تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

ما هو مستقبل الشماليين في الحركة الشعبية بعد رحيل قرنق؟ بقلم كمال حسن بخيت

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/8/2005 11:12 ص

ما هو مستقبل الشماليين في الحركة الشعبية بعد رحيل قرنق؟
2005/08/08

الخرطوم ـ القدس العربي ـ

من كمال حسن بخيت

: يكتنف الغموض مستقبل القيادات السودانية الشمالية داخل الحركة الشعبية بعد مصرع زعيمها قرنق السبت الماضي بحادث تحطم مروحية عسكرية رئاسية يوغندية عـلي الحـدود بين الــبلدين.
وتثور اسئلة كثيرة لدي المراقبين عن الوضع المرتقب الجديد للوجوه السياسية الشمالية البارزة داخل الحركة المعروفة بعلاقاتها المميزة والخاصة مع الزعيم الراحل.
ويجمع مراقبون ان الوجوه الشمالية تواجه مصاعب جدية اذ ان ارتباط اولئك الشماليين بشخصية قرنق ذات الكاريزما العالية وقناعته هو بصدق انتمائهم ساعدت كثيرا في تجذرهم في جسم الحركة.
وفي هذا السياق قال مراقبون ومحللون سياسيون في السودان ان مصاعب الشماليين بالحركة معركة مؤجلة ـ لكنها حتمية ـ بسبب ترتيبات الخلافة في الحركة الشعبية ، فيما اعتبر آخرون ان اوضاع الشماليين لن تتاثر كثيراً لعوامل سياسية تقتضيها طبيعة الحركة ومستقبل تحالفاتها وعلاقاتها الداخلية والخارجية.
ويؤكد لـ القدس العربي المحلل السياسي السوداني فيصل محمد صالح ان الحركة عموما تواجه تحديات جدية تتمثل اولاً في اشكالية غياب الزعيم المؤسس والمشرف صاحب القدرات العالية والمتميزة بجانب التحدي الثاني والمعني بعملية الانتقال للحكم وما يصاحبها من حتمية تغيير الاليات والسياسات ما يجعلها بالتالي في اعادة هيكلة غير ان صالح يضيف تحدياً ثالثاً يخص الشماليين داخل الحركة الشعبية اذلين يواجهون اشكالية ارتباطهم الشخصي والقوي بالزعيم الراحل جون قرنق والذي لا يقدح بالضرورة في ارتباطهم بالحركة وبرامجها والتزامهم خطها..
مردفاً (نقول للامانة ان شخصية د. قرنق لعبت دوراً واضحاً في اجتذاب اولئك الشماليين للحركة وتبوأهم مواقع متقدمة) واذا كانت الحركة جبهة عريضة تمور بتيارات متعددة بعضها انفصالي وآخر وحدوي فان قرنق بحسب الاستاذ فيصل محمد صالح كان الوحدوي الاول الذي اصطف خلفه الشماليين مما قوي ارتباطهم به.. ويعتبر فيصل ان شخصية قرنق الجاذبة وتمتعه بكاريزما عالية وقدرات رفيعة وما ترتب عليها من اعجاب ابناء الشمال داخل الحركة بالرجل يضعهم امام مشكلتين واضحتين اولاهما البعد العاطفي في غيابه والذي لا يخفي في قيادي الحركة الشمالي ياسر عرمان المفطور لموت قرنق وثانيهما البعد السياسي المتمثل في السياسات المقبلة للحركة والتي تحدد موقعهم المستقبلي.
ويعتقد صالح ان نجاح القائد الجديد للحركة الشعبية سلفاكير في تثبيت المؤسسية والوحدوية داخل قيادة الحركة فان ذلك من شانه الابقاء علي الشماليين في موقاعهم المتقدمة ما لم يصح التصنيف المسبق في اذهان الكثيرين والقائل بحميمية علاقة سلفاكير بالتيار الانفصالي عندها - طبقاً لصالح - فان حركة الشماليين داخل التنظيم ستبدو صعبة وتصطدم بتحديات تستدعي بحثهم عن قيادة وحدوية جنوبية داخل الحركة لن يصعب الرسو عليها في وجود شخصيات مثل نيال دينق ودينق الور وباقان اموم وادوارد لينو.
ويستبعد فيصل محمد صالح ظهور متاعب الشماليين داخل الحركة علي نحو عاجل بحكم ان أي زعيم سياسي يتولي منصباً بعد سلفه لن يحاول اجراء تغييرات سريعة علي مستوي السياسات والتوجهات او حتي القيادات المقربة من سابقه بل ينتظر لفترة قبل اتخاذ هكذا خطوة مما يجعل تلك الاشكالية ازمة مؤجلة ان صح وجودها.
ويحدد صالح وضع المستشار السياسي لزعيم الحركة الراحل د. منصور خالد بانه كان علاقة شخصية كاملة مع جون قرنق لا علاقة لها بهيكل الحركة وليست موجودة في كل مؤسساتها بخلاف الاخرين الشماليين امثال ياسر عرمان ونظرائه.. غير ان الرجل (منصور خالد) كان مفيداً جدا للحركة الشعبية وفتح لها الكثير من الابواب مضيفا ان سلفاكير سيضع حساباته وتقديراته حول منصور خالد ومدي حاجته للرجل.
ويرجح فيصل محمد صالح ان يحتفظ سلفاكير بمنصور اذ ان زعيم الحركة الجديد لم يعرف عنه تمديد جسور او اقامة علاقات دبلوماسية وسياسية علي المستوي الاقليمي أو الدولي وهي مهمة يحتاج في نسجها لشخص بقدرات وامكانيات د. منصور خالد.. فيما يعتبر ان ما انجزه ياسر عرمان لصالح الحركة الشعبية منذ بدء عودة قياداتها الي الخرطوم في الاشهر الماضية تؤشر لامكانية رفيعة تحسب لعرمان اذا كان المعيار داخل اجهزة الحركة العليا هو تلك القدرات والامكانات.. رافضا ان يكون غياب عرمان عن اجتماع هيئة القيادة العليا في نيوسايت مؤشرا كافياً لبداية تهميش العناصر الشمالية داخل الحركة..
كما يستبعد صالح ان تتسبب الخلافات المزعومة بين ياسر عرمان وباقان اموم في اضعاف موقف الاول ما لم تمتد لتكون شكل تباعد بين عرمان وقائده الجديد سلفاكير..
وعلي الجانب الاخر يؤكد المحلل السياسي والصحفي الجميل الفاضل ان مستقبل الشماليين في الحركة الشعبية بكل عام يبدو معقداً وذو طبيعة شائكة بالنظر الي حقيقة علاقتهم (الشماليين) بالحركة كبنية تنظيمية يسود عنها افتراض عام بانها حركة جنوبية التكوين والمنشأ والقضية والتوجه العام وينظر اليهم داخل الحركة الشعبية التي يغلب عليها في المجمل التيار الجنوبي كاضافة غير ضرورية لدي البعض أو زائدة دودية يمكن التخلص منها في أي وقت دون ان تؤثر علي الحركة كتنظيم واهداف وتكوين سياسي خلافا لرؤية زعيمها المؤسس الراحل د. جون قرنق والتي حرص علي تسويقها ورسمها في ذهن الاخر ما يتطلب وجود وجوه شمالية ذات مواصفات خاصة تؤكد ان افق الحركة قومي منفتحاً علي كل السودان بكافة مكوناته.
ويجزم الفاضل بان تهميش او اقصاء او التخلص الكامل من الشماليين في الحركة الشعبية مسألة وقت ويمكن ان تنجز من خلال سياسات التضييق التي ستقودهم الي مغادرة الحركة طوعاً، او علي الاقل الانزواء خارج دائرة الضوء.. سيما وان سلفاكير لا يتطلع لزعامة تتجاوز حدود جنوب السودان لا يملك هو نفسه مقوماتها.. ويرهن المحلل السياسي الفاضل مستقبل الشماليين داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان واستمرارهم بوجود قيادات نافذة مؤمنة بافكار الزعيم الراحل المنفتحة وتمكنها في ذات الوقت من القرار داخل مؤسسات الحركة تكون قادرة ايضا علي التغلب علي ما يثار من خلافات بين الوجوه الشمالية في الحركة مثل ياسر عرمان والقيادات الجنوبية النافذة مثل باقان اموم وتتجاوز ايضاً بعض السخط الذي يواجه شخصية الدكتور منصور خالد الموصوف بالنخبوية والصفوية.
غير ان الفاضل يستبعد ان تكون افكار قرنق القومية بالرسوخ الذي يوفر وجود مدافعين عنها وبالتالي فان الراجح هو بداية تراجع الشماليين داخل الحركة لكن ليس بين عشية وضحاها.. مستدلاً بغياب عرمان عن اجتماعات الواحد وعشرين الاخيرة في نيوسايت عقب مقتل جون قرنق وبروز باقان اموم لاول مرة ناطقاً رسميا باسم الحركة في اشارة مبكرة لانحسار الصوت الشمالي.. ويعتبر الفاضل الحديث المتداول عن اتجاه القيادة الجديدة في الحركة لمراجعة قوائم المرشحين للمشاركة في الحكومة الانتقالية المرتقبة واحتمال تقليل التمثيل الشمالي فيها خلافا لما اعلنه جون قرنق قبل سويعات من رحيله بتخصيص مقعدين من اصل عشرة للشماليين خطوة ستدل بوضوح علي التغيير المرتقب والتراجع المتوقع لابناء الشمال داخل الحركة خصوصاً وان تحديد نحو ربع مقاعد الحركة لصالحهم لا يمكن النظر اليه كتصرف عادي او يمكن تصوره من شخص محدود الشجاعة والافق.
ويؤكد المحلل السياسي السوداني الجميل الفاضل ان منصور خالد المستشار السياسي لقرنق اصبح فعليا خارج مؤسسات الحركة الشعبية بوفاة زعيمها.



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved