اخر الاخبار من السودان لشهر ينائر 2006
أخر الاخبار من السودان

مصطفى إسماعيل: الخرطوم لن تسعى إلى مواجهة مع المجتمع الدولي.. إلا مضطرة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
26/2/2006 10:31 م

موفد الجامعة العربية: القمة العربية في الخرطوم لها أهميتها بالنسبة للسودان


سناء الجاك
قال مستشار الرئيس السوداني الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، إن بلاده لا تسعى إلى مواجهة مع المجتمع الدولي، إلا إذا اضطرت الى ذلك، كما أعلن أن موقف بلاده واضح من رفضها عزل سورية دوليا أو محاصرتها ومعاقبتها، مشددا على ضرورة فصل مسار التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري عن المسارات الاخرى في ملف العلاقات اللبنانية السورية.
كلام اسماعيل جاء في حديث إلى «الشرق الأوسط»، خلال زيارته الى لبنان لتوجيه دعوة رسمية الى مؤتمر القمة العربية المقبل في الخرطوم. وقد تطرق خلال الحديث الى الأحداث والتطورات المتعلقة بمسار تطبيق اتفاق السلام في السودان والمبادرة التي كلف بها في العراق من قبل جامعة الدول العربية، وتطورات الاوضاع في لبنان والجهود السودانية والعربية التي تبذل في هذا الاطار. وبدا اسماعيل متفائلا بإمكانية الوصول الى نتائج ايجابية لمختلف الملفات الساخنة والمطروحة على بساط البحث.

> قلتم إنكم كنتم تسعون الى قمة مصغرة بين لبنان وسورية لحل الأزمة بينهما، وتحدثتم عن «الطائف2»، لكن مرض الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أجل المبادرة، هلا تحدثنا عنها؟

ـ بالنسبة إلى القمة التي كنا نفكر فيها برعاية الرئيس بوتفليقة، كانت فكرة قمة ثنائية ما بين سورية ولبنان، تجمع الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، لكن في النهاية ارتأينا ان تحصل لقاءات ثنائية قبل انعقادها بين الرئيس بوتفليقة والرئيس بشار الأسد من جهة، وبين الرئيس بوتفليقة والسنيورة من جهة ثانية، ونتائج هذه اللقاءات تحدد الخطوة القادمة. هل تكون لقاء ثلاثياً يضم الجزائر ولبنان وسورية أو لقاء خماسياً بمعنى أن تنضم الى الجزائر السودان وتونس؟ وتركنا هذا كله لما بعد اللقاءات الثنائية التي سيجريها بوتفليقة، لكنه مرض قبل موعد اللقاء الأول مع الرئيس الأسد. فتم اللقاء على مستوى وزير الخارجية السوري السابق فاروق الشرع والرئيس السنيورة. لكن كل العملية كانت في انتظار أن يعود الرئيس الجزائري ويقودها بنفسه. أما بالنسبة الى «الطائف2»، وهذا شيء غير متفق عليه، كنا نفكر في ماذا نفعل، هل نعقد لقاء لقوى لبنانية؟ نحن نريد أن نفعل شيئا نقدمه إلى قمة الخرطوم ولم نتفق على أي صورة من الصور. ومن الأفكار الواردة كان الحوار اللبناني ـ اللبناني، الذي يمكن أن يتم في الخرطوم أو في غيرها من العواصم العربية، ونتائج هذا الحوار، اذا مضت في الاتجاه الذي نريده، تنقلنا الى لقاء سوري ـ لبناني بمشاركة دولتين عربيتين عشية القمة العربية، حيث يمكن أن يشارك أكثر من رئيس دولة. وخلاصة اللقاء اللبناني ـ اللبناني واللقاء السوري ـ اللبناني، يمكن ان تطرح كمشروع في القمة. عندئذ قد نقترح ان تتواصل هذه اللقاءات أو أن تتخذ صيغة جديدة. لا شيء محدد حتى الآن. نحن نفكر بصوت عال لنجد الحل الافضل. لكن عندما اتيت الى لبنان اطلعت على مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، للدعوة الى الحوار اللبناني ـ اللبناني، واتصلت بكل القوى السياسية تقريبا، ووجدت انها كلها ستشارك في هذا الحوار، ما أغنانا عن الحديث عن الحوار اللبناني ـ اللبناني، الذي كنا نفكر فيه. ولكن لأن اللقاء السوري ـ اللبناني، مرتبط أكثر بالحوار اللبناني ـ اللبناني، نحن ننتظر نتيجة هذا الحوار الذي سينعقد بين 2 و9 مارس (آذار)، الذي سيحدد الخطوة التالية.

> في كل هذه الجولات هل وجدت ممانعة سورية لأية مبادرة تزيل التشنج بين لبنان وسورية؟

ـ سأزور سورية بعد لبنان لاستطلاع الأمر. وفي آخر زيارة لي طرحت خلالها أفكاري مع الرئيس بشار، قلت له: خلاص نحن سننقل كل ما توصلنا اليه الى الجامعة العربية. سنترك للجامعة أن تتحرك بالتنسيق مع الدول العربية، وخاصة مصر والسعودية. وكنا قد رتبنا زيارة للأمين العام عمرو موسى، الذي زار لبنان وسورية وطرح أفكاره، ولكن حصل ما حصل.

> قلت ان انسحاب سورية من لبنان وتعاونها مع التحقيق، تمّا بناء على جهود عربية، لكن هناك قراءة ثانية تقول إن ذلك تم نتيجة ضغط دولي، كيف تنظر الى هذه القراءة؟

ـ ما من شك ان هناك ضغوطاً دولية، لكن سورية تقول انها تشعر ان الضغوط الغربية، لا ترغب في الوصول الى حقيقة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وانما تريد رأس النظام، وبالتالي لن يتعاملوا معهم كما تعامل العراق، أي بمعنى ان يستسلموا للضغط. لذا كانوا يفكرون باتجاه الوقوف في خندق ومواجهة هذا الضغط. التدخل العربي كان لإقناع سورية أن لا ضرورة لذلك، الأفضل أن تتعاون سورية مع لجان التحقيق، وتترك لنا ان نعالج أية انفلاتات يمكن ان تقود الى ما تخاف منه سورية. ففي هذا الاطار تداولت مع الأمين العام عمرو موسى في الأمر، فاتصل بدوره بالأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، ومع القيادتين في مصر والسعودية. هناك خطوتان لا بد أن نعترف بالدور العربي فيهما، وهما انسحابها من لبنان اثر تدخل دولتين عربيتين مهمتين، هما مصر والسعودية. كذلك بالنسبة إلى التعاون مع التحقيق. كانت لديها شكوك من تسييسه، وما زالت، لكنها خفّت على الاقل وبدأ التعاون.

> لكن على ما يبدو أن لدى سورية استراتيجية معينة بشأن التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، يدل عليها تصريح سوري بأن التحقيق حسم لجهة الفصل بين اتهام الأشخاص واتهام الدولة، مما يعني أن هناك شبه اعتراف بتورط أشخاص في سورية بالجريمة كيف تقرأ ذلك؟

ـ لدي أولوية واحدة، إذا أردنا أن ننجح في مسعانا، يجب عدم تدخل أحد في التحقيق. لجنة التحقيق الدولية تستمر في مسعاها حتى تكشف الحقيقة. أي تدخل في اللجنة من اي طرف كان، سواء جاء من دول بعينها، عربية او غربية، هذا يعني تحريف التحقيق وإخراجه من مساره المهني. ولذلك أنا أصلا ضد التدخل في مسار التحقيق. كما أني ضد عزل سورية، لأن هذا العزل سيؤدي الى أحد الاحتمالين: الاول ان سورية اذا عزلت سترضخ للضغط الاميركي، وقد توقع اتفاقات صلح غير جيدة مع اسرائيل. والثاني انها ستتعرض للضغوط التي تضرب استقرارها وأمنها. وهذان الاحتمالان سينسحب تأثيرهما السلبي على الدول العربية الأخرى والمتضرر الأول سيكون لبنان.

> ماذا عن دارفور؟

ـ دارفور هي قضية سودانية داخلية سياسية واقتصادية، السودانيون هم الأكثر قدرة على حلها. أما التدخلات الأجنبية فقد حولتها الى قضية عالمية وحركت التمرد ليصير اداة التدخل. لكن العالم بدأ يفهم هذه الحقيقة، ويعلم أن الإدارة الأميركية التي تعاني من فشل في العراق وضعت دارفور على أجندتها. وعندما نحل هذه المشكلة ستبحث عن بورة أخرى تضعها على الأجندة. كما أن اللوبي الصهيوني حولها الى قضية تطهير عرقي بين العرب والأفارقة. ولكن لم تفلح هذه المحاولات وبدأت دارفور تعود قضية داخلية. وجميع السودانيين يرفضون التدخل الأجنبي في بلادهم. وفي هذه المعركة يتساوى رئيس الجمهورية عمر البشير مع أي مواطن سوداني. وقال لآخر مندوب دولي حدثه بهذا الشأن، انه سيقدم استقالته قبل الموافقة على دخول قوات أجنبية الى السودان، وسيترك للشعب أن يأخذ خياراته. على كل نحن لا نسعى الى مواجهة مع المجتمع الدولي إلا إذا اضطررنا إلى ذلك. > ماذا تنظرون تحديدا من هذه القمة، التي ستعقد بين 27 و28 مارس المقبل؟ وأية فعالية للجامعة العربية في ظل الاوضاع المتأزمة التي يعيشها العالم العربي؟

ـ للقمة أهميتها الداخلية بالنسبة الى السودان والتحديات التي يواجهها، إضافة إلى الأوضاع الاقليمية والعربية. أنا أعرف أن البعض يائس من أي دور عربي، لكني لا أؤمن بجلد الذات، الذي يقود الى احباط، ويؤدي الى عجز عن الحركة. صحيح أن الجامعة في وضع ضعيف. لكن البديل المطروح هو شرق أوسطية أو شرق أوسط كبير. وأنا لست مع من يريد انهاء دور الجامعة العربية. نحن سنطرح في القمة مواضيع محددة هي: البحث العلمي والتكنولوجيا والإصلاح المؤسسي في الجامعة والدول العربية والنزاعات وكيفية الخروج برؤية واضحة. والقرار غير الملزم من الكونغرس الأميركي بدعوة القادة العرب الى مقاطعة القمة، هو سبب لتكون أكثر القمم حضوراً، لا سيما أن الدور السوداني غير مختلف عليه في الدول العربية، التي لا تقبل أن تكون مأمورة.

> كنت في زيارة للعراق قبل أسبوع. أين وصلت المساعي التي كلفتها من قبل الجامعة العربية؟

ـ كان من المفترض أن يعقد مؤتمر الوفاق الوطني العراقي في نهاية مارس المقبل، لكن الظروف التي رافقت الانتخابات العراقية ومسألة تشكيل الحكومة غير المتظرة قبل ابريل (نيسان)، فرضت تأجيل انعقاده الى مطلع يونيو (حزيران) المقبل. وهناك لجنة مصغرة تعمل على التحضير. وفي ظل ارتفاع وتيرة التوتر في العراق، سنسعى الى طرح فكرة ابرام اتفاق هدنة لتجنيب العراقيين المزيد من سفك الدماء، وتهيئة الأجواء لمؤتمر ناجح من دون أن نطلب نزع سلاح المقاومة أو خروج القوات الأجنبية في الوقت الراهن، وإنما فقط هدنة تمكننا من اتخاذ الخطوات الصحيحة لمباشرة العمل الجدي، حتى نصل في مرحلة لاحقة إلى تحقيق وحدة العراق واستقلالة وجدولة خروج القوات الأجنبية منه وبحث علاقة العراق بجيرانه، وبحث الديون العربية المتوجبة عليه ومناقشة إعماره. > بالعودة إلى السودان أين أصبح اتفاق السلام؟

ـ انجزنا خطوات كبيرة وكثيرة في هذا الإطار، سواء لجهة دستور البلاد أو بدء انسحاب القوات وإعادة ترتيبها وفق الاتفاقية أو تشكيل لجنة مراقبة الدستور أو العمل على قانون الأحزاب وقانون الانتخابات. وقد تركت موقعي في وزارة الخارجية لأتولى هذه المهمة السامية، وهي وقف الحرب في السودان. واتفاقية السلام أوقفت الحرب ولا رجعة لها. ونحن متفائلون بأن تنفيذ الاتفاقية سيتواصل على رغم العقبات.

> بالنسبة الى دارفور. الملاحظة التي لا يمكن تجاهلها هو بعد الادارة المركزية في الخرطوم عما يحصل في دارفور، وكأنها تجهل حقيقة التفاصيل المستجدة، وتكتفي بخطاب خشبي، ما مدى صحة هذا الطرح؟

ـ أنا لا استبعد ما ذهبت اليه. فالسودان قطر كبير. ودارفور وحدها مساحتها أكبر من العراق، وامكانات السودان محدودة. قطر بهذه المساحة بنيته التحتية ضعيفة وامكاناته ضعيفة، ومن الطبيعي أن لا نتوقع أن تنساب الحركة ما بين المركز والإقليم. هناك جهود تبذل لتصحيح هذه المواقف، كلما اتضح للمركز أن هناك حاجة للتدخل. أما النقطة الثانية فهي أن النظام الفيدرالي المطبق في السودان، يعطي الاقاليم حرية واسعة في التصرف، وبالتالي هذا نفسه في ظل الحرب قد يكون أحد الاشكالات في ما يجري في دارفور. لكن اصل المشكلة هي قضية اقتصادية والاقليم يحتاج الى التنمية. ولكن ما تسبب بانعدام التنمية اضافة الى قلة الموارد هو المقاطعة التي قامت بها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، نتيجة حرب الجنوب. كل المشاريع التي كان يوفرها الاتحاد الاوروبي، وتصل الى دارفور اوقفت منذ بداية تسعينات القرن الماضي، وبالتالي جفت الآبار، والمشاريع الزراعية التي كانت قائمة دمرت وقبائل دارفور التي كان يعيش نصفها على الرعي والنصف الآخر على الزراعة، تعيش أوضاعاً صعبة، بالامكان تصور أية أزمات ستحصل وأي احتكاك سيحصل بين القبائل الرعوية والقبائل الزراعية وتبدأ الفتنة.

> ماذا عن الجنجويد الذين يقال إنهم يعتدون على أهالي دارفور ويجدون حماية من الدولة؟

ـ هناك خلاف في التسمية. ما يجري في دارفور الآن كله قائم على القبلية. تمرد المليشيات لقبائل في دارفور يواجهه رفض مليشيات قبائل أخرى للتمرد، ولا ننسى محاولات الأمن الذاتي لكل فريق من هؤلاء. مليشيات التمرد تطلق على خصومها تسمية الجنجويد والخصوم يلقبون المتمردين بـ«تورا بورا». هذه تسميات داخلية. لكن الحقيقة أن كل المسلحين الموجودين في دارفور، عبارة عن مليشيات تنتمي الى قبائل، منها المتمردون ومنها تلك التي ترفض التمرد.




اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


سودانيزاونلاين.كم | المنبر العام | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005 | أرشيف المنبر العام للنصف الثانى من عام 2005 |أرشيف المنبر العام للنصف الاول لعام 2004 | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | مكتبة الدراسات الجندرية | مكتبة د.جون قرنق | مكتبة ضحايا التعذيب |مكتبة الشاعر د.معز عمر بخيت |مكتبة الفساد |
اراء حرة و مقالات سودانية | مواقع سودانية | اغاني سودانية | مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد | دليل الخريجيين السودانيين | الاخبار اليومية عن السودان بالعربى|
جرائد سودانية |اجتماعيات سودانية |دليل الاصدقاء السودانى |مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان |الارشيف والمكتبات |


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved