنوياً تذهب لمالكي العقارات والإستراحات، وكان من الممكن الإستفادة من هذه الأموال الكبيرة في الإستثمار أو بإقامة مشاريع خدمية شبه إستثمارية من مستوصفات ومدارس خاصة في منطقتنا النوبية .إن جمعياتنا الخيرية ظلت هكذا مغلقة على نفسها مجمدة في النواحي الإجتماعية دون الإستفادة من وسائل الإتصالات الحديثة والطرق في المجال الإستثماري بتكوين لجان متخصصة  في كل جميعة وقيام الإتحادات النوبية بالتنسيق بدلاً عن ضياع الوقت في أمور هامشية، وهنالك مشكلة الفراغ المميت في الجمعيات حيث نجد الأبناء لا يستفيدون من أوقات فراغهم بعمل ندوات ثقافية ومحاضرات بناءة متبادلة وخاصة من الشباب، وكان ممكنا القيام بأنشطة رياضية منتظمة بين القرى النوبية بتكوين فرق رياضية  وهنا أشيد بأبناء جمعية عمارة حقيقة بدورهم الرياضي عبر فريقهم المشهور بشائر الشمال ، وكان ممكنا من الشباب مواصلة الدراسة أوإكتساب مهارة ما في اي مجال لتغنيهم عن الفقر وإستعداداً للعودة إلى الوطن، وكان ممكناً عمل لوحات  ثقافية ونقل كل ما ينشر ويكتب في المنتديات النوبية من مقالات إجتماعية وتوثيقية لقرانا وعن الذين خدموا المنطقة وكان من الممكن الإستفادة من طاقة شبابنا في الأنشطة المختلفة من فنون شعبية ، مسرح وتراثيات غيرها والخروج من الروتين المستمر، جمعياتنا تبدأ بتكوين لجنة تنفيذية وتنتهي تكوين لجنة أخرى سنوياً وبقية الشهور تقام المآتم والسهر حتى الصباح في لعب الورق ومشاهدة أفلام الزواج وبقية الوقت هرجلة وكلام في السياسة أو في الغيبة والنميمة وهكذا الأوضاع في جمعياتنا الخيرية تسير وأين إرثنا الحضاري؟ وأشيد بابناء بدين في المملكة العربية السعودية بتعاونهم بفتح سلسلة من المطاعم السودانية الراقية وتمكنهم من محاربة العطالة. وقبل أن أقول لقد فات الآوان علينا، أتساءل هل فات الأوان فعلاً؟ أم من مفكر يخرج من بيننا ليتولى ويتبنى فكرة التخطيط الإجمتاعي وتطوير اداء الجميعات وهذا سؤال موجه لكل رؤساء الجمعيات ورؤساء الإتحادات النوبية وكذلك الإستفادة من الجمعيات الإلكترونية أي المنتديات بنقل أخبار ودور الجمعيات من إيجابيات وسلبيات بدلاً عن الكتابات الرخيصة والهامشية أو كتابات مجاملاتية بينية أو رسائل ودية اشبه برسائل (من طرف الحبيب جات أغرب رسالة) أو (حبيبي أكتب لي وأنا أكتب ليك) او طاش ما طاش وإلى اللقاء.

عباس حسن محمد علي طه – الإعلام الخارجي لجزيرة صاي