مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

راديكــــاليون نعـــم. ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!! بقلم Muataz Moh Bashir -Trotsky/China

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/11/2005 3:45 م

يمكن ترجمة كلمة (راديكالي) الى الجذرى نسبة الى جذور الشئ0
وقد اطلقت كلمة راديكالى اول مره فى بريطانيا ،حين طالب جيمس نوكس (1797) باصلاح (راديكالى) اى اصلاح جذرى00
يزخر المجتمع السودانى بمختلف العادات والتقاليد..لكن حقيقة عندما نُلقى نظرة على عدد كبير من هذه العادات نجدها قد عملت على تأخير الشعب السودانى بالاضافه الى اسهامها فى خلق كثير من المعوقات والمشاكل ..ان افتراض التخلى عن المورثات الثقافية بين ليلة وضحاها ليس هو بالحل الجذرى. لكن يمكن ان نشبهها بعملية تدوير للتاريخ ، او الوقف قليلا عند بعض العادات كنموذج لبعض القبائل والبحث في شكل افادتها وخدمتها للبشرية وهل هى فعلا تستحق المحافظة عليها؟.

ان النظر لمعالجة تلك المورثات (بالراديكالية) سينقل المجتمع البشرى الى مستوى اعلى من حيث الثقافة والقدرة الانتاجية.كما نجد من ضمن سياق الحركة الراديكالية مايسمى (بالنقد) و (النقد الذاتى) فى عملية تقويم الايجابيات والسلبيات ، وتقويم الذات ،سواء اكان فردا ،او جماعة ،اوهيئة، او نظاما لأن النقد من أهم ضمانات الحرية.

العادات والتقاليد:-
* بالنظر الى بعض المورثات والمكونات الاساسية لتركيبة الفرد السودانى من عادات وتقاليد عند بعض القبائل (كا ظاهرة الجلد فى الأعراس)، التى تمارس لبرهنة الفراسة والشجاعة، ونجدها في الغالب عند أهل الشمال والوسط والغرب والشرق.
والسؤال الذى يطرح نفسه وبعقلانية هو هل سيتاكد الجميع فعلا من ان الشجاعة تُكتسب اذا تحمل الشخص هذا الجلد وهل ذلك فعلا مقياس ؟؟ واذا لم يرغب شخص فى ممارسة هذه العادة فهل هو جبان؟؟.

مثال آخر...
* بعض القبائل تضع على المولود عند ولادته روث البهائم وهذه العادة عند بعض أهلنا فى الجنوب، ومهما كان يمثل ذلك من اعتقاد لااظن انه سينفع المولد بشئ أكثر مما يضر به.
أيضا..
* بعض القبائل تلجأ الى الوشم والشلوخ وهذه مشتركة عند كل أهل السودان وان اختلفوا فى طريقة وتحديد كيفية الوشم (فى الخد فى الجبهه على الاسنان على الجلد). ثم ان هذه الشلوخ والوشوم فى اعتقادنا انها ممارسه تساهم في تفشى العنصرية بطريقة غير مباشرة لان شكل التميز لكل وشم من الاخر بانه يمثل تفرد لقومية دون غيرها.ويميزها .
السؤال كم من شخص توفى من جراء هذه التشويهات لان الادوات لم تكن معقمة والطريقة غير صحيحة ؟؟..
كذلك..
* عادات الختان وهى بالطبع عند أهل السودان من خط 13 فما فوق ( شمال)

اثار تلك العملية قد لاتبدو للبعض شيئا سيئا لان النظرة قبل ان تكون عن السؤال عن اثارها النفسية والصحية يتم النظر الى الاعتقاد بالموروثات.

ان طبقات المجتمع التى هى عبارة عن مجموعات خاصه من الناس لهم علاقات وثيقة ومتعددة الاطراف وتمثل مركزا معينا فى عملية الانتاج الاجتماعى واستمرار المورثات بشكلها القديم بالتأكيد لايصب فى تقدم المجتمع ككل او طبقة من طبقاته ، لذا لانجد لها وصفا أقرب من (الفوضوية الفردية) التى تقوم على الحرية المطلقه للمجتمع فان الاستمرار فى تداول الارث الثقافى شئ غير قابل للتعديل وتصبح ممارسته كشئ افتراضى دون الوقوف على أثاره او محاولة (راديكاليته)، او من خلال ان الحديث فيه شئ غير قابل للنقاش ..



النظام السياسى:-
نظامنا السياسى كواقع للحياة السودانية ايضا ظل جامدا لم يقدم شيئا ملموسا بالقدر الكافى لمعالجة المشاكل الحياتة والسياسية لذا نرى فى العملية الراديكالية نظاما جادا لتعديل الهيكل السياسى .

ان نظام السلم الاجتماعى الذى يرتب حياة الناس وهو مايعرف بالنظم الحاكمة من خلال النظام السياسى والتنظيمات فنجد اننا نفتقد فيه شكل التربية الديمقراطية بداية من الاسرة (كتنظيم مصغر) الى قمة الهرم (التنظيمات).
اذا كان طبيعيا ان يصل النظام السياسى الى هذا التدهور و عدم الاستقرار والظروف الصعبة التي يمر بها المواطن السودانى..
من هنا هل نحلم بان يكون هدف المواطن السودانى البرامج الانتخابى بدل من تمجيد الشخصيات ..؟
فهل نجد يوما بان عضو الحزب (x) يصوت للحزب (y) لان برامجه كانت اقوى دون التخلى عن حزبه ؟

من خلال تلكم الاسئلة يطل سؤال مهم فى عملية (راديكالية الحياة السودانيه) بمعزل عن السياسة.
هل بالإمكان إحداث تغيرات اجتماعية ، كبيرة وهامة دون إحداث تغيير سياسي ؟

لااعتقد امكانية التغير بدون احداث تغيير سياسى وذلك لأن الواقع السياسي الذي يفرض نفسه ويفرض قوانينه ويفرض مخرجاته الاقتصادية ، هو الذي يشكل وبشكل قسري واقعنا الاجتماعي ،، أن المطلوب هو قيام ثورة ثقافية شاملة تالية لتعديل الواقع السياسي ،، وفي اعتقادي أن المشروع الحضاري (نظام الجبهة) كان محاولة لإعادة صياغة الفرد في السودان (بطريقه راديكالية اسلامويه) ، إلا أن الناس هناك قاوموه إلى أن سقط ،، لأنه لايعبر عن الشعب كما انه تناول مسألة التغير كواقع لابد منه وبالقوة من خلال توفر الأجهزة الداعمة له أى كان المشروع عبارة عن (تغير سلبى).وفي اعتقادي أن هذا دليل على عدم إمكانية إلغاء كل الإرث الثقافي والاجتماعي واستبداله برؤية جديدة ، مهما كانت القوة التي تدعم هذه الرؤية ،، وهذا ماذكرته(ان افتراض التخلى عن المورثات الثقافية بين ليلة وضحاها ليس هو بالحل الجذرى.).

كما ان التغير لن يحدث ما لم تشترك الرؤوس ذات الأثر في السودان في الأمر, مجتمعنا مجتمع قبلي وطائفي ديني ,اي تغير فيه لابد من اشراك هذه القيادات فيه , ويتم بسولة بالغة لاني عايشت مشكلة في السودان (كمثال) رجل تبحث عنه الحكومة اكثر من سته شهور لا احد يدري اين الرجل وما ان وصل اليه خبر ان الشيخ يسال عنه حتي قدم طوعا وكان يجري خلف عربة الشيخ, الاخوة الحادبين علي التغير عليهم بالجلوس مع زعماء القبائل والعشائر ومشايخ الطرق الصوفية وان كان الامر ليس بالسهل , وهو يمس قيادة ورئاسة الافراد.

مواصة لمشروع راديكالية الحياة السودانية تصبح فى الوقت الراهن ضرورة لابد منها فى ظل الفشل على كل المستويات فى الوضع الراهن مما ينذر بثورة اجتماعية ولابد من توفر الظروف لهذه الثورة الاجتماعية ..التى تنشأ عندما تصبح القوى القديمة على مستوى انماطها واشكالها غير قادرة بالفعل على مواجهة متطلبات المجتمع القائم .. اذا لابد من تغير شامل وكامل جذرى ..
التأثير الناجم عن التحول الاجتماعى بفعل تلك الثورة سيعدل كثيرا من المفاهيم لاستمرار الدولة السودانية او سيكتب لها الفناء لان من الطبيعي لاى جسم لا يتطور مع الزمن سيأكل الدهر عليه ويشرب وهذا ما يبشر به مستقبل الدولة السودانية القريب ..

لذا واقع الحال كواقع شكل الحياة السودانية السياسية من خلال العقود الماضية نجد ان المشروع الليبرالى هو الاقرب للوضيعة السودانية (من راديكالية وغيرها من اشياء تفتقدها الحياة العامة والسياسة السودانية) بخلاف اتجاهاتها الفكرية فى انه يرسم شكلا واضحا لمسيرة التغيرات و الوفاء بمتطلبات الانسان الضرورية و رغباته ، او توفير ما يفيد نموه وتطوره...

هل الليبرالية ممكنة في السودان ؟

سؤال طرح علينا بكل جدية ؛ ونرد عليه نحن بكل جدية. ليست الليبرالية ممكنة في السودان فحسب وانما هي لازمة وضرورية ومنتصرة.

الذين يطرحون هذا السؤال يشغلهم الصدي الكامن في مصطلح الليبرالية؛ وفي تسمية الحزب؛ اكثر من الجوهر الكامن في ضمان وتوفير الحريات الفردية؛ واطلاق مبادرة الانسان؛ وتبني مبدأ المسؤولية الفردية؛ والبحث عن تحقيق العدالة الاجتماعية. ان هذه المبادئ التي ذكرناها تشكل لب الفكرة الليبرالية؛ وهي كذلك لب ما يحتاجه السودان.

ان كلمة الليبرالية يمكن الاستعاضة عنها بكلمة الحريات؛ والحركة الليبرالية حركة حريات؛ والفكر االليبرالي فكر حريات. ان من يتحدث عن عدم امكانية انتصار الليبرالية في السودان فكانما ينفي امكانية قيام الحريات في السودان وهو أمر اثبتت تجارب المواطن السوداني وتطلعاته التي سطرها في اكثر من موقف ومجال اثبتت خطأه.

ان التجارب المرة للفرد السوداني تجاه الانظمة الشمولية والدكتاتورية؛ وتجاه المؤسسات الاجتماعية التي كبلته بالقيود تجعل مصالحه وقلبه ومشاعره تتجه نحو اشاعة الحريات؛ وتعميمها؛ وانتصارها الانتصار النهائي؛ علي مناهج التسلط والتقييد والاتكالية والسيطرة وحرمان الفرد من خصوصيته وحريته وحقه في التعبير عن نفسه وفي تحمل المسؤولية عن قراراته وسير حياته.

ان انسان السودان لا يختلف قط عن اي انسان آخر في العالم؛ ببحثه عن الحرية والكرامة ورغبته في حماية خصوصياته وطموحه وآماله في تحقيق عيش أفضل لنفسه وأسرته. ان من ينفون أمكانية وضرورة انتصار الليبرالية في السودان فكأنهم يتوهمون ان الفرد السوداني محب للقهر معجب بالجمود عاشق للتسلط وراض عن عيشة الضنك وواقع بلاده المذري.

ان الانظمة الديكتاتورية والمؤسسات الاجتماعية القهرية قد فشلت تماما في كل بقعة وشبرمن العالم في ان تحجب الميل الطبيعي للانسان نحو الحرية ونحو تحقيق ذاته كشرط لازم لأنسانيته. كما ان الاقتصاد المقيد والمخطط والمؤدلج قد فشل فشلا تاما في تحقيق النمو واشباع حاجات الفرد والمجتمع في اي مكان طبق فيه. من جهة اخري فان نموذج الدولة الشاملة الراعية و المسيطرة علي كل شي قد تحللت في النهاية لتصبح عاجزة عن كل شئ الامر الذي يصدق علي السودان وعلي اغلب دول افريقيا كما يصدق علي ورثة الاتحاد السوفيتي او مختلف اشكال الدول القهرية في اسيا وأوروبا وامريكا اللاتينية.

ان الليبرالية اي اشاعة الحريات علي جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية هي الكفيلة بفك وتخفيف الاحتقانات المتعددة والتي تنخر في الدولة السودانية؛ وتضرب نتائجها الفرد السوداني. اول هذه الاحتقانات هي الحرب الاهلية؛ وتراثها الطويل من ثقافة الحرب والكراهية والاستعباد والتباعد. ومن هذه الاحتقانات والنتائج التدهور الاقتصادي المستمر وسيطرة قلة علي مفاصل الاقتصاد؛ نتيجة لانعدام الحريات الاقتصادية وتفشي المحسوبية وسيطرة الدولة علي القرار الاقتصادي. وليس من آخر هذه الاحتقانات الصراع السياسي الدامي بين السلطة والمعارضة والصراع الخفي بين الفرد والدولة او حرب الدولة علي المواطن والتضييق عليه من كل باب؛ ومحاولات السيطرة علي حياته رغبة في اخضاعها كليا لزبانيتها وبروقراطيتها.

ان االليبرالية بهذا المعني ليست جائزة وممكنة في السودان بل انها لازمة وضرورية ومنتصرة حتما في النهاية اذا ما اردنا للفرد السوداني التطور وكريم الحياة وللوطن السوداني الاستقرار والازدهار

www.liberalsudan.atspace.org


الأسباب والموانع لعدم قيام الحركة الراديكالية فى السودان :-
بالنظر للحالة العامة لاوضاع طبقات الشعب السودانى نجد ان العامل الاول الذى يحد من قدرتها هو الفهم الخاطئ لعملية راديكالية الارث والتقاليد ، حتى الحياة السياسية.. الجمود او عدم قابلية الاستيعاب لمفهوم جديد لتسير الحياة خلاف المتبع او المتداول من الأسلاف. يصبح هذا الجمود اشبه (بالايديولوجية) باعتبار ان المثال او المثالية فرض..

ونجد أن الجمود يصل بالأرث والتقليد الى أقصى مدي فى النظام السياسى ومايعرف (بالقبلية- والعمده –والمك – والرث –وو). فتدخل العملية الديمقراطية فى اجهاض دون ان يشعر القائمون على ذلك باعتبار ان الحكم فى هذه الحالات يورث او يكون وصاية او غيرها من اشكال السلم الاجتماعى لكل مجموعة ...
ولكى يتم التخلص من هذا الإشكال عبر تغير جذرى يحتاج الى عناء للطبيعة السودانيه ..او قل لايتم تغير بالمعنى الواضح لكن ليكن توعية أو تحديث فى شكل الإدارة من خلال تولية زمام الامور الى أشخاص لهم الدراية بكيفية معالجة الأامور بالطريقة التى يجب عليها بعيدا عن الرجعية.
ليس كما يحدث من قيادة التظيمات الرجعية التى كان يُعول عليها السودان فى أن تقوم باصلاح جذرى من خلال مكانتها داخل التكوين الجماعى المعين ..فمن خلال تلك الشخصيات كان يمكن لها ان تصنع ذاك التغير باعتبار ان المؤيدين كانوا يكنون ولاء الطاعة لتلك الشخصيات ..لكن ماحصل هو العكس استمرت عملية التغيب المتعمد من قبلهم فى ظل انصياع كامل لأتباعها دون الدخول فى عملية التمييز بين الصحيح والخطأ فكان الانقياد الاعمى..
عملية استمرار السودان كدولة موحدة مرتبط بعملية التغيير الجذرى فى ظل تفشى الفهم الخاطئ الكثير وما أتبعه من عمليات استعلاء فكري ثقافي وغيرها ..فقد يصبح من الصعب أن يستمر الوضع كما هو عليه اذا لم يصل الوعى بالمواطن الى المطالبة بعملية تغيير حقيقي بعد أن كان يعول على القادة واثبتت هذه النظرية فشلها ..على المواطن أن ينهض بذاته رغم الصعوبات ربما تكون هناك صعوبات لكن ليس بالحجم الذى سيكون عليه الاستمرار فى الرضوخ للواقع القديم (وشئ أفضل من لا شئ)


الأمثله كثيره لعادات تحتاج لوقفة راديكالية شجاعة لتغييرها حتى لو كانت تراثا لانها حقيقة لاتقدم وربما تؤخر00
لماذا لا نسعى لتحول اجتماعى ايجابى نحو بعضنا ليس بالضرورة ان يكون فى شكل تصاهر ولكن اى تغير نحو الأفضل فى جميع المفاهيم أى كانت فى الموروثات ،او فى شكل الفهم الديمقراطى الجديد ...
وأقول راديكاليون نعم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved