تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الفاتح عروة..هل تشفع إجتماعياتة بنيويورك لممارسات السياسية؟ بقلم اسامة خلف الله مصطفى-نيويورك

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/25/2005 5:46 م

الفاتح عروة..هل تشفع إجتماعياتة بنيويورك لممارسات السياسية؟
اسامة خلف الله مصطفى-نيويورك
[email protected]
لا يخلو مجلس من مجالس الاُنس فى نيويورك من الحديث عن مدى كرم وبشاشة سعادة السفير السابق للسودان بالامم المتحدة السيد الفاتح عروة. فقصص الولائم والعزايم التى أقامها السيد الفاتح عروة فى نيويورك طوال مدة خدمته قد فاقت قصص خلفاء العهد العباسى من حيث الفخامة والحفاوة. وفى غمرة الاندهاش بحفاوة السفير يصبح الحديث عن ممارساته السياسية من باب محبىّ تعكير الاجواء والحقد السياسى وأحياناً يوصف الشخص بانه غير المرغوب فيه لزجه مواضيع سياسية وسط جو من الحفاوة الدبلوماسية وبين موائد حاتم الطائى. والحقيقة تقال لقد نجح سعادة السفير فى تحييد وإستمالة كثير من أصحاب الهشاشة فى المبادى السياسية والبسطاء اللذين أبهرتهم الحفاوة الشخصية لسعادة السفير. وظهرت طبقة جديدة من فاقدى الثقة بأنفسهم واللذين ُيعّرِفُون أنفسهم من خلال الالتصاق بالسفراء والمسئوليين.
وهنالك من حاول إلباس الحق بالباطل فى تبريرة للعلاقة الحميمة بسعادة السفير بأن مبدأ (إختلاف الرأى لايفسد للود قضية) هو المعيار. وتذداد المأساة عمقاً حين تسمع أحدهم يجتر نموذج الزعيميّن الراحلين أزهرى والمحجوب كنموذج لعلاقته مع الفاتح عروة. ولإاراحة النفس عن طريق التضليل ولتخليص الذمم المزيفة إرتجل معظمهم كلمات فى وداع السفير بداؤها بعباره (بالرغم من إختلافنا السياسى الشديد مع سعادة السفيرإلا ...........الى آخر كلمات النفاق السياسى.
إن الامر المثير للغثيان هو أن الفاتح عروة ليس برجل سياسة ولا تنطبق علية أى من التنميقات الاختلافية والمسامحة التى يمارسها الساسة وفقاً لقاعدة أن الود محفوظ بينهما مهما كانت الاختلافات السياسية. فالشعب السودانى لم ينل شرف معرفة اى إنتماء سياسى للسيد عروة. فمعاملة السيد عروة بأنه سياسى هى محاولة فاشلة من الملتفين حوله لاعطاء السيد عروة شرف لا يستحقة وكما أنها محاولة دنيئة منهم لتجنب السيد عروة المسئولية من عملية خيانة الامانة الوطنية آنذاك لدوره فى عملية أبو موسى.
والانتماء الوحيد المعروف من قبل الشعب السودانى للسيد عروة هو حماية الانظمة القعية سواء ان كان ذلك بالمشاركة فى أجهزه مخباراتها أو بالتبرير لجرائمها وإظهارها بمظهر الضحية فى دهاليز الامم المتحدة. أهل من إنتماء آخر للسيد عروة غير ما ذكرته؟ هل ما زال هنالك شك بأن السيد عروة ليسُ بسياسى؟. كيف بالله فات على مرتادى مكتب ومنزل سعادة السفير بأنهم يصافحون شخصاً ليس فى تاريخه غير خدمة أنظمة القمع وسرقة الموارد الوطنية؟ كيف يتبادلون السمر مع شخص كان الرجل الثانى فى جهاز مخابرات السفاح وهادم تطور الوطن جعفر نميرى؟. يبدو لى إننا أمام ظاهرة خطيرة ألمت بأنصاف المثقفين والملتفين حول سعادة السفير ألا وهََى المسامحة الغير مستحقة والدعاية السياسية المجانية لخوان الامانة الوطنية وقادة أجهزة مخابرات السفاح نميرى.
إن هنالك قاسم مشترك أعظم فى شخصية السيد عروة وهو أنه لا يرتاد إلا موائد الانظمة القمعية والانظمة المعتمدة على الاجهزة البوليسية فى بقائها. إن سعادة السفير شخصية خطيرة للغاية لان بإمكانه أن يفعل أى شى ولذلك كانت خيانته للامانه الوطنية وقضايا الشعب السودانى المصيرية كقضية فلسطين مسألة بسيطة. ولانه يراها كذلك فقد حرص هذا الشخص على التجول الاجتماعى فى نيويورك من غير إستحياء وبسذاجة مقرفة. إن عملية أبو موسى التى نفذها السيد عروة والتى قُصد منها القضاء على آخر أمل لللاجئين الفلسطنيين للعودة لوطنهم عار لا يمحاحه الزمن ومرارةً أذاقها هذا العقيد للشعب السودانىما زال طعمها باقىٍ.وما كادت هذه الجراح لتندمل حتى أطل علينا السيد عروة بثوب جديد وهو تمثيل سارقى السلطة الجدد فى المحافل الدولية والتستر على جرائمهم فى دارفور. فبالله عليكم يا رابطة معجبى عروة أن تتقو الله فينا وأن تتذكروا بأن كراهيتنا لافعال السيد عروة مبررة. ويطيب لى أن أُذكركم بأن الرسول (ص) لم ينظر فى وجه وحشى قاتل عمة حمزة قط حتى بعد أن أشهر إسلامة. إن أفعال السيد عروة السياسية لا تتجزاء من شخصيتة وكل من يقول غير ذلك يخادع نفسه. إذا لم يكن السيد عروة مقتنع تماماً بأنظمة القمع لم يشارك فيها. ناهيك عن الاموال الطائلة التى تلقاها هذا الرجل هو وعمر محمد الطيب وعثمان السيد بعد تنفيذ عملية أبو موسى.
فنحن لسنا بقضاء ولا نريد أن نصدر حكماً على أحد لكننا بحاجة ماسة الى نمارس بعض الكرامة الوطنية ولن يجبرنا أحد من أن نبتلع المرارات التى سببها وما زال السيد عروة وأمثاله للوطن الجريح. ولن يجبرنا أحد على نسيان مشاركتهم فى الحكومات القمعية. إن اللذين يطالبوننا بالتناسى لهم ضعيفين فى قناعاتهم الوطنية ومصابون بالعمى الذى يجعلهم لا يرون ما فعلتة الحكومات القمعية بالوطن ولمدة ثمان وثلاثون عام بعد الاستقلال. إن الممارسات السياسية لاتنفصل عن التصرفات الاجتماعية لصاحبها.فكما أننى لن أقبل السفاح السابق حعفر نميرى من ضمن أصدقائى أو معارفى الشخصية ولن أُلقى له بالمودة ما دُمت حيا، فإن السيد عروة وأمثالة لا يستحق ما يطالبون به هم ومعجبيهم من الفصل بين تصرفاته السياسية والاجتماعية.


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved