مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

أمينة ودود,, لها فقهها الأميركي,, ولكم فقهكم الأوسطي بقلم أبوبكر القاضي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
3/27/2005 9:07 ص

الاسلام في اوروبا اليوم هو الدين الاكثر نموا وانتشارا رغم عدم كفاءة الدعاة, بل وعدم فاعلية حتى المراكز الاسلامية, لعل المصدر الاساسي لنمو المسلمين في اوروبا يعود الى الهجرة من افريقيا بالنسبة لفرنسا وبريطانيا ومن تركيا بالنسبة لالمانيا, اقصد بعدم كفاءة الدعاة وهم ذات المهاجرين المشار اليهم, بأنهم اتوا من اجل الرزق والوظيفة هربا من البطالة في اوطانهم ومن الاوضاع السيئة لحقوق الانسان في بلدانهم, فلديهم مشاكل اللغة والتخاطب ومشكلة الاندماج في المجتمع الجديد, وقد يضطرون الى زواج «مصلحة» من اجل الحصول على جواز سفر,, الخ, اما المراكز الاسلامية الموجودة في اوروبا واميركا فهي في اغلب الاحيان بعقلية شرق اوسطية, وأئمة مصدرين من الشرق الاوسط, وهي عبارة عن نبتة شرق اوسطية في بيئة اوروبية او اميركية حسب الحال, المسألة الجوهرية التي اريد ان اناقشها هنا هي «انتهى زمن استاذية اهل الشرق الاوسط على المسلمين في اوروبا واميركا, بل والشرق الاقصى», شكرا لنا في الشرق الاوسط ان وصلنا لهم الاسلام كما نفهمه, سيهضم الاوروبيون المسلمون والاميركان الاسلام, وسوف يستنبطون منه حلول مشاكلهم التي تختلف عن مشاكلنا وهمومنا, فاذا كانت المرأة عندنا في الشرق الاوسط تناضل من اجل فتوى دينية لتقود سيارة او للحصول على حق الانتخاب والترشح, فان مثل هذه المشاكل لا تعني المرأة المسلمة في هذه المناطق ـ اوروبا واميركا ـ وسوف تنقلب الآية قريبا , اعني, من الآن فصاعدا سوف تأتينا الفتاوى من اوروبا واميركا من واقع بيئتهم ومن منظورهم الغربي للاسلام, حكاية أمينة ودود! الاستاذة امينة ودود تدرك تماما الشيء الذي تفعله, وتدرك حجم المخاطر, وهي على استعداد لدفع اي ثمن ولو كان حياتها, فهي ليست انسانة عادية, فهي استاذة جامعية في الشريعة, اكثر من ذلك فهي صاحبة مدرسة فكرية اسلامية, وقد كتبت تفسيرا للقرآن الكريم بمنظور جديد يناسب المرأة اذ انها ترى ان التفاسير السابقة هي نتاج لمجتمع ذكوري, اعتقد ان انسانة بهذه القامة العلمية والفكرية يجب ان نناقش افكارها واطروحاتها بكل هدوء, وبعيدا عن الاثارة, سوف اتناول هنا المسائل التالية: 1ـ القول بانه لم يثبت عن فقيه واحد سنيا كان او شيعيا القول بجواز امامة النساء للرجال, 2ـ القاعدة الفقهية التي تقول «الاتباع في امر الدين والابتداع في شؤون الدنيا», 3ـ الرد على مسألة تجنب الفتنة وسد الذرائع في منع امامة المرأة, وسوف ابدأ باذن الله بالنقطة الاولى واقول فيها الآتي: أ ـ القول بانه لم يثبت عن فقيه واحد سنيا كان او شيعيا القول بجواز امامة النساء للرجال ليس حجة, لان الماضي في حد ذاته ليس حجة على المستقبل, فهم رجال ونحن رجال, وامينة ودود تقول فهم رجال ونحن نساء لنا حق المساواة, ب ـ ان العبارة تدل على حقيقة هامة هي عدم وجود نص صريح قطعي الدلالة يمنع امامة المرأة للرجال, وفي مثل حالة كهذه يجب تطبيق القاعدة الفقهية «الاصل هو الحل والاباحة», وعليه فان مثل هذه الحجة لا تنهض في وجه فقه امينة الاميركي, ج ـ هذه الحجة غير مسلم بها, فقد ورد بالمنبر الحر بموقع سودانيز اون لاين بالشبكة الدولية رأي الشيخ الاكبر ابن عربي في امامة المرأة يجيز فيه امامة المرأة للرجال كما يلي: «كتب ابن عربي في الباب التاسع والستين من الفتوحات المكية,, فصل بل وصل في امامة المرأة»: فمن الناس من اجاز امامة المرأة على الاطلاق بالرجال والنساء وبه اقول ومنهم من منع امامتها على الاطلاق ومنهم من اجاز امامتها بالنساء دون الرجال,,» الى ان يقول «,, والاصل اجازة امامتها فمن ادعى منع ذلك من غير دليل فلا يسمع له, ولا نص للمانع في ذلك,,», انتهى,النقطة الثانية وهي قاعدة «الاتباع في امر الدين والابتداع في شؤون الدنيا», والمقصود بها ان امامة الصلاة هي من المسائل الدينية التي يجب فيها الاتباع, وردا على هذه النقطة افيد بالآتي: أ ـ صلاة الجماعة التي هي فريضة بنص قطعي هي صلاة الجمعة, وهذه الصلاة ذات بعدين: الاول: بعد سياسي واجتماعي يتمثل في خطبة الجمعة, وهي خطبة سياسية واجتماعية مرتبطة بقضايا المجتمع من صحة وتعليم وبيئة وارتفاع درجة حرارة الكرة الارضية ومشاكل الكوارث والزلازل والفيضانات وتحديات العولمة,, الخ,اما البعد الآخر فهو ديني تعبدي والذي يتمثل في صلاة الجمعة, 2ـ يؤكد ما ذهبنا اليه في ان امامة الصلاة لها بعد سياسي, هو ان اول الخلفاء الراشدين ابوبكر الصديق قد اهلته امامة الصلاة الى امامة الدولة والمجتمع, حيث قال الصحابة فيما معناه, رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا فكيف لا نرضاه لدنيانا؟ وعليه اخلص ان الاستاذة امينة ودود تدرك تماما ماذا تريد, لقد ادركت ان المرأة لا يمكن ان تنال امامة الدولة في عالمنا الاسلامي الا اذا نالت حقها في امامة الجمعة, في العالم المسيحي لم تنل المرأة حقها المتساوي للرجل في الكهانة وقيادة الكنيسة ولكن هذا الوضع لم يؤثر في اوضاع المرأة السياسية, لان العالم المسيحي قد أراح نفسه بالعلمانية والفصل التام بين الدين والدولة, وانوه هنا بالخطأ الفادح في المقارنة بين حقوق المرأة في الاسلام, وبين حقوقها في المسيحية كدين وكتراث كنسي, فقد نالت المرأة حقها المتساوي من الاسلام , مع الرجل «من داخل الدين» قبل 1400 سنة, واحيل القارئ الى احد اعلام التنوير والعقلانية رشيد رضا في كتابه «حقوق النساء في الاسلام», وعلة الاحالة الى هذا الكتاب التحفة انه صدر قبل ان تنال المرأة حق التصويت في الانتخابات في اوروبا, اما في المسيحية فقد نالت المرأة حقوقها السياسية «خارج» الدين, النقطة الثالثة, هي مسألة تجنب الفتنة وسد الذرائع في منع امامة المرأة, ردا على هذه الحجة أفيد بالآتي:1ـ المقصود بسد الذرائع هنا هو قفل باب احتمالات الفتنة التي قد تصيب الرجال بسب رؤيتهم للمرأة الامامة وهي تؤدي امامهم الصلاة بقراءتها بصوتها «في الصلاة الجهرية», وبركوعها وسجودها,, الخ, وارد على هذه النقطة بذات الحجج التي اوردها فضيلة الشيخ القرضاوي في تدعيم رأيه حول «ترشيح المرأة للمجالس النيابية بين الاجازة والمنع» الواردة بكتابه «من فقه الدولة في الاسلام ـ مكانتها,, معالمها,, طبيعتها,, موقفها من الديمقراطية والتعددية والمرأة وغير المسلمين» ص164 حيث يقول فضيلته ما يلي: 1ـ «ولا شك ان سد الذرائع مطلوب ولكن العلماء قرروا ان المبالغة في سد الذرائع كالمبالغة في فتحها, وقد يترتب عليها ضياع مصالح كثيرة, اكبر بكثير من المفاسد المخوفة», ويمضي فضيلته الى القول: «وقد وقف بعض العلماء في وجه تعليم المرأة ودخولها المدارس والجامعات من باب سد الذرائع, حتى قال بعضهم: نعلم القراءة لا الكتابة! حتى لا تستخدم القلم في كتابة الرسائل الغرامية ونحوها! ولكن غلب التيار الآخر ووجد ان التعليم في ذاته ليس شرا, بل ربما قادها الى خير كثير», انتهى, 2ـ مشكلتنا ـ نحن الرجال ـ في العالم الاسلامي اننا لا نطبق قاعدة سد الذرائع على انفسنا, اقصد اننا لا نحرص على تطبيقها في معاملاتنا المالية, في الاسواق والبنوك وبورصة الاوراق المالية, وذلك بالحرص والحذر لضمان اكل الرزق الحلال, لا نطبق هذه القاعدة في التعامل مع مكفولينا من الموظفين والعمال وخدم المنازل وانما نحرص فقط على تطبيقها على اماء الله من زوجاتنا وبناتنا واخواتنا, 3ـ ان حق المرأة الاميركية في الامامة لصلاة الجمعة هو جزء من حقها السياسي ودورها الاجتماعي لقيادة المجتمع الاسلامي اولا في اميركا واوروبا, ثم لقيادة المجتمع الاميركي او الاوروبي حسب الحال, ان المسجد هو مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني, وهو المكان الذي يجتمع فيه المسلمون في اوروبا واميركا بحد ادنى مرة واحدة اسبوعيا, ان امامة المرأة لصلاة الجمعة بخطبتها السياسية والاجتماعية, تعني ببساطة حقها في قيادة المجتمع المدني الاسلامي في اوروبا واميركا, وحرمانها من هذا الحق يعني انها غير مؤهلة لهذا الدور! لماذا نمنع نساءنا من حقهن في الدعوة والاصلاح والارشاد والتقويم في اوروبا واميركا, داخل مساجدنا ومن منبر الجمعة في بلدان نالت فيها المرأة حقوقها السياسية المدنية بالقانون والمواثيق الدولية؟ ان اوضاع المرأة المسلمة في اوروبا واميركا تختلف تماما عن اوضاعها في العالم العربي والاسلامي, قبل حوالي خمس وعشرين سنة ذهب د, حسن الترابي ـ فك الله اسره ـ الى اميركا, ودعا النساء الاميركيات الى الاسلام بفصاحته وطلاقته الانجليزية فسألته اميركية متزوجة قائلة ـ فيما معناه ـ اذا اقتنعنا ـ نحن النساء الاميركيات بالاسلام, فهل يأمرنا الاسلام ان نطلق ازواجنا النصارى؟ فرد عليها د, الترابي بــ «لا», رغم علمه بوجود نص صريح يمنع زواج غير المسلم من المسلمة, وبعد 25 سنة ايد فضيلة الشيخ القرضاوي فتوى الدكتور الترابي, وذلك في حديث تليفزيوني بقناة الجزيرة وامام عشرات الملايين من المشاهدين, لقد انطلق كل من الشيخين من منهج عقلاني مقاصدي, يفهم النصح, والحكمة من وراء النص, فالمرأة التي اقتنعت بالاسلام طواعية وعن قناعة قادرة على دعوة زوجها واسرتها الى الاسلام والتأثير عليهم ومن الخير للاسلام والدعوة ان تبقى في بيتها مع زوجها, في حين اننا لو طالبناها بالطلاق من زوجها نكون قد وضعناها بين خيارين «الاسلام وزوجها»,اخلص من كل ما تقدم الى ان فقه النساء في اميركا واوروبا يختلف عن فقه النساء في عالمنا الشرق الاوسطي, فالمرأة في بعض الاماكن في الخليج ما زالت تناضل من اجل رخصة قيادة السيارة, وحقها في الانتخاب والترشيح على مستوى المجالس البلدية والنيابية, باختصار يا اهل الشرق الاوسط لكم فقهكم,, الذي يناسب موروثكم الثقافي العربي الذي حولتموه الى دين, ولأمينة ودود فقهها الاميركي,


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved